أبرزت الصحف المصرية الصادرة، صباح اليوم الأحد، محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت مدير أمن محافظة الإسكندرية (شمال) معتبرة أن «الإرهاب يحاول إفساد العرس الانتخابي قبل أن يبدأ»، كما نقلت تأكيدات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أن «الدولة لم تلجأ للمسكنات وإنما استندت إلى منهج شامل ومتكامل للتعامل مع التحديات».

وفيما يتعلق بانتخابات «رئاسيات مصر 2018»، خرقت صحف القاهرة الصمت الانتخابي المفروض رسميا من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، ونشرت إحدى الصحف القومية دعاية لـ«السيسي»، ونقلت دعوات مكثفة من مشاهير الفن والرياضة والإعلام ورموز دينية للمواطنين بالحشد أمام لجان الانتخاب.

كما اهتمت الصحف بختام الاستعدادات المكثفة للانتخابات، مؤكدة أن الجيش يدعم تأمين الانتخابات بطائرات المراقبة وعناصر المظلات والصاعقة والبحرية والتدخل السريع، بينما تقوم قوات وزارة الداخلية بمسح محيط اللجان بأجهزة الكشف عن المفرقعات، والكلاب البوليسية، وأكدت الصحف صدور حكم نهائي بإلغاء تغريم الرئيس الأسبق «حسني مبارك»، ورئيس وزرائه ووزير داخليته كتعويض عن خسائر الاقتصاد القومي بعد قرار قطع الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت في أحداث يناير/كانون الثاني 2011.

محاولة اغتيال فاشلة

أكدت صحيفة «الوطن» نجاة مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، اللواء «مصطفى النمر»، من محاولة اغتيال فاشلة عبر تفجير موكبه بعبوة ناسفة، وأسفر الانفجار عن مقتل رقيب ومجند شرطة، وإصابة 5 من رجال الشرطة والمدنيين.

وكثفت قوات الأمن إجراءاتها بمحيط الانفجار لمنع اقتراب المواطنين، ورفعت وزارة الصحة درجة الاستعداد بجميع مستشفيات المحافظة، فيما أدان مجلس الوزراء التفجير، وشدد على أن مثل هذه الجرائم تؤكد مدى كراهية مرتكبيها لما فيه خير الوطن ومستقبله، وشدد على أن الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب، لن تهدأ حتى يتم اجتثاث جذوره الخبيثة بكاملها من أرض مصر الطيبة، مؤكداً أن الوطن باق والإرهاب إلى زوال.

وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، إن عبوة ناسفة كانت موضوعة أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق بشارع المعسكر الروماني، انفجرت أثناء مرور سيارة مدير الأمن، مستقلاً سيارته، وتحفظت القوات على كاميرات المراقبة بمحيط موقع الانفجار، وبدأت الاستماع لعدد كبير من شهود العيان، لافتة إلى أن مدير الأمن يشرف بنفسه على فرق بحثية للوقوف على الملابسات.

مسكنات «السيسي»

وأبرزت صحيفة «الأخبار» تصريحات «السيسي» في كلمته خلال افتتاح المؤتمر القومي للبحث العلمي، تحت شعار «إطلاق طاقات المصريين»، أمس السبت، حيث شدد «السيسي» على أن «الدولة استندت إلى منهج شامل ومتكامل للتعامل مع التحديات الراهنة التي فرضتها ظروف دولية وإقليمية وداخلية، ولم تلجأ لمسكنات ضررها أكبر من نفعها، ولم تروج للوهم والآمال الكاذبة»، بحسب قوله.

وقال «السيسي»: «عمدنا لمصارحة الشعب بالحقائق كما هي، وتعاهدنا جميعاً على تحمّل فواتير الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي، الذي وإن كانت له تكلفته، فإنه الطريق السليم والوحيد لبلوغ آمالنا الكبيرة لوطننا، الذي عاهدنا الله أن نضعه في مصاف الأمم والمجتمعات المتقدمة، بجهودنا المشتركة وتضحياتنا جميعاً بالعرق والجهد والدم».

