قال عدد من قيادات ائتلاف «دعم مصر» البرلماني إن لقاء جمعهم برئيس البرلمان المصري «علي عبدالعال» لبحث تحول ائتلاف «دعم مصر» إلى حزب سياسي فاعل ونشط في الحياة الحزبية.

وسبق أن كشفت مصادر لـ«الخليج الجديد» عن مساع رسمية لإنشاء حزب سياسي جديد يحل محل الحزب الوطني الحاكم سابقا إبان حكم الرئيس الأسبق «حسني مبارك»، وذلك لتوفي ظهير سياسي للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

وشهدت أروقة بهو (مجلس الشورى سابقا) الاجتماع الذي ضم زعيم ائتلاف الأغلبية «محمد السويدي» وكل من قيادات الائتلاف «سعد الجمال» و«محمد الغول» وآخرين، مع رئيس البرلمان، والمستشار «أحمد سعد الدين»، أمين عام مجلس النواب.

من جانبه، أشاد رئيس البرلمان، بدور ائتلاف دعم مصر، معتبرا أنه يقوم بدور كبير في دعم الدولة المصرية بصفته ائتلاف الأغلبية البرلمانية.

وأضاف أن ائتلاف «دعم مصر» البرلماني «يمتلك كل المقومات ليكون حزبا قويا»، مؤكدا أنه لا يمكن للحياة السياسية أن تستقيم إلا بوجود حزب أغلبية، بحسب قوله.

وفي تصريحاته للمحررين البرلمانيين الأحد، قال الرئيس الشرفي لائتلاف «دعم مصر»، اللواء «سعد الجمال»، إن اللقاء بين رئيس المجلس، وقيادات وأعضاء الائتلاف، تضمن الحديث بوضوح عن إمكانية تحويل الائتلاف إلى حزب سياسي يمثل الأغلبية النيابية في مجلس النواب، وجدوى الخطوة من عدمها.

وأضاف «الجمال» أن اللقاء تضمن التشاور والنقاش بين الأعضاء وبعضهم البعض، إضافة إلى الحديث عن إمكانيات تحويل الائتلاف لحزب سياسي بعد الدراسة القانونية الكاملة، على أن يتم الإعلان عن ذلك خلال الفترة المقبلة حال حسم الأمر بشكل نهائي داخليا، وفقا لما نقلته صحيفة «الشروق» المصرية.

كما دعم عضو الائتلاف النائب «سعيد شبايك»، ذلك الطرح، قائلا: «إن الهدف من تأسيس حزب سياسي جديد هو العمل على وجود حزب قوي يقف خلف الدولة المصرية ويساند قراراتها».

وكشف أن «الائتلاف أجرى العديد من الاتصالات مع عدة أحزاب كبيرة كي تندمج في الكيان الجديد وهناك بالفعل من وافق أن يكون جزءا من حزب دعم مصر».

وأشار إلى وجود مفاوضات مع أحزاب المصريين الأحرار ومستقبل وطن وحماة الوطن وحزب الحرية وغيرها من الأحزاب للاندماج في الحزب الجديد.

وفي تصريحات صحفية، ذكر القيادي بالائتلاف، النائب «محمد الغول»، أن «الائتلاف عقد العزم على تشكيل حزب سياسي لإثراء الحياة السياسية في البلاد، والعمل على وجود حزب قوي مساند للدولة المصرية»، مضيفا أن: «البرلمان يعاني الآن من تشرذم بسبب عدم وجود حزب كبير وقوى يسيطر عليه، أعتقد أن المولود السياسي الجديد سيكون نقلة كبيرة للحياة السياسية في مصر ونحن في حاجة ماسة لوجوده».

وتابع «الغول»: أن «رئيس المجلس علي عبدالعال، أكد للنواب أن الائتلاف يضم العديد من النواب المستقلين والحزبين ولديه قدرة على تشكيل حزب سياسي قوي».

وحول التخوفات القانونية من آثار إنشاء ذلك الحزب، قال «الغول» إنه «تم الاستماع لآراء قانونيين ودستوريين حول إشكالية انضمام النواب المستقلين والحزبيين للحزب الجديد وهل ذلك سيتسبب في إسقاط عضويتهم وفقا للدستور، الفقهاء أكدوا أنه لن يكون هناك أي عقوبات ضد النواب حال الانضمام للحزب».

وتحدث بعض النواب عن الإجراءات القانونية التي يمكن أن تتبع في هذا الأمر، لتفادي الثغرات الدستورية والقانونية التي تمنع النواب من تغيير صفتهم الحزبية، كونها شرطًا يفقد النائب عضويته في البرلمان.

وتنص المادة الـ6 من قانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2014 على أنه: «يُشترط لاستمرار عضوية أعضاء مجلس النواب أن يظلوا محتفظين بالصفة التي تم انتخابهم على أساسها، فإذا فقد أحدهم هذه الصفة، أو إذا غَيَّر العضو انتماءه الحزبي المنتخب عنه أو أصبح مستقلًا، أو صار المستقل حزبيًا؛ تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس».

وتم تدشين ائتلاف دعم مصر، كأول تحالف داخل مجلس النواب في أبريل/نيسان 2016، وذلك بعد أيام قليلة من اللائحة الداخلية الجديدة للبرلمان، ويضم الائتلاف 370 نائبا ويتألف البرلمان الذي انتخب أواخر العام الماضي وعقد أولى جلساته في يناير/كانون الثاني من 568 نائبا منتخبا بالإضافة إلى 28 نائبا عينهم الرئيس «عبدالفتاح السيسي» طبقا للدستور.

ووفقا للائحة يجب أن يتكون الائتلاف البرلماني من 25% على الأقل من أعضاء المجلس على أن يمثلوا 15 محافظة، وألا يقل نواب المحافظة الواحدة داخل الائتلاف عن عضوين.

ويتكون الائتلاف من أعضاء مستقلين، إلى جانب آخرين منتمين للأحزاب التي خاضت الانتخابات ضمن قائمة (في حب مصر) التي حصدت جميع المقاعد المخصصة للانتخابات بنظام القائمة وعددها 120مقعدًا.

وكان رئيس البرلمان المصري «عبدالعال» ضمن قوائم «في حب مصر»، حيث قاد القائمة اللواء الراحل «سامح سيف اليزل»، وكيل جهاز المخابرات سابقا، وتشكل الائتلاف من نواب آخرين مستقلين وحزبيين لم يخوضوا الانتخابات ضمن القائمة، وترأس الائتلاف اللواء «سعد الجمال» بشكل مؤقت عقب وفاة «اليزل»، قبل انتخاب «السويدي» رئيسًا له.