صحيفة السفير: الحل اليمني مسؤولية سعودية

الخميس 19 فبراير 2015 12:02 ص

لمصلحة من تدويل الازمة في اليمن؟

روسيا أبطأت مسار العملية باستخدامها حق النقض ضد قرار مجلس الأمن، الذي كان يفترض أن يطلب تحت الفصل السابع من الحوثيين الانسحاب من المؤسسات الرسمية، التي سيطروا عليها أخيراً.

استدعاء دول الخليج مجلس الأمن للتدخل في شؤون الجار الضعيف، وضع اليمن المأزوم على سكة إطالة أمد النزاع، هذا ما لم يحوله إلى حرب أهلية.

يختلط في الأزمة اليمنية السياسي بالقبلي بالطبقي بالمذهبي بالمناطقي. ومع ذلك، لم ينفجر النزاع على نطاق واسع إلا خلال حرب التوحيد العام 1994، وقبلها حرب 1962 بعد وفاة الإمام «يحيى»، من دون أن يكون للانهيار الأمني أي تداعيات إقليمية أو دولية خطيرة، باستثناء المواجهة السعودية - المصرية على الأرض اليمنية التي بقيت ضمن إطار عربي محدود إلى حد ما. 

الفراغ العربي مدمر، فعال أكثر من أيام الصحوة العربية. وبينما يتمدد «داعش» في الإقليم وخارجه، بقي اليمن بمنأى عن حرائقه. علما أن اليمن كان من الدول المصدرة للجهاديين التكفيريين والمنظرين لهم، وأبرزهم بعد الرمز الأكبر ومؤسس «القاعدة» «أسامة بن لادن»، اليمني الحضرمي الأصول، «أنور العولقي».

وللتذكير، فإن بواكير المواجهات الأميركية - القاعدية جرت في مياه عدن. ومع ذلك، بقي اليمن دولة إيواء وحشد وتصدير. لم ينزلق إلى مواجهة شاملة. ما حافظ عليه، أن الجارة الكبرى السعودية والدول العظمى المتحكمة بالممرات المائية من السويس إلى خليج عدن، كانت تعرف أن انهيار اليمن سيفتح المنطقة على جبهات فالتة، من سواحل الصومال إلى نجران وعسير في المملكة. 

السعودية أدركت وخططت ونفذت، محاولات تلو المحاولات، لإبقاء المأزق اليمني على مستوى داخلي. لا بل أقامت على الحدود بين البلدين جدارا أسمنتيا عازلا، وللغاية استولت على مساحات حدودية، واشترت ولاءات القبائل والمشايخ. لكن النفوذ السعودي الذي بلغ ذروته أيام ولي العهد الراحل «سلطان بن عبد العزيز»، لم يكن مستداما. فشراء الولاءات أخّر الانهيار ولم يلغه. وقد أقحمت الرياض قواتها في معركة، شكلت نتائجها الميدانية إهانة لجنودها. ثم انفجرت الأزمات المطلبية وأطاحت الرئيس التاريخي «علي عبدالله صالح»

الرياض اليوم لا تستطيع أن تقود. لا صوت يعلو فوق صوت تنظيم البلاط والأسرة. والاتفاق بين طهران وواشنطن بات وشيكا، ويقدم إيران كدولة مستقرة، متوازنة، براغماتية، والأهم خالية من «داعش». الاتفاق المنتظر، والفراغ القائم، يقلص أحجام الزعامات العربية التقليدية.

وللأسف لن يكون العناد السياسي بوابة لاستعادة الدور.

فالسعودية التي أبقت جارتها الجنوبية، الأكثر سكانا بين دول الخليج، والافقر في العالم العربي، بحاجة إلى استدراج حل يمني للمأزق، بدل الدفع باتجاه تصعيد يؤدي إلى حرب مذهبية، تعاكس حاجات اليمنيين المطلبية الملحة.

والرياض ليست بحاجة أيضا لاستدراج مجلس الأمن وفصله السابع. الاستدراج الدولي لن يشكل ضغطا على طهران وحلفائها. هذه الجزئية من الأزمة اليمنية لا تعني أحدا سوى الرياض، وليست المدخل لحل سياسي يضمن المشاركة ومكافحة الفساد والتخلف.

وما لم تساهم الرياض ايجابا في ترتيب البيت اليمني، ستصبح محاصرة بين نارين، «داعش» الإرهاب و«داعش» الفقر والتخلف، وكلاهما يحرق. وكما جاء في الحديث، «الايمان يمان، والحكمة يمانية».

 

  كلمات مفتاحية

السعودية روسيا إيران داعش الارهاب مجلس الأمن الحدود اليمن الحوثيين