الشركات الفرنسية تترقب «غنائم» زيارة «بن سلمان» إلى باريس

السبت 7 أبريل 2018 04:04 ص

تترقب الشركات الفرنسية زيارة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» إلى باريس، أملا في توقيع عقود استثمارية على غرار العقود التي وقعها «بن سلمان» مع شركات أمريكية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.

فيما ينظر الكثير من خبراء الاقتصاد الفرنسيين بحذر إلى الغنائم المنتظرة من الزيارة، معتبرين أن الطريق ليس سهلا في مواجهة الشركات الأمريكية الحاضرة بشكل طاغ في المملكة منذ سبعينيات القرن الماضي، بحسب «أسوشييتد فرانس برس».

وحذرت «جمعية شركات فرنسا الدولية» (ميديف إنترناسيونال) التي تمثل أكبر منظمة فرنسية لأرباب العمل في الخارج، من أنه «ينبغي عدم توقع عقود خيالية»، فيما تحدث مصدر مقرب من الوفد السعودي عن حوالي 12 بروتوكول اتفاق سيتم توقيعهم في مجالات السياحة والطاقة والنقل.

وستغتنم الشركات الفرنسية هذه الفرصة بصورة خاصة لمحاولة تقصي الفرص الاقتصادية المتاحة لها بعدما أطلق «بن سلمان» عام 2016 برنامج إصلاحات تحت عنوان «رؤية 2030»، بهدف تنويع اقتصاد المملكة والحد من اعتماده على الموارد النفطية من خلال اجتذاب استثمارات أجنبية.

وتنظم «ميديف الدولية»، الإثنين المقبل، مجلسا لرجال أعمال فرنسيين وسعوديين سيشارك فيه حوالي 300 شخص، كما يعقد منتدى لرؤساء الشركات، الثلاثاء، في وزارة الخارجية الفرنسية بمبادرة من الطرف السعودي.

وشددت المنظمة على أن «هناك الكثير من الكلام حول رؤية 2030 التي وضعها الأمير، لكن ينبغي معرفة المزيد».

وتأتي فرنسا في المرتبة الثامنة بين موردي السعودية حيث لا تمثل المملكة سوى 1%من الصادرات الفرنسية ومعظمها في مجال الطيران والآليات والأدوية، إلا أن عدة شركات فرنسية متعددة الجنسيات تشارك في مناقصات على عقود.

تعاون بمجال الطاقة

ومن المتوقع أن تعلن شركتا «توتال» الفرنسية و«أرامكو» السعودية للنفط اللتان تملكان منذ 2014 مصفاة ضخمة شرقي المملكة، عن بروتوكول اتفاق لتطوير موقع بتروكيميائي معا، حسبما أفاد مصدر مطلع على الملف للوكالة الفرنسية.

من جهتها، تأمل شركة كهرباء فرنسا «أو دي إف» في بيع الرياض مفاعلات نووية من الجيل الجديد واختيارها لمشروع توليد كهرباء بالطاقة الشمسية.

من جهته، قال رئيس قسم الاقتصاد في شركة التأمين «يولر إرميس»، «لودوفيك سوبران»، إن «بن سلمان لديه خطة طليعية تتعلق بالبنى التحتية الضخمة في مجال المواصلات والطاقة المتجددة».

ولفت إلى أن «فرنسا لديها أوراق كثيرة يمكنها المراهنة عليها، وخصوصا بالنسبة لتجهيزات الخدمات العامة والنقل في المرافئ وسكك الحديد، وللمياه والصرف الصحي ومعالجة النفايات».

لكنه استدرك قائلا: «الطريق أمام الشركات الفرنسية عسير لإثبات جدارتها، ولا سيما في مواجهة منافسيها من حلف المحيط الأطلسي الحاضرين بشكل طاغ في المملكة منذ السبعينيات».

وأوضح خبير الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «دوني بوشار» أن «بن سلمان مفتون بالأمريكيين في حين ينظر بشيء من التعالي إلى فرنسا».

وأضاف: «خلال الأشهر بل السنوات الأخيرة، لم يحصل ما يذكر على صعيد العقود مع السعودية».

من جابنه، أعرب قصر الإليزيه عن أمله في قيام تعاون جديد بين البلدين يتمحور بشكل أقل على عقود آنية وبشكل أكبر على استثمارات للمستقبل.

وأقامت فرنسا في السنوات القليلة الماضية علاقات جديدة مع بلدان الخليج، بسبب موقفها الحازم من إيران في المفاوضات النووية، والتشابه الكبير في السياسات تجاه النزاعات في الشرق الأوسط.

لكن باريس تنظر أحيانا للجهود الصارمة من جانب «بن سلمان»، لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الشرق الأوسط على أنها «طائشة».

وتأتي الزيارة في ظل تنامي الضغوط على الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، في الداخل من مشرعين وجماعات حقوقية بشأن مبيعات الأسلحة الفرنسية إلى التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.

وحث خطاب خاص مرسل إلى «ماكرون»، من 12 منظمة دولية غير حكومية الرئيس الفرنسي، على الضغط على ولي العهد السعودي من أجل تخفيف الحصار على الموانئ اليمنية وتعليق مبيعات السلاح الفرنسية.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الفرنسية شركة أرامكو شركة توتال شركات فرنسية فرص استثمارية بن سلمان