دعت «مجموعة الأزمات الدولية» السعودية إلى عدم تحويل العراق إلى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران.

وأضافت المجموعة، في تقرير لها الثلاثاء، أن «الإمكانيات المادية للمملكة تمنحها القوة ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها».

فيما دعا تقرير المجموعة الدولية طهران إلى «تشجيع جهود العراق الرامية لتنويع تحالفاته الإقليمية»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ونصح التقرير السعوديين بـ«تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى إليه الكثير من العراقيين، والتركيز على إعادة الإعمار وإحداث الوظائف والتجارة إضافة إلى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر أنحاء البلاد».

وأكدت الأزمات الدولية في تقريرها أن «اهتمام السعودية الحالي بالعراق ينبع من الرغبة من مواجهة النفوذ الإيراني»، مشيرة إلى أن «العراقيين، وحتى من بينهم أولئك الذين ينتقدون النفوذ الإيراني، يريدون منع بلادهم من أن تتحول إلى مسرح آخر للنزاع السعودي-الإيراني».

وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق منذ العام الماضي بعد أعوام من الجفاء، إثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين وإعادة فتح الحدود للمرة الأولى منذ 27 عاما واستئناف الرحلات التجارية.

ورحبت مجموعة الأزمات الدولية بعودة الاهتمام السعودي إلى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه استمر ربع قرن، لكنها حذرت من أنه «في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد، أو حتى استجلاب رد فعل إيراني».

وأثارت نتائج الانتخابات مخاوف من اندلاع توترات جديدة بالوكالة بين طهران والرياض اللتين تتواجهان بشكل غير مباشر حاليا في النزاعات الدائرة في اليمن وسوريا.

فقد حل تحالف «سائرون»، المدعوم من زعيم التيار الصدري «مقتدى الصدر»، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدا، وهو معروف بمواقفه المتحفظة جدا حيال نفوذ طهران في بلاده، وقد زار أيضا الرياض العام الماضي.

وجاء تحالف «الفتح» المكون من أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي، بزعامة «هادي العامري» بـ47 مقعدا، ثم ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء «حيدر العبادي» برصيد 42 مقعدا، بينما حصل تيار «الحكمة» على 19 مقعدا.