اعتقلت قوة أمنية مصرية، فجر الأحد، المدون وبطل برنامج «أبلة فاهيتا» السابق، «شادي حسين أبوزيد»، وذلك دون إطلاعه أو إطلاع أسرته على سبب القبض عليه أو التهم الموجهة إليه.

وقالت محامية المدون، «عزة سليمان» إن أسرة «شادي» لا تعرف مكان احتجازه، ولم يتم إطلاعها على أي تهم موجهة له.

وأوضحت «عزة» أن نحو 20 فرد أمن بملابس مدنية اقتحموا منزل الأسرة في منطقة حدائق القبة، واصطحبوا «شادي» معهم إلى مكان مجهول، حيث رفضوا إخبار الأسرة عن مكان احتجازه، كما منعوا شقيقته من تتبعهم بسيارتها وأعادوها إلى منزلها، بحسب ما نقله عنها موقع «مدى مصر».

كما اتهمت أسرة «شادي» القوة الأمنية التي اعتقلته بـ«تكسير دولاب، وأخذ مبلغ مالي وموبايلات وأجهزة كمبيوتر محمول».

وكشفت «عزة» أن المحامين استعلموا عن مكان «أبوزيد» في القسم والنيابة التابع لهما محل إقامته، دون العثور عليه، مشيرة إلى أن بعض المحامين توجهوا إلى نيابة أمن الدولة للاستعلام عنه، لكنها نفت وجوده.

و«شادي أبوزيد» هو مدون ينشر فيديوهات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما كان أحد فريق العمل في البرنامج الساخر «أبلة فاهيتا»، الذي جرى وقفه مؤخرا وحذف جميع مقاطع الفيديو الخاصة به من على قناته.

وفي ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الأول الخامسة، بث «شادي» في 2016 بالمشاركة مع الممثل الشاب «أحمد مالك» مقطع فيديو ساخرًا لتلقي بعض أفراد الأمن في ميدان التحرير بالونات، عبارة عن واقيات ذكرية.

وأثار الفيديو جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق مشاهدات عالية، وتلقى «أبوزيد» إثر ذلك تهديدات من أفراد بجهاز الشرطة، الأمر الذي دعا أسرته ومؤسسة حرية الفكر والتعبير بتقديم بلاغ للمطالبة بإلزام وزارة الداخلية بحمايته وعدم التعرض له، بالإضافة لفتح باب التحقيق مع أفراد جهاز الشرطة بعد بثهم رسائل تهديد تمس أمنه وسلامته الشخصية.

ورغم توقفه عن العمل كمراسل لبرنامج «أبلة فاهيتا» بعد الفيديو الساخر من أفراد بالشرطة، إلا أن «أبوزيد» استمر في نشر فيديوهات ساخرة يحتوى بعضها على لقاءات مع مواطنين بالشارع على حساباته على السوشيال ميديا.

ولمصر تاريخ سيء في عمليات الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري بحسب ما تردده جمعيات حقوقية مصرية ودولية، لكن النظام ينفي كل تلك الاتهامات متمسكا بأن إجراءاته في محاربة الإرهاب قانونية، بينما يقول أهالي معتقلون سياسيون إن ذويهم تعرضوا للتعذيب والإخفاء القسري، وإجبارهم على الإدلاء باعترافات حول أمور لم يقوموا بها.