أمريكا تقيم قاعدتين في منبج السورية تحسبا لعملية تركية

الثلاثاء 3 أبريل 2018 01:04 ص

بدأت القوات الأمريكية بناء قاعدتين بمحيط مدينة منبج، التي يسيطر عليها مسلّحو حزب العمال الكردستاني «ب ي د/ بي كا كا»، شمالي سوريا، وذلك تحسبا لعملية تركية وشيكة.

ووفقاً لوكالة «الأناضول»، فإن مصادر (لم تسمّها) أفادت بأن «الولايات المتحدة شرعت بتوسيع نقطتي مراقبة تقعان في محيط قرية الدادات التابعة لمنبج؛ بغرض تحويلهما لقاعدتين عسكريتين».

وأضافت المصادر أن «النقطة الأولى تقع إلى الجنوب الشرقي من قرية الدادات، في حين تقع النقطة الثانية جنوبي القرية المذكورة».

ولفتت النظر إلى أن «القوات الأمريكية بدأت نقل العديد من مواد البناء والآليات الثقيلة إلى الموقع المذكور بهدف البدء ببناء القاعدة».

وتبعد النقطة الأولى نحو 8 كم عن نهر الساجور، الذي يفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات والتنظيم المسلّح، في حين تقع النقطة الثانية قرب مزرعة «النعيمية»، التي تبعد نحو 4 كم عن مناطق سيطرة درع الفرات.

وبذلك تكون قاعدة «النعيمية»، في حال بُنيت، أقرب قاعدة أمريكية إلى منطقة درع الفرات.

وخلال الأيام القليلة الماضية، بدأت قوات أمريكية باتخاذ تدابير وتعزيز تحصيناتها وقواتها العسكرية في منبج؛ لمواجهة أي عملية تركية محتملة قد تشمل المدينة، في إطار مواجهتها للميليشيات الكردية المسلحة.

وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية حالياً ثلاث نقاط مراقبة على الخط الفاصل بين منطقة درع الفرات وبين المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم «ب ي د/ بي كا كا»، في قرى توخار وحلونجي ودادات.

يُشار إلى أن تركيا تطالب الولايات المتحدة بإخراج تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» من مدينة منبج ذات الغالبية العربية، وتسليم المنطقة إلى أصحابها الحقيقيين.

وكان تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» سيطر على مدينة منبج، في أغسطس/آب 2016، بدعم من القوات الأمريكية، في إطار الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية».

انسحاب مستبعد

من جهته، اعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط «تشارلز ليستر» أن مغادرة الولايات المتحدة لسوريا ستكون بمثابة استسلام أمريكي تام أمام نفوذ إيران في المنطقة، معتبرا أنه من الصعب النظر بجدية إلى تصريحات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، فيما يخص هذا الشأن

ورأى «ليستر»، الخبير في مكافحة الإرهاب، «ترامب» لا يفهم الوضع، مشيرا إلى أنه «بإمكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو الذي سيخلف تيلرسون ومستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون أن يشرحا له لماذا من مصلحتنا الآن أن نبقى عوضا عن أن نرحل».

 وتابع: «يُهيأ لي أنهما سيتغلبان على ميل ترامب إلى حزم أمتعته والرحيل، أقله في الوقت الحاضر»، بحسب «فرانس برس».

ويعتبر الدبلوماسيون الأوروبيون الذين فوجئوا بتصريحات «ترامب»، أنه «لا يمكن للغربيين الانسحاب طالما لم يتم القضاء كلياً على تنظيم الدولة الإسلامية ولم يتم تنفيذ حل سياسي».

ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية (لم تذكر اسمه) أن «الولايات المتحدة تعمل يومياً على الأرض بالتعاون مع الأسرة الدولية لإرساء الاستقرار في المناطق التي يخليها تنظيم الدولة الإسلامية».

فيما شدد المتحدث باسم البنتاغون، «ايدريان رانكين غالواي» على أن «مهمة العسكريين الأمريكيين في سوريا لم تتغير» مضيفاً: «نواصل تطبيق استراتيجية الرئيس القاضية بالانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية».

والخميس الماضي، قال «ترامب»، في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو: «سنخرج من سوريا في وقت قريب»، مضيفاً: «قريباً جداً، سنسيطر على 100% من الخلافة كما يسمونها» في إشارة إلى المناطق الشاسعة التي احتلها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا بين 2014 و2017.

كما أمر «ترامب» بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لإعادة إعمار سوريا، في معلومات لم يتم تأكيدها ولا نفيها رسمياً.

وتقوم خطة الولايات المتحدة التي أعلنتها وزارة الدفاع في يناير/كانون الثاني الماضي، وأكدها وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» الذي أطاح به الرئيس لاحقاً، على إبقاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا طالما أن ذلك ضروريا لمنع عودة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وعدم ترك المجال حراً لتحرك روسيا وإيران اللتين تقدمان دعما أساسيا لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» مكنه من استعادة أكثر من نصف أراضي سوريا.

  كلمات مفتاحية

قوات امريكية العلاقات التركية الأمريكية قاعدة عسكرية نقطة مراقبة منبج ترامب الانسحاب من سوريا