فيلم دعائي لـ«بوتفليقة» في التليفزيون الجزائري.. تمهيد لولاية خامسة؟

الأربعاء 18 أبريل 2018 04:04 ص

فيما بدا تمهيدا لولاية خامسة للرئيس الجزائري «عبدالعزيز بوتفليقة»، بث التليفزيون الحكومي الجزائري فيلما دعائيا مطولا عن «إنجازات» الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة» خلال 19 سنة من الحكم.

ويتزامن بث ذلك الفيلم مع دخول السنة الأخيرة من الولاية الرابعة لـ«بوتفليقة»، وسط أحاديث متواترة حول إمكانية ترشح «بوتفليقة» لولاية رئاسية خامسة.

ورغم أن الرئيس لم يؤكده ترشحه من جديد، كما لم ينفه حتى الآن، فإن مراقبين للشأن الجزائري يقولون إن كل المؤشرات توحي بأن «بوتفليقة» سيترشح مرة أخرى لولاية رئاسية جديدة.

ويأتي التمهيد لإعادة انتخاب «بوتفليقة» في وقت يعاني فيه الرئيس العجوز أمراضا عديدة، أدت إلى عدم ظهوره في معظم المناسبات، كما أن ظهوره الشحيح كان على كرسي متحرك، وتكررت شائعات عن تدهور حالته الصحية ووفاته خلال فترته الرئاسية الأخيرة، ولفت الأنظار عدم استعانة معدي الـ«ريبورتاج» بأي صور له من فترته الرئاسية الرابعة.

وبث التليفزيون الحكومي إعلانا مختصرا من 4 دقائق للفيلم في النشرة الرئيسية بعنوان «الوعد والعهد» والذي تم فيه الاعتماد على صور حديثة للجزائر، ومقارنتها بصور سنوات الإرهاب والدمار التي عاشتها البلاد خلال تسعينيات القرن الماضي، مع صوت التعليق الذي يقول:« هكذا كنا بالأمس، دمار وخراب».

وعقب انتهاء النشرة، بث التليفزيون الفيلم المطول الذي تتجاوز مدته الساعة وربع الساعة، والذي اختار معدوه أن يبدأ بموضوع المصالحة الوطنية واسترجاع السلم، بالتذكير بأهم ما تضمنه ميثاق السلم والمصالحة من تدابير لفائدة من رفعوا السلاح في وجه الشعب والسلطة، بتمكينهم من الاستفادة من تدابير العفو دون محاكمات، وبنسبة التصويت في الاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة والتي تجاوزت الـ97% بحسب الأرقام الرسمية.

كما ركز الفيلم على صور التقطت سنة 2015 وما قبل، دون أن يكون هناك أي تعليق، بل الاكتفاء بالصور وخاصة تلك التي التقطت بأجهزة «الدرون» والتي أسهب معدو الفيديو في اللجوء إليها، ومقاطع من خطب الرئيس وتصريحاته.

وحاول معدو الفيلم أن يواجهوا الإخفاق في الملف الاقتصادي في وقت تغرق فيه البلاد في أزمة حادة، بسبب عدم نجاح السلطة الحاكمة منذ قرابة 20 عاما في تنويع مصادر الاقتصاد، وفشلها في ترجمة البحبوحة المالية التي دامت أكثر من 15 سنة إلى اقتصاد منتج، بل أكسبت البلاد عادات سيئة في الإنفاق والتبذير.

ولمواجهة ذلك الملف، عمد الفيلم إلى التذكير بموضوع المصالحة الوطنية، وهي الورقة التي يلعبها محيط «بوتفليقة» منذ سنوات لدغدغة مشاعر الجزائريين، باعتبار أنه من غير الممكن الشروع في الحديث عن الملف الاقتصادي. 

كما اهتم معدو التقرير بملف الجيش الشعبي الوطني، وهي المؤسسة التي كان الجزائريون في معظمهم ملتفين حولها، ببث مقاطع لعروض عسكرية ومناورات حربية، والتي حضر «بوتفليقة» عددا منها، مع بث أيضا مقاطع للرئيس وهو يتحدث عن المؤسسة العسكرية ودورها، وهي كلها صور التقطت خلال الولايات الأولى والثانية والثالثة لبوتفليقة.

أما الملف الثالث فتم فيه التركيز على ما تم إنجازه في مجال الأشغال العامة، مثل الطريق السيار شرق غرب، وكذا الطرق الولائية والوطنية والجسور والسكك الحديدية والمترو والترام والسكنات التي بنيت والمدارس والمستشفيات المشيدة.

واستكمل الفيديو بشهادات بعض المواطنين الذين يثنون على ما تحقق في مجال السكن وعصرنة الهيئات الإدارية والنقل، وحتى فيما يتعلق بحرية الصحافة.

ولم ينس معدو التقرير الحديث عن «إنجازات بوتفليقة» في ملف الرياضة، بالإضافة إلى «شجرة» تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل مرتين إلى كأس العالم، مع غض الطرف عن مشاكلها العديدة.

ويلفت مراقبون النظر إلى أن التليفزيون الحكومي لم يبث العام الماضي بمناسبة ذكرى إعادة انتخاب «بوتفليقة» لولاية رابعة أي «ريبورتاج» مماثل، كما أن المناسبة كانت دخول الرئيس سنته الأخيرة من الولاية الرابعة، وبالتالي المنطق كان يفرض أن يكون الحديث عن الولاية الرابعة.

ولكن الفيديو الذي دام أكثر من 75 دقيقة لم يتضمن صورا للرئيس خلال الأربع سنوات الأخيرة، كما لم يتحدث عن أي شيء تم إنجازه خلال تلك الفترة.

ويقول المراقبون إن ما يقوم به التليفزيون الحكومي، لا يمكن أن يتم دون ضوء أخضر من الرئاسة، مشيرين إلى التزامن بين ذلك وتواتر الأحاديث حول ترشيح الرئيس «بوتفليقة» إلى ولاية خامسة.

وسبق أن أعلن حزب السلطة الأول (جبهة التحرير الوطني) عن تشكيل لجنة لحصر إنجازات الرئيس، ثم أعلن صراحة أنه يدعو «بوتفليقة» إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة «لاستكمال مسار التنمية»، مؤكدا أن الأمر يتعلق برغبة عبر عنها 700 ألف من أعضائه، دون أن يصدر أي شيء عن الرئيس «بوتفليقة» أو محيطه بخصوص ترشحه لمدة رئاسية خامسة.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجزائر. عبدالعزيز بوتفليقة ولاية خامسة رابعة الوعد والعهد انتخابات الإرهاب المصالحة