السعودية تماطل في دفع تعهداتها المالية للعراق ترقبا للانتخابات

الأربعاء 2 مايو 2018 08:05 ص

أكد مسؤول عراقي رفيع المستوى أن السعودية تماطل منذ أسابيع في الإيفاء بتعهداتها المالية السابقة للعراق، مشيرا إلى أن الرياض تترقب ما ستسفر عنه الانتخابات التي ستجرى في 12 مايو/آيار الجاري.

وكانت السعودية تعهدت بتقديم مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق، و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية، فضلاً عن مِنح صغيرة، عبارة عن مشاريع تنفذها في المدن المنكوبة التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقل موقع «العربي الجديد» عن المسؤول العراقي (لم يسمه) قوله إن «الحكومة تواجه ضغطاً هائلاً من داخل المدن المدمرة شمال وغرب البلاد».

وأوضح أن «ملايين العراقيين مكدسون بلا خدمات في تلك المدن، وهناك نحو ربع مليون منزل ووحدة سكنية مدمرة، بالإضافة إلى أن الأمراض وسوء التغذية تفتك بهم».

وأضاف أن «الحكومة أطلقت مجدداً حراكاً دبلوماسياً هو الثاني من نوعه في غضون شهرين نحو الدول العربية والأجنبية التي تعهدت أثناء مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، في فبراير/شباط الماضي، بتقديم قروض ومساعدات ومنح مالية للمدن العراقية المدمرة».

وأشار المسؤول العراقي إلى أن «العراق لمس مماطلة من السعودية، وكذلك الإمارات، في مسألة الإيفاء بوعودهما له»، مرجحاً أن يكون السبب «رغبة الرياض انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة والخشية من وصول شخصية موالية بشكل كامل لإيران إلى سدة الحكم في البلاد».

وكانت الكويت نظمت، منتصف فبراير/شباط الماضي، مؤتمراً للمانحين خصص لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة، شاركت به أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية.

وأعلن، في ختام المؤتمر، عن وعود بقيمة تجاوزت 30 مليار دولار، غالبيتها قروض سيادية وأخرى ميسرة، كما تم الحصول على نحو ملياري دولار اشترطت بعض الدول أن تشرف على إنفاقها داخل العراق بسبب مخاوف الدول المانحة من آفة الفساد التي تضرب البلد منذ الاحتلال الأمريكي وتشكيل النظام السياسي الجديد فيه.

وكان العراق يأمل في أن يحصل على نحو 88 مليار دولار، وهي القيمة الإجمالية للخسائر التي ترتبت على احتلال تنظيم «الدولة الإسلامية» لمدن في شمال وغرب العراق، وما تلاه من عمليات عسكرية واسعة لتحرير تلك المناطق، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وعقد الفريق الوطني لإعادة الاستقرار، الذي يتولى رئيس الوزراء «حيدر العبادي» الإشراف عليه، ويتألف من مستشارين ووزراء ومحافظين، اجتماعاً مغلقاً في بغداد، الإثنين الماضي، ناقش خلاله مسألة مماطلة عدد كبير من الدول الإيفاء بوعودها للعراق، من بينها السعودية وتركيا وإيران والإمارات.

ونقل الموقع ذاته عن النائب في البرلمان العراقي والقيادي في التحالف الحاكم، «صادق المحنا»، قوله إن «تحسن العلاقات العراقية مع دول عربية عدة جعلها تغدق بتبرعاتها على بغداد، ومنها الرياض، ولكن للأسف لم يصل للعراق ما وعدت به السعودية حتى اليوم».

وأضاف: «أعتقد أنها (السعودية) تنتظر حسم موضوع الانتخابات. هذا تحليلي الشخصي وليس معلومة، لكن المعطيات تقول إن التأخير بسبب الانتخابات ليس إلا».

وتابع «المحنا»: «إن شاء الله المملكة لن تتراجع عن وعودها، وأعتقد أن دعمها للشعب العراقي والعملية السياسية باقٍ ولن يتغير، وكل المؤشرات تشير إلى أن العبادي سيعود رئيساً للوزراء».

يشار إلى أن عشرات الآلاف من أهالي المناطق المحررة لا يزالون يعيشون في المخيمات بسبب الدمار الهائل الذي لحق بمدنهم جراء الحرب بين القوات العراقية وتنظيم «الدولة الإسلامية»، والتي حولت مدناً وأحياء بكاملها إلى أكوام من الأنقاض.

  كلمات مفتاحية

الانتخابات العراقية حكومة بغداد تعهدات مالية مساعدات سعودية العلاقات السعودية العراقية

مقاطعة الانتخابات العراقية أو تحمل الإثم المقبل

العراق: التعاون الاقتصادي مع السعودية في بداياته ونطمح لتفعيله