وأضاف أن من بين التحديات التي تواجه مصر، الإرهاب الذي أطل بوجهه القبيح، أو حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها مصر بعد 2011 أو فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، لافتاً إلى أن الدولة سعت لترسيخ أركانها، كما وضعت استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، تتضمن أبعاداً ثقافية واجتماعية، بجانب العسكرية والأمنية.

ختام استعدادات الانتخابات

واهتمت صحيفة «الشروق» بختام استعدادات لانتخابات «رئاسيات مصر 2018»، وقالت الصحيفة إن الجيش يدعم تأمين الانتخابات بطائرات المراقبة وعناصر المظلات والصاعقة والبحرية، والتدخل السريع، بينما تقوم قوات وزارة الداخلية بسح محيط اللجان بأجهزة الكشف عن المفرقعات، والكلاب البوليسية.

كما أنهت القاهرة والمحافظات، استعداداتها لإجراء الانتخابات الرئاسية، المقررة أن تبدأ غدا وتستمر حتى الأربعاء المقبل، وتسلمت وزارة الداخلية نحو 14 ألف لجنة انتخابية فرعية وعامة، على مستوى الجمهورية، تمهيداً لانعقاد إجراءات الاقتراع في الانتخابات.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس، أنها اتخذت الترتيبات والإجراءات المرتبطة بمعاونة وزارة الداخلية في تنظيم أعمال التأمين لانتخابات الرئاسة على مستوى الجمهورية، وتوفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم.

كما صدق وزير الدفاع والإنتاج الحربي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول «صدقي صبحي»، على تخصيص عدد من الطائرات العسكرية لنقل أعضاء الهيئات القضائية المشرفين على الانتخابات الرئاسية إلى الأماكن النائية والمنعزلة، لتسهيل مهمة القضاة وتخفيف العبء عنهم وضمان تسلم اللجان في التوقيتات المحددة لها.

وقال المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار «محمود الشريف»، إنه تم الانتهاء من جميع الاستعدادات داخل لجان الاقتراع الفرعية في الانتخابات الرئاسية، والتي يبلغ عددها 13 ألفا و687 لجنة على مستوى الجمهورية، تتبع 367 لجنة عامة، مشيرا إلى أن لجان المتابعة التي شكلتها الهيئة تعمل على مدار الساعة لتذليل أي عقبات أمام إنهاء الاستعدادات داخل اللجان.

خرق الصمت الانتخابي

وخرقت صحيفة «الأهرام» الصمت الانتخابي رغم توقف الدعاية رسميا للمرشحين المتنافسين في سباق الرئاسة «عبدالفتاح السيسي» ومنافسه «موسى مصطفى».

ونشرت صحيفة الأهرام في طبعتها الأولى إعلانين مدفوعي الأجر، أحدهما في الصفحة الأولى متضمنا صورة «السيسي» مكتوبا عليها «سوف نكون غدا على قلب رجل واحد أمام لجان الانتخابات»، وهو إعلان لإحدى شركات الإنشاءات، كما نشرت إعلانا آخر على كامل الصفحة الـ13، بصورة «السيسي» ملوحا بإحدى يديه ومكتوبا عليها «نعم للمستقبل»، وهو إعلان لإحدى مجموعات تجارة السيارات.

ووفقا لجدول الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات، فإن الصمت الانتخابي بدأ صباح أمس السبت، ويستمر لمدة 48 تسبق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية.

في المقابل، التزمت معظم الصحف تقريبا بالصمت الانتخابي، وإن كانت جميعها نشرت تصريحات وصورا لـ«السيسي» خلال افتتاحه المؤتمر القومي للبحث العلمي، وهو ما رآه مراقبون دعاية غير مباشرة بحكم منصبه رئيسا للدولة، بينما يحظر على المرشح المنافس الإدلاء بتصريحات لأنه لا يملك منصبا سياسيا، وهو ما يخل بتكافؤ الفرص.

