«الغارديان» تكشف دور «كامبريدج أناليتكا» في التأثير لدعم «ترامب»

السبت 24 مارس 2018 10:03 ص

كشفت وثيقة مسربة، بعضا من تفاصيل مساهمة شركة الاستشارات «كامبريدج أناليتكا»، في وصول المرشح الجمهوري «دونالد ترامب»، إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق مواقع «جوجل» و«سناب شات» و«تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب».

الوثيقة الداخلية من الشركة، نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، أعدّها مسؤولو «كامبريدج أناليتكا» الذين عملوا بشكل وثيق في حملة «ترامب» الرئاسية عام 2016.

وأوضحت الموظفة السابقة في الشركة «بريتني كايزر»، أن أبحاث مسح مكثفة وبيانات وخوارزميات لتحسين الأداء استُخدمت في استهداف 10 آلاف إعلان مختلف أمام جمهور متنوّع، في الشهور السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعُرضت هذه الإعلانات مليارات المرات، وفقاً للوثيقة، المكونة من 27 صفحة، حسب «العربي الجديد».

وقُدمت الوثيقة إلى موظفي «كامبريدج أناليتكا» في لندن ونيويورك وواشنطن، بعد أسابيع من فوز «ترامب»، لإطلاعهم على أسلوب الشركة في التغلب على إحدى أكثر الأزمات السياسية إثارة للجدل في التاريخ الحديث.

تقنيات قانونية

الصحيفة البريطانية، التي درست الوثيقة، أكدت أن التقنيات المذكورة فيها قانونية، لكن فضيحة استحواذ «كامبريدج أناليتكا» على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم على «فيسبوك» ترفع الغطاء عن أسلوب تعقّب البصمات على الإنترنت والحياة اليومية للناخبين الأمريكيين.

الوثيقة تضمّنت مواد شحيحة حول كيفية استغلال منصة «فيسبوك» من قبل الحملة الانتخابية، إلا أنها أشارت، في إحدى صفحاتها، إلى أن «كامبريدج أناليتكا» تمكّنت من مراقبة مدى فعالية رسائلها في أنواع مختلفة من الناخبين، ما منح الشركة والحملة الانتخابية تقييماً مستمراً عن مستوى التفاعل والمشاركة على منصات «فيسبوك» و«تويتر» و«سناب شات».

وإمكانية الحصول على تحديث حول تفاعل المستخدمين، تعني أنه بالإمكان تحديث الخوارزميات باستمرار، بشكل يمكنها من إيصال رسائل مختلفة موجهة إلى الناخبين، بناءً على ملفاتهم الشخصية.

ولفتت «الغارديان»، إلى أن مستوى المعلومات التي يمكن للشركة جمعها حول المستخدمين والشهية الواضحة لدى شركات «وادي السيليكون»، للاستفادة من التبرعات الانتخابية ظهرا في صفحة أخرى من الوثيقة نفسها، وبيّنت أن حملة «ترامب» ركزت على توجه معين يوم الانتخابات، وهي البيانات الإدارية الخاصة بـ«يوتيوب».

توجيه الناخبين

وكشفت أن إعلانات على مواقع «فيسبوك» و«تويتر» و«جوجل» وتطبيق مشاركة الموسيقى «باندورا»، استُخدمت في إقناع 35 ألف مؤيد لتحميل تطبيق استُخدم من قبل المؤيدين الأكثر نشاطاً.

كذلك بيّنت الوثيقة أن «كامبريدج أناليتكا» وحملة «ترامب» استخدمتا تقنية إعلانات جديدة أطلقتها «تويتر» بداية العام الانتخابي، وتمكن العملاء من إطلاق تغريدات فيروسية، أي أنها تنتشر على أوسع نطاق، بالإضافة إلى ميزة «الإعلانات التحادثية» لتشجيع متابعي «ترامب» على التغريد باستخدام مجموعة من الوسوم المحددة سلفاً.

كما استغلت الشركة إحدى الميزات التي وفرها تطبيق «سناب شات»، ما مكّن المستخدمين من إمكانية التمرير السريع إلى أعلى الصفحة في التطبيق والاطلاع على الصفحة الإلكترونية المحملة سلفاً.

