شبكة تليفزيونية سعودية لإنقاذ «السيسي» وإعلامه

الخميس 12 أبريل 2018 10:04 ص

في محاولة لإنقاذ الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، إعلاميا، وتخفيف الإنفاق المبالغ فيه على الفضائيات المصرية المملوكة في الأساس لجهات سيادية، تتجه السعودية لتدشين شبكة تلفزيونية بمصر قبل نهاية العام، تجمع كبار الإعلاميين الذين يقدمون البرامج السياسية العامة والرياضية، تحت إدارة واحدة.

جاء ذلك التوجه، بعد الإنفاق المبالغ فيه والزائد عن الحاجة على عقود مقدمي البرامج وحقوق بث البطولات الرياضية وتكاليف إنتاج المسلسلات والبرامج الترفيهية، والتي تجاوزت الحدود المقررة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

وحسب مصادر، تحدثت لصحيفة «العربي الجديد»، فإن هذا الإنفاق الكبير، دفع الجهات السيادية إلى صدور تعليمات في الأشهر الأخيرة، لإدارات القنوات الفضائية تحديدا، بتقليص النفقات، وعدم صرف مبالغ مالية إلا بالرجوع للإدارات الرقابية التابعة للمخابرات العامة أو وزارة الداخلية، حسب اقتسام الأجهزة لملكية وإدارة القنوات.

طوق نجاة

وفي محاولة لتخفيف هذه الأعباء، نجح مدير مكتب «السيسي»، الذي يدير عمليا الجانب الإعلامي في البلاد «عباس كامل»، في إيجاد طوق نجاة يساعده في تنفيذ خطة «توحيد الخطاب الإعلامي».

طوق النجاة الذي يرعى عملية تصنيعه «على نار هادئة» حاليا، يتمثل في شبكة تلفزيونية جديدة ستدشن قبل نهاية العام، وفق المصادر، بأموال سعودية وإدارة سعودية - مصرية مشتركة، وبتنسيق عالي المستوى بين الدائرة الخاصة لـ«السيسي» والمستشارين الإعلاميين لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان».

ومن المرجح أن يترأس الشبكة الجديدة المستشار الرياضي لـ«بن سلمان» ورئيس الهيئة العامة للرياضة في المملكة «تركي آل الشيخ»، الذي قفز فجأة إلى المشهد المصري في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كعراب لاستثمارات سعودية واسعة النطاق في الرياضة المصرية، وتحديدا في النادي «الأهلي».

ولن تكون الشبكة السعودية على شاكلة شبكة «إم بي سي» التي تخصص قناة لمصر، كانت ولا تزال تبث برامج سياسية وترفيهية مصرية وتنتج في مصر، بل ستكون الأولوية فيها للمحتوى المصري الموجه للمصريين.

وحسب المصادر، فإنه تم الاتفاق بالفعل مع عدد من كبار الإعلاميين الذين يقدمون البرامج السياسية العامة والرياضية على قناة «أون إي» المملوكة حاليا لشركة «إعلام المصريين» التابعة لشركة «إيجل كابيتال» التي تديرها دائرة «السيسي» الخاصة مباشرة، بأموال المخابرات العامة، وكذلك إذاعة «دي آر إن» المملوكة حاليا لشركة «هوم ميديا» التابعة لشركة «فالكون» التي يديرها رجال أعمال بإشراف وزارة الداخلية.

وأوضحت المصادر أن عملية إنشاء الشبكة الجديدة جاءت في الأساس بطلب من «بن سلمان» و«آل الشيخ»، في إطار سعي السعودية لتوسيع استثماراتها الإعلامية والرياضية في مصر.

إذ كان من المقرر في البداية أن تقتصر الشبكة على المحتوى الرياضي، وتم الاتفاق بالفعل مع عدد من نجوم الإعلام الرياضي المصري على الانتقال للشبكة الجديدة.

لكن في وقت لاحق، طورت الفكرة لتوسع الشبكة نطاقها، في ظل اتجاه دائرة «السيسي» ووزيرة الاستثمار السابقة «داليا خورشيد»، المديرة التنفيذية لشركة «إيجل كابيتال»، إلى التخفيف من الأعباء المالية التي أورثها إياهم رجل الأعمال المقرب من النظام «أحمد أبو هشيمة»، نتيجة إنفاقه مئات الملايين من الدولارات على مشروع «إعلام المصريين»، من دون تحقيق أي أرباح تذكر.

سيطرة مخابراتية

فشركة «إيجل كابيتال» التي ظهرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي كصندوق مجمع لاستثمارات المخابرات العامة بشكل أساسي، فضلا عن أموال عدد من هيئات الجيش ورجال أعمال مقربين للنظام، أصبحت المالك الحصري لشركة «إعلام المصريين» التي ترأس مجلس إدارتها «أبو هشيمة».

ثم امتلكت مجموعة من أبرز وسائل الإعلام المصرية حاليا كشبكة قنوات «أون إي» وصحيفتي «اليوم السابع» و«صوت الأمة» ووكالتي «بريزينتيشن سبورت» و«بي أو دي» والتي تملك حقوق بث حصرية لبطولات رياضية وبرامج سياسية وعقودا قصيرة الأجل مع إعلاميين من فئة النجوم، على رأسهم «عمرو أديب» و«مدحت شلبي»، إلى جانب ملكية الصندوق من البداية لمشروعات أخرى على رأسها قنوات «دي إم سي» وراديو «9090» وموقع «مبتدا» الإلكتروني.

تؤكد المصادر أن من بين دوافع السعودية لاقتحام سوق الإعلام المصري هو إعجاب القيادة الجديدة في الرياض بنمط لتشارك بين الإمارات والجهات الحكومية ورجال الأعمال المصريين في مشروع شركة «بريزينتيشن للتسويق الرياضي» التي تملك حاليا حقوق الدعاية والرعاية للاتحاد المصري لكرة القدم وبطولاته وعدد من الأندية.

إذ ترغب الرياض في تكرار هذا النمط التشاركي ماليا وإداريا، ولكن في مشروعات إنشائية وإعلامية كبرى.

وتسيطر أجهزة «السيسي» حاليا على المستويين المالي والإداري على معظم شبكات القنوات الفضائية المصرية «أون إي»، و«دي إم سي»، و«سي بي سي»، و«النهار»، و«الحياة»، و«العاصمة»، مع بقاء شبكة «دريم» مملوكة لرجل الأعمال المديون للدولة والمتعثر «أحمد بهجت»، وقناة «القاهرة والناس» مملوكة لرجل الدعاية الموالي للنظام «طارق نور».

  كلمات مفتاحية

إعلام مصر شبكة تليفزيونية مخابرات إيجل كابيتال تركي آل الشيخ

هذه أسرار استقالة «عمرو أديب» المفاجئة من «أون تي في»