جدال إعلامي بمصر حول مصالحة المتعاطفين مع «الإخوان»

الجمعة 6 أبريل 2018 07:04 ص

دخل السيناريست المصري «وحيد حامد»، في جدال مع الإعلامي «عماد الدين أديب»، حول من سماهم الأخير «المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمون».

وقال «أديب»، في حوار تليفزيوني، مساء الأربعاء، إن الذين يرفضون الاعتراف بوجود المتعاطفين مع الجماعة «بياخدوا البلد في داهية».

في المقابل، قال «حامد» إن جميع أفراد وعناصر الجماعة «إرهابيين»، وأدرج تحت هذا الوصف «الذين حملوا السلاح، والذين لم يحملوه». (شاهد الفيديو)

واعتبر أن «من لم يحمل سلاحًا أو مفجّرة ساهم في الإرهاب بالفكر.. لا يوجد إخواني يترك فكر الجماعة، ولا أحد منهم ينوي التوبة عن ذلك الفكر».

 

 

 

وأضاف أن «عماد أديب يمسك العصا من منتصفها، بين جماعة الإخوان وموقف الوطن»، وشدد على ضرورة «حسم قضية الإخوان، ولا ينفعها الإمساك بمنتصف العصا».

من جانبه، قال «أديب»: «أنا أتحدث عن المتعاطفين مع الجماعة، وليس من حملوا السلاح.. أتحدث عن الشباب والمواطنين المتعاطفين مع قضية الإخوان».

ورد «حامد»: «أنت تريد أن تكون واعظًا ضد الجماعة، هذه قضية فردية، هم لا يحتاجون وعظًا منك أو من غيرك، هم متمسكون بأفكارهم».

وقال إن «أديب يمهّد للمصالحة مع الإخوان الذين أراقوا دماء الشهداء»، ليرد عليه «أديب»: «إطلاقًا، أقسم بالله أنا لا أمهّد للمصالحة».

وتابع «أديب» أنه يتحدث عن «مئات الآلاف من المصريين المتعاطفين مع الجماعة، وضرورة إنقاذهم مما هم فيه، وإذا لم نفعل فإننا نتخلى عن مسؤوليتنا، وبنعمل استعراض سياسي».

ووجه سؤالا إلى «حامد»: «ماذا نفعل مع أعضاء حزب الحرية والعدالة؟»، ليرد: «ده سؤال أكبر مني ومنك، جماعة تخرب في المجمع منذ 90 عامًا، هييجي وحيد حامد ولا عماد أديب يقول هنعمل فيها إيه، دي مسألة قومية، عايزة عقول مجتمعة ومواقف دولة».

وكرر «أديب» تأكيده أنه لا يدعو للمصالحة، وقال: «أنا لست إمعة ولا جسرًا، ولا حد بيبعتني عشان أقول كلام، أنا أتحدث من عقلي ومن ضميري».

وتابع: «يا أستاذ وحيد، أنت عملت مسلسل الجماعة، هناك عضو تنظيم، وهناك عضو جناح عسكري، وفي أعضاء الجماعات، وفي متعاطفين، وهؤلاء هم الخطر الأكبر».

وأكد «أديب»: «أنا عدو لجماعة الإخوان، وخصم لفكرة الدولة الدينية، وأرى أنا الجماعة إرهابية بحكم القانون، وأرفض الحوار مع من يحمل السلاح، ولكن أحاول أن أقنع الشباب، الذين يعتقدون بمظلومية الجماعة، بأن الجماعة هي من جنت على نفسها».

يشار إلى أن السيناريست «وحيد حامد»، أحد أكبر المناهضين لجماعة «الإخوان»، وهو مؤلف مسلسل «الجماعة» الذي تناول متجنيا مسيرة جماعة «الإخوان» في مصر منذ تأسيسها حتى ما قبل وصولهم لحكم مصر.

ويعد الإعلامي «عماد الدين أديب»، أحد المقربين من نظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، ودعا عقب ساعات من انتهاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتعديل الدستور، ومد فترة حكم السيسي.

يشار إلى أنه في 3 يوليو/تموز 2013، انقلب الجيش المصري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا والمنتمي لجماعة «الإخوان»؛ ما أدخل مصر في أزمة.

وأعلنت الحكومة المصرية في ديسمبر/كانون الأول 2013، الإخوان المسلمون «جماعة إرهابية»، وحظرت جميع أنشطتها، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية (دلتا النيل/شمال).

ولم تفلح حتى الآن مبادرات وساطة مصرية ودولية بين نظام حاكم يرفض عودة «الإخوان» إلى المشهد، وقطاع من المصريين يرفض بقاء الرئيس «السيسي» (كان وزيرا للدفاع عند الانقلاب بمرسي) في الحكم.

ومنذ انقلاب «السيسي»، تشن السلطات المصرية حملة واسعة ضد أنصاره خلفت آلاف القتلى وأدت إلى توقيف عشرات الآلاف من المعارضين، على رأسهم قيادات الصفين الأول والثاني والثالث في جماعة «الإخوان المسلمون» الذين يحاكمون بتهم مختلفة.

وصدرت أحكام بالإعدام على مئات من أنصار «مرسي» في محاكمات جماعية سريعة وصفتها «الأمم المتحدة» بأنها «غير مسبوقة في التاريخ الحديث».

وتتهم المنظمات الحقوقية نظام «السيسي» باستخدام القضاء وسيلة لقمع المعارضين.

ومنذ الانقلاب على «مرسي»، تعاني البلاد أزمة سياسية وانقساما مجتمعيا، وفق مراقبين، لم تفلح معها حتى الآن مبادرات محلية ودولية.

وكلما تجدد الحديث في مصر عن ضرورة المصالحة، أو ترددت أنباء عن محاولة وساطة، تصدر تصريحات رسمية مناهضة، ويندد إعلاميون باحتمال المصالحة، مرددين أن الشعب لن يقبل بها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المصالحة الإخوان عماد الدين أديب وحيد حامد السيسي الانقلاب