كشفت مصادر قضائية، النقاب عن تورط مسؤولين مصريين بارزين في ارتكاب ما يعرف إعلاميا بـ«مذبحة الرحاب»، التي راح ضحيتها رجل أعمال وزوجته وأبناؤه الثلاثة.

وقالت المصادر، وهي على صلة بالتحقيقات الجارية، إن رجل الأعمال القتيل «عماد سعد» (56 عاما)، وأسرته راحوا ضحية خلافات حادة مع مسؤول كبير في رئاسة الجمهورية، وآخر في رئاسة الوزراء، ورجل أعمال معروف، تورطوا في الاستيلاء على أراضي وقف مملوكة للدولة.

وأضافت المصادر، لـ«الخليج الجديد»، أن الضحايا الـ5 فى الحادث التى تم العثور على جثثهم داخل فيلا الرحاب، شرقي القاهرة، المملوكة للضحية الأولى رب الأسرة، قتلوا عمدا جراء خلافات بعد اكتشاف قطع أثرية في الأراضي المستولى عليها.

وتنتعش في مصر تجارة الآثار بشكل كبير، وسط تقارير غير رسمية عن تورط مسؤولين وسفارات أجنبية في تهريب قطع أثرية خارج البلاد.

وتشير التحقيقات إلى أن صفقة كبيرة بمليارات الجنيهات كانت قد أبرمها رجل الأعمال القتيل، دون منح المسؤولين المتورطين (لم يسمهما) نصيبيهما، ما عجل بقرار التخلص منه والانتقام من أسرته.

ووفق المصادر، فإن أجهزة سيادية ورقابية تشرف على التحقيقات، وسط تعتيم رسمي على القضية، ومحاولات لايجاد ما وصفته بـ«كبش فداء» لإغلاق الملف، الذي يعد واحدا من أكبر قضايا الفساد في الآونة الأخيرة.

وكانت مواقع التواصل قد شهدت تداول تسجيل صوتي على نطاق واسع لفتاة قريبة من الأسرة، وهي تقول إن «وراء المذبحة ناس كبار واصلين قوي.. قوي».

ولم تستبعد المصادر وجود علاقة بين الحادث، وقرار الإقالة الذي أصدره رئيس الوزراء المصري «شريف إسماعيل»، وأعفى بموجبه رئيس هيئة الأوقاف «أحمد عبدالحافظ» من منصبه، بدعوى ارتكاب مخالفات وتجاوزات مالية. (طالع المزيد)

وفي وقت سابق، طلبت نيابة القاهرة الجديدة، بإشراف المحامي العام الأول «أحمد حنفي»، تحريات جهاز الأمن الوطني (جهة استخباراتية)، عن الحادث، الذي وقع مطلع مايو/أيار الجاري.

وعثرت أجهزة الأمن المصري في منطقة الرحاب، قبل أيام، على جثث رجل أعمال يدعى (عماد سعد)، 56 سنة، وزوجته (وفاء ف.) 43 سنة، وأولاده (محمد) 22 سنة، و(نورهان)، 20 سنة، و(عبدالرحمن)، 18 سنة، عقب انتشار رائحة كريهة في المنطقة.

وأظهرت نتائج التشريح الخاصة بالحادث، أن رجل الأعمال القتيل، مصاب بـ3 طلقات رصاص، وأن جثته كانت فى حالة تعفن تام، كما أظهرت المعاينة أن الجثث الأربع بها 8 طلقات فى كل واحدة، منها طلقتان في الرأس والوجه جميعا، وكانت الجثث في حالة تعفن مع ظهور ديدان، ما يعني أن الحادث وقع منذ يومين أو ثلاثة وقد تصل لـ4 أيام، قبل اكتشاف الواقعة.