مصادر: تركيا تتابع بتوجس غير مسبوق تحركات الإمارات ضدها

الأربعاء 21 مارس 2018 06:03 ص

أكدت مصادر تركية مطلعة أن دوائر صنع القرار في تركيا تتابع بتوجس غير مسبوق التحركات الإماراتية المتسارعة التي تحولت إلى مرحلة الاستهداف المباشر والمكشوف لتركيا على العديد من الأصعدة.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن المصادر قولها إن «التحركات الإماراتية تسارعت في الآونة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بخطوات محاربة تركيا إعلامياً والتي تمثل في الأيام الأخيرة بحظر بث المسلسلات التركية إلى جانب الحرب التي يشنها الإعلام الإماراتي ضد تركيا والتي تصاعدت بشكل كبير جداً عقب تمكن الجيشين التركي والسوري الحر من السيطرة على مركز مدينة عفرين شمالي سوريا».

وأشارت المصادر إلى أن «الأروقة التركية اهتمت في الساعات الأخيرة بالأنباء التي تحدثت عن تزعم الإمارات اجتماعاً عقد على متن يخت في البحر الأحمر إلى جانب عدد من زعماء المنطقة بهدف بحث سبل مواجهة تركيا».

وأضافت أن «هناك اهتماما بالأنباء عن مشاركة الإمارات في مناورات عسكرية إلى جانب (إسرائيل) وعدد من الدول في اليونان وذلك في ظل تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا في بحر إيجه».

وأمس الثلاثاء، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقريرا أكدت فيه مشاركة (إسرائيل) في مناورات وتدريبات عسكرية تجري في اليونان وتشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وقبرص اليونانية إلى جانب الإمارات.

ولفتت «هآرتس» إلى أنها «ليست هذه المرة الأولى التي تشارك فيها الإمارات بمناورات عسكرية إلى جانب (إسرائيل)».

والأسبوع الجاري، كشف موقع «ميدل إيست آي» عن قمة سرية عقدت على متن يخت في البحر الأحمر، أواخر عام 2015، نظمها رجل الأعمال الأمريكي اللبناني «جورج نادر» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

وأشار الموقع إلى أن القمة ضمت ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وولي ولي العهد السعودي آنذاك «محمد بن سلمان» الذي أصبح وليا للعهد، وولي عهد البحرين «سلمان بن حمد»، والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وملك الأردن «عبدالله الثاني».

وبحسب الموقع، فإن رجل الأعمال «جورج نادر»، الذي خضع مؤخرا للتحقيق بشأن تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، عرض على المشاركين في الاجتماع تشكيل تحالف إقليمي من ست دول عربية بحيث تصبح هذه الدول المتحالفة قوة تعول عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ تركيا وإيران في المنطقة.

تصعيد إعلامي

وطوال الأيام الماضية شنت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية العاملة من دبي وأبوظبي بشكل خاص هجوماً غير مسبوق على تركيا، واستضافت ناطقين أكرادا وعربا من أجل مهاجمة الدور التركي في سوريا واتهام أنقرة بالسعي لاحتلال أراض عربية، وذلك على خلفية نجاج الجيشين التركي والسوري الحر في السيطرة على مدينة عفرين شمالي سوريا.

وجاء التصعيد الإعلامي الإماراتي والسعودي ضد تركيا، بعد أيام من قرار وقف بث المسلسلات التركية على قوات مجموعة «إم بي سي» السعودية العاملة من الإمارات، وتشير الأنباء إلى أن دوافع القرار سياسية وله أبعاد إقليمية تقودها الإمارات من أجل مواجهة النفوذ التركي وشن حملة إعلامية مضادة تتضمن تصعيدا إعلاميا وأعمالا فنية مختلفة.

وأمس الثلاثاء، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، «حامي أقصوي»، اتهامات وزير خارجية الإمارات، «عبدالله بن زايد»، لبلاده بالتدخل في شؤون الدول العربية، مشددا على أن «الجميع يدرك علاقات تركيا التاريخية والأخوية مع العالم العربي»، واعتبر الناطق التركي في بيان له أن «اتهامات بن زايد لتركيا بالتدخل في الشأن العربي لا يمكن فهمها ولا تتوافق مع مبدأ حسن النية».

ولفت إلى أنّ «مسؤولي دولة الإمارات يدلون منذ فترة بتصريحات تسيء إلى تاريخ تركيا وعلاقاتها مع العالم العربي»، مشددا على أن تركيا «تدرك الجهات التي يحاول الإماراتيون خدمتها عبر هذه التصريحات».

وكان «عبدالله بن زايد» اتهم، الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري «سامح شكري»، تركيا، بجانب كل من إيران و(إسرائيل)، بالتدخل في الشأن العربي.

وقبل أيام أيضاً، انتقد البرلماني التركي «أحمد بيرات كونكار»، تغريدة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش» قال فيها إن «العلاقات العربية التركية ليست في أحسن حالاتها»، مطالباً قرقاش بـ«عدم التحدث باسم العرب».

وربط محللون بين تغريدات «قرقاش» الأخيرة ضد تركيا، وما قاله ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» أيضا في القاهرة منذ أيام، حيث قال في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية إن تركيا هي «جزء من مثلث الشر في المنطقة بجانب إيران والجماعات الإسلامية المتشددة».

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اشتعلت أزمة دبلوماسية بين تركيا والإمارات، على خلفية قيام وزير الخارجية الإماراتي «عبدالله بن زايد»، بإعادة تغريدة تتضمن إساءة لوالي المدينة المنورة إبان الدولة العثمانية «فخرالدين باشا»، وهو ما رد عليه مسؤولون أتراك على رأسهم الرئيس «رجب طيب أردوغان».

ولاحقا، قررت بلدية العاصمة التركية أنقرة، رسميا تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية، من شارع رقم 613 إلى شارع «فخرالدين باشا»، كما قررت البلدية تغير اسم الطريق (الجادة)، من 609 إلى اسم «المدافع عن المدينة».

ومنذ وقت طويل تبدو العلاقات التركية الإماراتية على غير ما يرام، مع اتهام الإمارات ودول عربية أخرى متحالفة معها، أنقره بأنها تدعم حركات سياسية معادية للأنظمة العربية، لاسيما جماعة «الإخوان المسلمون«»، في وقت اتهمت فيه تركيا أبوظبي مرارا، بأنها كانت ضالعة في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي في يوليو/تموز 2016 .

ويرى مراقبون أن الحملة التي تشنها وسائل إعلام إمارتية على تركيا تصاعدت منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران  الماضي، حيث وصلت في الشهر ذاته قوات تركية إلى الدوحة تنفيذا لاتفاقية تعاون دفاعي، كما سارعت تركيا بتزويد قطر باحتياجاتها من المواد الغذائية بعد فرض الحصار عليها من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإماراتية التركية المسلسلات النركية مناورات عسكرية في اليونان تصعيد إعلامي