«فايننشيال تايمز»: «ترامب» يشعل الحرب في الشرق الأوسط

الخميس 17 مايو 2018 10:05 ص

«لسوء الحظ ففرص الحرب تتزايد، ويقوم ترامب بتعزيزها من خلال أفعاله».. هكذا عبرت صحيفة «فايننشال تايمز»، الأمريكية، عن مخاوفها من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ووصف الكاتب في الصحيفة، «إدوارد لوس»، افتتاح السفارة الأمريكية في القدس بأنه «عملية استفزاز محسوبة»، فقد أرسل «ترامب»، ابنته «إيفانكا»، وصهره «غاريد كوشنر» إلى حفلة الافتتاح، دون التطرق إلى التظاهرات الفلسطينية التي قتل خلالها أكثر من 60 فلسطينيا وجرح الآلاف برصاص الجيش الإسرائيلي.

وقال «لوس»: «بالمجمل كان افتتاح السفارة يوما فاضحا»، مشيرا إلى أن «الخطوة الترامبية جاءت نتاج جهل لا تخطيط، كما أن تهميش الفلسطينيين هو دمار جانبي»، وفق تعبيره.

وأضاف: «ترامب لا يستطيع مقاومة المديح والثناء حتى من ناحية كتابة اسمه على حجر افتتاح السفارة، فحب ترامب للماركات يجعله يتصرف بتهور حتى إن دمر أجندته، فعلى رأس القائمة هي خطته لحل الدولتين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني».

ولكن قراره الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل) يؤثر على طموحاته هذه، فنزعه المدينة عن طاولة المفاوضات، يعني عدم قدوم الفلسطينيين إلى الطاولة، كما يصعب في الوقت ذاته من مهمة أصدقائه العرب، بحسب الكاتب.

ووفق الصحيفة، فقد عادت القضية الفلسطينية على رأس أهم 10 قضايا، مشيرة إلى أن السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط يجب أن تحصن من خلال قوى المارينز، في إشارة إلى احتمال تعرضها لمخاطر أمنية.

واعتبر الكاتب أن الطريقة التي يدير بها «ترامب» الدبلوماسية ستجلب الحرب، وأنه أي الرئيس الأمريكي، يقوم بتعزيزها من خلال أفعاله.

وطرح «لوس» رؤية أخرى مفادها: «لو كان هناك رئيس آخر غير ترامب لعمل على استراتيجية توازن ما وراء البحار ودعم في هذا السياق الأقلية؛ إيران، وذلك في مصلحة التوازن الإقليمي، لكن ترامب يعمل العكس، فخروجه من المعاهدة يدعم المعسكر السني ويعطي القيادة لفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي)».

واستطرد: «وما يجب على ترامب عمله هو فهم أن كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم نقاطهم، فاليهود يحملون عبء الخوف على نجاتهم، أما الفلسطينيون فقد طردوا من وطنهم ويجب عدم تجاوز مطالبهم، ووسيط نزيه يمكن أن يبدأ من هاتين النقطتين».

والإثنين الماضي، أقيمت مراسم نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب، لحي أرنونا بالقدس؛ تنفيذا لقرار «ترامب»، الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام (إسرائيل) وهو تاريخ «نكبة» الشعب الفلسطيني.

وردا على الخطوة الأمريكية، تظاهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة و(إسرائيل)، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس، وإحياء للذكرى الـ70 للنكبة، وقوبلت المظاهرات بالرصاص الحي من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن وقوع مجزرة أسفرت عن استشهاد نحو 60 فلسطينيا وإصابة نحو 3 آلاف.

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية القدس إسرائيل غزة ذكرى النكبة

«نيويورك تايمز»: «ترامب» يقود تحالفا صهيونيا إنجيليا للتعجيل بعودة المسيح

«ترامب»: القدس عاصمة الشعب اليهودي منذ الماضي السحيق