وكشفت الوثيقة أن «كامبريدج أناليتكا»، لم تكن ذات فائدة في توفير أموال المانحين للحملة الانتخابية، لكنها اعتبرت أداة مفيدة في الحصول على اتصالات الناخب المحتمل.

وأكدت إحدى صفحات الوثيقة، أن الشركة استعانت بالإعلانات المدفوعة على «جوجل» في تنفيذ «إعلانات البحث المقنع»، لتعزيز ظهور المحتوى المؤيد لترامب والمعادي للمرشحة الديمقراطية حينها «هيلاري كلينتون».

ولفتت إحدى الصفحات إلى أن الشركة ضمنت ظهور نتائج بحث مدفوعة وداعمة لـ«ترامب»، حين يبحث المستخدمون عن «ترامب وحرب العراق» على محرك البحث، في استراتيجية عنوانها «تحكم بالانطباع الأول».

مداهمة وتحقيقات

وأمس، شرع محققون بريطانيون بتفتيش مكاتب شركة «كامبريدج أناليتيكا»، وفقا لمذكرة تفتيش وافقت عليها المحكمة العليا، واستنادا إلى ادعاءات مكتب المعلومات بأن الشركة البريطانية التي تعاقدت معها حملة «ترامب» الرئاسية عام 2016، قد تكون استغلت البيانات الشخصية لمستخدمي «فيسبوك» بهدف التأثير على ناخبين محتملين.

بدأ محققون بريطانيون، الجمعة، تفتيش شركة الاستشارات المتورطة في فضيحة سرقة بيانات مستخدمي «فيسبوك»، وذلك بعيد موافقة القضاء البريطاني على مذكرة لتفتيش مقرها.

واقتحم حوالي 18 عميلا من مكتب مفوضة المعلومات «إليزابيث دنهام»، مكاتب الشركة في لندن، تنفيذا للمذكرة.

وشركة «كامبريدج أناليتيكا» البريطانية، متهمة بالاستيلاء بطريقة غير قانونية على البيانات الشخصية لمستخدمي «فيسبوك» لأهداف سياسية.

وتم توجيه اتهامات من قبل عاملين سابقين في الشركة البريطانية بالاستيلاء بطريقة غير قانونية على البيانات الشخصية لعشرات الملايين من مستخدمي «فيسبوك» بهدف التأثير في ناخبين محتملين.

وعلقت مهام الرئيس التنفيذي للشركة «ألكسندر نيكس» بعد الكشف عن القضية، وعرضت قناة «تشانل فور نيوز» البريطانية ما يشير إلى تباهيه بمحاصرة سياسيين والعمل بسرية للتدخل في الانتخابات حول العالم، عبر استخدام شركات غامضة كواجهات لهذا النشاط.

وتم استدعاء «نيكس» مجددا للمثول أمام النواب البريطانيين لشرح «تناقضات في شهادة أدلى بها سابقا له حول طريقة استخدام شركته للمعلومات».

أما مؤسس «فيسبوك»، «مارك زوكربيرغ»، فقد اضطر إلى إصدار بيان اعترف فيه بالفضيحة، واعتذر من المستخدمين عن هذا الخرق.

من جهتها، نفت «كامبريدج أناليتيكا» اقتراف أي خطأ، وقالت إنها ستجري تدقيقا مستقلا من قبل طرف ثالث للتحقق من أنها لا تملك البيانات التي تم الاستيلاء عليها.

وتمت عملية جمع معلومات مستخدمي فيسبوك من خلال تطبيق عن تقييم الشخصية أنشأه عالم نفس من جامعة كامبريدج اسمه «ألكسندر كوغان»، وقام 270 ألف شخص بتنزيله ما سمح لـ«كوغان» بالدخول إلى معلوماتهم الشخصية والمواد التي حازت إعجابهم.

وكان هذا ممكنا بموجب قوانين «فيسبوك» في ذلك الوقت.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب فضيحة فيسبوك تأثير على الانتخابات كامبريدج أناليتكا

آل جور يدعو الجيش للتدخل إذا رفض ترامب قبول هزيمته