انشقاقات وتوترات تظهر داخل قوات «حفتر»

الجمعة 20 أبريل 2018 05:04 ص

زاد الغموض حول حقيقة تدهور الوضع الصحي للجنرال الليبي المتقاعد «خليفة حفتر» المتواجد في مستشفى بباريس، أزمة خلافته في قيادة ما يعرف بـ«الجيش الوطني الليبي» (القوات التابعة لمجلس نواب طبرق)، شرقي البلاد.

وباتت مسألة خلافة «حفتر» المصاب بسكتة دماغية، تثير توترا داخل هيكل عسكري كان تماسكه في المقام الأول يعود إلى موقع «حفتر»، المدعوم من مصر والإمارات، وعواصم غربية.

ووفق صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن انشقاقات بدأت تظهر مؤخرا داخل قوات «حفتر» حيث بدأ عناصر من القوات الخاصة تمردا في شهر مارس/آذار 2018، احتجاجا على اعتقال أحد عناصرها وهو «محمود الورفلي» على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

و«خليفة حفتر» (75 عاما) هو الشخصية المهيمنة في شرق ليبيا حيث يقود القوات المتحالفة مع حكومة طبرق والتي تسيطر على معظم المنطقة الغنية بالنفط.

ويرجح مراقبون أنه لن يتم الكشف عن حقيقة حالته الصحية حتى يتم التوافق حول هذه الشخصية التي ستخلفه.

وحال تم الاعتماد على الترتيب الهرمي لقيادة الجيش الوطني الليبي، يطرح اسم «عبدالرزاق الناظوري» وهو الرجل الثاني بعد «حفتر» باعتباره رئيس أركان الجيش الوطني الليبي.

ونجا «الناظوري»، الأربعاء، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في بنغازي، واتهم «الناظوري» الخلايا الإرهابية بالوقوف وراء محاولة اغتياله، التي تزيد من احتمالات الانشقاق داخل صفوف قوات «حفتر».

وتعليقا على محاولة الاغتيال تلك، قال المستشار السياسي السابق لـ«حفتر»، السياسي الليبي «محمد بويصير»: «أولاد حفتر لا يريدون الناظوري، ويدعمون ترشيح الحاسي».

لكن يرى مراقبون للشأن الليبي أن فرضية تسميته خلفا لـ«حفتر» ضئيلة جدا لأنه لا يحظى بدعم القبائل والعشائر الليبية باعتبارها سلطة حكم محلي.

ويتردد أن «حفتر» أعد ابنيه «خالد» و«صدام» لخلافته، لكنهما لا يحظيان باحترام الجنود بسبب افتقارهما للخبرة القتالية والاتهامات التي توجه إليهما بمحاباة الأقارب.

وذكرت صحيفة «لوموند» أيضا أن عضوا آخر مؤهل للترشح لهذا المنصب وهو «عون الفرجاني»، رئيس الأمن العسكري، لكن انتماءه إلى نفس قبيلة «حفتر» قد يؤجج غضب القبائل الأخرى التي تريد أن تمثل في أعلى هرم المؤسسة العسكرية.

ويرى مراقبون أن قائد غرفة عمليات «الكرامة» الجنرال «عبدالسلام الحاسي» يمكن أن يكون مرشحا توافقيا جيدا.

ورجحت تقارير غربية وفاة «حفتر» (75 عاما)، فيما أفادت مصادر لـ«الخليج الجديد» بأن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أصدر تعليمات بالتكتم على الحالة الصحية للرجل مؤقتا.

وجاءت خطوة «ماكرون» بتأجيل الإعلان عن حالة «حفتر» بطلب من أطراف إقليمية عربية، داعمة للرجل؛ حتى يتم ترتيب أمر من يخلفه في قيادة قوات الشرق الليبي.

ووفق مراقبين، فإن الأطراف الداعمة لـ«حفتر» تخشى أن تقود وفاة الرجل إلى انشقاقات في جبهة الشرق الليبي؛ نظرا لكون الأخير كان يملك كل الخيوط في يده، حيث خلق نفوذه بشكل شخصي عبر توافقات مع قبائل الشرق.

ومن ثم، فإن تلك الانشقاقات قد تضعف جبهة الشرق، وتعزز بالمقابل جبهة الغرب الليبي، بقيادة حكومة الوفاق، المدعومة أمميا، حسب المراقبين.

وانضم «خليفة حفتر» لثورة 14 فبراير/شباط 2011، التي أطاحت بنظام العقيد «معمر القذافي»، لكنه تمرد على المؤسسات التي انبثقت عن هذه الثورة عام 2014، وحاول تنفيذ انقلاب عسكري ضد المؤتمر الوطني العام.

  كلمات مفتاحية

ليبيا خليفة حفتر عبد الرزاق الناظوري عون الفرجاني عبد السلام الحاسي

شقيق «حفتر» يكشف تفاصيل جديدة عن حالته الصحية