أصدرت محكمة تركية، حكمَها على 18 شخصاً أدينوا بقتل العسكري «عمر خالص دمير»، الذي يُعد بطلاً وطنياً لقتله أحد قادة المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي وقعت في يوليو/تموز 2016.

وجاء قرار المحكمة بسجن المتهمين مدى الحياة، بناء على اعترافهم «بالقتل العمد» لـ«عمر خالص دمير»، و«بمحاولة إسقاط النظام الدستوري»، في إشارة إلى محاولة الانقلاب، بحسب «الأناضول».

ويعد ضابط الصف «خالص دمير» أحدَ الذين تمكنوا من تغيير مجرى الأحداث، مساء 15 يوليو/تموز 2016، بقتله  القائد الانقلابي «سميح ترزي»، الذي كان يقود الهجوم على مقرِّ قيادة القوات الخاصة في أنقرة.

وحينما وصلت وحدة من قوات الانقلابيين يقودها «ترزي» إلى مقر القوات الخاصة في منطقة «غولباشي» بأنقرة، طلبت من المجند تسليم المقر لها بصفته سكرتير قائد القوات الخاصة.

ورغم أن  «دمير» خدم تحت قيادة «ترزي» في صفوف القوات التركية بأفغانستان، لكن ذلك لم يمنعه من رفض طلبه بتسلم المقر، وأخبره بأنه لم يتلق أي تعليمات بالأمر من قيادته، فرد عليه «ترزي» بأن الانقلابيين سيطروا على تركيا، وأن عليه أن يستجيب للطلب، فبادر «دمير» إلى الاتصال بقائده الذي طلب منه عدم تسليم المقر، وكلفه بالدفاع عنه.

استجاب ضابط الصف (الرقيب) لأمر قائده ورفض التعاون مع القوات الانقلابية، وأخرج مسدسه وأردى قائد الوحدة «ترزي» قتيلا، قبل أن يلقى المصير نفسه، على يد عسكريين كانوا مرافقين للجنرال.

وبعد مقتل «دمير» تحوَّل إلى بطل قومي تركي، وأصبح قبره في محافظة نايده مزاراً، وأُطلق اسمه على حدائق وأماكن عامة ومدارس.

ويورد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في خطبه باستمرار اسم «دمير»، ويصفه بـ«الشهيد».

ومن المعروف أن أتراكاً يسافرون خصيصاً من ولايات أخرى بعضها بالغ البعد لزيارة قبر «دمير»؛ وبخاصة في أيام إجازة عيد الأضحى؛ وبعضهم يبكي منفعلاً على القبر مردداً: «لولاك كيف كان حالنا الآن؟».

وأفاد رئيس بلدية جوكوركويو بأن عدد الذين زاروا القبر وصل إلى نصف مليون حتى منتصف سبتمبر/أيلول الماضي بحسب جريدة «يني شفق» التركية.