دعوات متواترة للحشد

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» دعوات فئات كثيرة وشخصيات عامة للمواطنين بالاحتشاد أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات التي تبدأ غدا، ووصل الأمر إلى حد استخدام المطربين الشعبيين للحث على مشاركة الناخبين في العملية الانتخابية والإقبال على التصويت، ويرى الناقد «طارق الشناوي» أن تلك الأغاني «تجاوزت الحد المسموح به، وأصبحت تعبر عن حالة من النفاق».

وكرر عدد من القنوات بث أغنية المطرب «حكيم» الذي انتشرت أغنيته «أبوالرجولة»، خلال أيام معدودة، لتصبح بمثابة الأغنية الرسمية التي تدعو الناخبين وتحفزهم للمشاركة في التصويت، حيث ينتشر تشغيلها على المقاهي وفي الشوارع وعبر الفضائيات المختلفة وموقع يوتيوب، على غرار أغنية «بشرة خير»، التي قدمها المطرب الإماراتي «حسين الجسمي»، خلال الانتخابات الرئاسية 2014.

كما كشف «إسلام خليل» عن تقديمه أغنية جديدة يغنيها المطرب الشعبي «شعبان عبدالرحيم»، وتحمل اسم «يا حلاوة الشعب المصري وهو رايح ع اللجان»، مؤكداً أن بدء الصمت الانتخابي، أمس، حال دون تسجيل «شعبان عبدالرحيم» الأغنية، مشيراً إلى أن كلمات الأغنية.

وأبرزت الصحيفة دعوة قيادات صحفية وإعلامية إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات رداً على دعوات جماعة «الإخوان» وأعوانها إلى مقاطعة الانتخابات، حيث قال رئيس المجلس الأعلى للإعلام، «مكرم محمد أحمد»، خلال حفل الهيئة الوطنية للصحافة لتوزيع تصاريح تغطية الانتخابات، أمس، إنني لم أشهد مثلما رأيت من إنجازات على مدى السنوات القليلة الماضية.

بدوره، أعرب رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، «كرم جبر»، عن أمله أن تكون أيام التصويت في الانتخابات الرئاسية أيام وفاء، تلعب فيها الصحافة دوراً مهماً للوطن والشهداء والجيش المصري وأعمال الشرطة.

وبجانب الإعلاميين والفنانين، حرص الإعلام على إظهار دعوات المفتي والمشايخ الأزهريين والممثلين ومشاهير الرياضة والسياسة وغيرهم.

إلغاء تغريم «مبارك»

أكدت صحيفة «اليوم السابع» إصدار محكمة مصرية حكما نهائيا بإلغاء الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بتغريم الرئيس الأسبق «حسني مبارك»، ورئيس مجلس الوزراء الأسبق، «أحمد نظيف»، ووزير الداخلية الأسبق، «حبيب العادلي»، بمبلغ 540 مليون جنيه كتعويض عن الخسائر التي أصابت الاقتصاد القومي من قرار قطع الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت في أحداث يناير/كانون الثاني 2011.

وقالت المحكمة إنها استندت إلى ما ذكرته محكمة الجنايات في حكم أصدرته بحق «العادلي»، بأن قرار قطع الاتصالات كان صائباً ولا يشوبه انحراف في استعمال السلطة، أو التربح، وكان للصالح العام ويصب في مصلحة أمن الدولة.

وذكرت المحكمة أنها استندت إلى شهادة الشهود وقتذاك، والذين أكدوا أمام محكمة الجنايات أن مصر كانت تمر بظروف عصيبة وكانت هناك أيدٍ خفية تعبث وتحاول تخريب البلاد، وعناصر خارجية مندسة من (إسرائيل) وأمريكا تحاول زعزعة الاستقرار وتفتيت الوطن وإحداث الفتنة، فضلاً عن شهادة ضباط الأمن الوطني الذين أكدوا أن قرار قطع الاتصالات كان في مصلحة البلاد نظراً لما كانت تقتضيه وتتطلبه الحالة الأمنية وقتها، لذلك رأت المحكمة أن القرار لم تشبه شبهة عدم المشروعية، وانتفى فيه ركن الخطأ، لذلك لا يوجد أي تعويض لخزانة الدولة.