خريجة «سوربون» مصرية تتفرغ لتسويق «منتجات سيناء اليدوية»

السبت 19 مايو 2018 09:05 ص

فتاة مصرية شابة درست القانون الدولي في جامعة السوربون الفرنسية، وهي من أعرق جامعات العالم، تركت تلك الحياة وابتعدت تماما عن صخب المدن الكبرى، وتوجهت إلى مدينة في جنوب سيناء حيث عكفت على تسويق منتجات مصنوعة يدويا، من مجهودات النساء السيناويات.

وبحسب «الشرق الأوسط»، فقد قررت «رنا الحسيني» هجر حياة المدينة وصخب العاصمة، وانتقلت للعيش في مدينة نويبع جنوب سيناء، لتستقر مع أسرة بدوية تعتبرها عائلتها، حيث تفرغت لتسويق منتجات نساء سيناء من المشغولات اليدوية، وتعليمهن القراءة والكتابة.

وتحول شغفها بالحياة البدوية إلى أنشطة كثيرة لتحسين الأوضاع في مجتمعها الجديد، والترويج لفكرة المخيمات السياحية، وهي فنادق بدوية عبارة عن أكواخ ذات طابع يعكس بساطة البيئة الصحراوية.

وبدأت «رنا» وفقا للصحيفة، المرحلة الأولى من مشروعها لتسويق منتجات نساء سيناء من المشغولات اليدوية بتدشين صفحة خاصة على «فيسبوك»، باللغتين العربية والإنجليزية، لعرض صور المشغولات من مفارش وإكسسوارات، والحقائب التي تعكس جميعها الطابع البدوي.

ثم تمكنت «رنا» من عقد اتفاقات مع عدد من المتاجر ومعارض المنتجات اليدوية بالقاهرة لعرض هذه المنتجات مقابل نسبة صغيرة من المبيعات، وأدى النجاح الذي حققته إلى إقبال نساء من مدن سيناوية أخرى على طلب مساعدتها في تسويق منتجاتهن.

وعند انتقالها للعيش في مدينة نويبع، هربا من صخب العاصمة وضجيجها، استضافتها أسرة بدوية، حيث تقيم في مخيم بدوي تملكه الأسرة، وهو فندق سياحي بسيط، عبارة عن أكواخ تعكس البيئة البدوية، وأدى انبهارها ببساطة الحياة إلى اندماجها سريعا، وتحول شغفها بالحياة البدوية وبساطتها إلى أنشطة يومية متعددة لخدمة مجتمعها الجديد، ومساعدة سكانه على تحسين أوضاعهم.

وبدأت في تعليم النساء القراءة والكتابة، ومساعدة الأطفال في دروسهم، وتعليمهم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فأصبح لديها فصل دراسي ثابت به نحو 20 تلميذا، كما تشارك في إدارة المخيم الذي تعيش فيه، وتتولى الترويج السياحي لفكرة المخيمات.

وتقول «رنا الحسيني» لـ«الشرق الأوسط»: «وجدت نفسي هنا في هذه الحياة البسيطة التي منحتني قدرا كبيرا من السلامة النفسية، حيث أركز جهودي على مساعدة الناس بكل ما أستطيع، ما بين تسويق المشغولات اليدوية وتعليم النساء القراءة والكتابة، ومساعدة الأطفال في دروسهم. وفي نهاية اليوم، أجلس إلى لوحاتي للرسم على شاطئ البحر».

وقبل هجرها العاصمة وصخبها، خاضت تجربة مختلفة لتعليم أطفال الشوارع باستخدام الفنون والمسرح والرسم والموسيقى، وهي وسائل تعليمية درستها في مراكز متخصصة، وتمكنت من مساعدة كثير من الأطفال على تصنيع بعض المنتجات اليدوية البسيطة، وبيعها بدلا من طلب المال من المارة.

وتضيف «رنا»: «عقب تخرجي، عملت لنحو أقل من عام في مكتب تحكيم دولي في القاهرة، بحكم دراستي للقانون الدولي، لكني لم أجد نفسي، وشعرت أنني أريد شيئا غير تقليدي، فعملت لفترة في تعليم أطفال الشوارع، وأنشأت ورشة لتدريبهم على أشكال مختلفة من الفنون. وعند زيارتي لمدينة نويبع، أسرتني الحياة البدوية البسيطة، فقررت الاستقرار، وشعرت أنني وجدت ما أبحث عنه، حيث الحياة بسيطة من دون تعقيدات المدينة وروتينها، والناس ودودين وتلقائيين، وانعكست كل هذه البساطة على شخصيتي ورؤيتي للحياة، وبالطبع على رسوماتي».

وتتابع: «البيئة البدوية يمكنها أن تشكل مقصدا سياحيا متميزا، وأحاول الترويج لثقافة المخيمات البدوية السياحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأصدقاء الأجانب من دول أخرى، وأحلم أن أساهم في بناء المزيد من الأكواخ والمخيمات السياحية، فالمكان يتمتع بجمال نادر، ويمكنه أن يحتل مكانة كبيرة على خريطة السياحة الدولية».

وترى «رنا» أن البطل الحقيقي في الحياة البدوية هو المرأة، فهي التي تتحمل النصيب الأكبر من أعباء الحياة اليومية، وتضيف: «تعلمت الكثير من النساء البدويات، فالمرأة البدوية لديها صلابة وقوة تحمل اكتسبتها من بيئتها الخشنة. وعلى الرغم من انغماسها في أعمالها المنزلية اليومية المرهقة، فإنها تجد الوقت لصنع مشغولات يدوية تعد قطعاً فنية فريدة».

  كلمات مفتاحية

نوبيع جنوب سيناء مصر تمكين المرأة منتجات يدوية مشغولات تعليم أطفال سياحة