مدير ديوان «القذافي»: ليبيا مولت حملة «ساركوزي» الانتخابية

الأربعاء 23 مايو 2018 03:05 ص

أقر «بشير صالح»، مدير ديوان الزعيم الليبي الراحل «معمر القذافي»، لأول مرة بأن مدير جهاز الاستخبارات الليبي سابقا «عبدالله السنوسي»، أخبره بتسليمه مبالغ نقدية لتمويل حملة الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي» عام 2007.

و«بشير صالح» الذي تعرض لمحاولة اغتيال، في 23 فبراير/شباط الماضي، بجوهانسبرغ، أصيب على إثرها بجروح خطيرة، أحد الشخصيات المفتاحية في قضية التمويل الليبي لحملة «ساركوزي» 2007 ، ظل ينفي منذ 2012 امتلاكه أي معلومات أو دلائل تدينه.

هذا النفي تواصل خلال ظهوره في حلقة برنامج «Cash Investigation»، التي بثت ليلة الثلاثاء على قناة «فرانس 2».

إلا أن «صالح»، وبعد أن أنهى الحوار وظن أن الكاميرات والميكروفنات توقفت عن العمل، غير من كلامه ليقول للصحفي «أنا أعتقد أن هناك تمويلا ليبيا لحملة نيكولا ساركوزي.. عبدالله السنوسي أخبرني بأنه أعطاهم مبالغ نقدية»، وهنا قاطعه الصحفي قائلا «قلت إن ساركوزي حصل على تمويل ليبي؟»، فأجاب «صالح»: «نعم حصل ذلك، ولكن ليس عبر قناتي أنا، بل عبر قناة وزارة المالية».

وتابع (من دون أن يعلم أن التصوير لم يتوقف للَحظة) «القضية هي بين قائدي بلدين.. القادة لديهم طرق حتى لا يتم كشف الأشياء».

 وأضاف «كان لدى القذافي ميزانية خاصة للأشخاص الذين يريد دعمهم، تقدر بـ350 مليون يورو سنويا .. ويتم تسليم النقود إليهم بشكل مباشر (كاش)».

وتوقف التحقيق أيضا عند علاقة «بشير صالح» برجل الأعمال والوسيط «ألكسندر جوهري» الذي يواجه شبهات بشأن اختلاس أموال خلال بيعه عام 2009 لـفيلا يمتلكها في منطقة الكوت دازور، جنوب فرنسا، بمبلغ تسعة ملايين يورو، لـ«بي -ديكس- ماناجمانت»، وهي مؤسسة «أوفشو بنامية»، تم إنشاؤها لهذه المناسبة، حيث أعادت هذه المؤسسة بيع الفيلا بعشرة ملايين يورو، لصندوق الاستثمار الليبي الذي كان يديره «بشير صالح».

وحولت «بي -ديكس- ماناجمانت» بعد ذلك بأشهر قليلة مبلغ ستمائة ألف يورو إلى رجل الأعمال السعودي «خالد بوقشان»، على حساب بنكي، تم أيضا تحويل إليه مبلغ خمسائة ألف يورو إلى «كلود جيان»، مدير حملة «ساركوزي» 2007 ووزير الداخلية الأسبق في عهده.

وتمت هذه التحويلات كلها على يد المصرفي «وائل ناصر»، الصديق المقرب لـ«آلكسندر جوهري».

كما كشف التحقيق عن أن «جوهري» كان يتولى تكاليف بعض إقامات «بشير صالح» في فندق «الريت» بباريس منذ عام 2006.

وبعد انتهاء العملية العسكرية الغربية في ليبيا، وضعت الأجهزة الفرنسية الخاصة «بشير صالح» وأسرته تحت حمايتها، قبل أن تخرجهم من طرابلس، حيث تولى «آلكسندر جوهري» مسألة استقبالهم في فرنسا في مرحلة أولى ، ثم نقلهم من ليبيا إلى النيجر عام 2012 ، بالتزامن مع كشف موقع ميديا- بارت الاستقصائي عن وثيقة ليبية تؤكد تمويل «معمر القذافي» لحملة «ساركوزي»، الذي تم توجيه الاتهام إليه رسميا، في 21 مارس/آذار 2018، بــ«الفساد السلبي» و«التمويل غير القانوني لحملة انتخابية» و«إخفاء أموال عامة ليبية»، ووضع تحت المراقبة القضائية.

وقبل توجيه الاتهام رسميا إلى «ساركوزي»، وجه قضاة التحقيق الثلاثة المكلفين بالقضية، عام 2017، قائمة أسئلة إلى «بشير صالح» الذي رفض الرّد عليها مؤكدا أمام السلطات القضائية في جنوب أفريقيا -حيث يقيم حاليا – حقه في الصّمت.

وبدأ «صالح» في تقديم قصة أخرى في نهاية عام 2017، حيث أكد لصحيفة « لوموند » الفرنسية في 29 من سبتمبر/أيلول الماضي، أنه «لايعرف شيئا، لكن قد يكون هناك تمويل ليبي لحملة ساركوزي»، مشددا في الوقت نفسه على أنه «لايعرف أي شيء عن هذه القضية الفرنسية- الفرنسية».

وفي شهر مارس/أذار الماضي، وجه القضاء الفرنسي، لـ«ساركوزي»، اتهامات أولية بالفساد، وتلقيه أموالا من «القذافي»، بصورة غير قانونية لتمويل حملته الانتخابية التي فاز بها عام 2007.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، فإن المبلغ يقدر بـ 50 مليون يورو، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى القانوني لتمويل الحملة الانتخابية، والذي كان آنذاك 21 مليون يورو.

وجاءت الاتهامات بعد توقيف «ساركوزي» لاستجوابه من قبل شرطة مكافحة الفساد الفرنسية، في القضية نفسها، إلا أن «ساركوزي» نفى بشكل متكرر ارتكابه مخالفات.

ورحب «سيف الإسلام القذافي» بالقبض على «ساركوزي»، وكرر عرضه بأنه يمكن أن يقدم أدلة تدين الرئيس الفرنسي السابق، بدعم والده «معمر القذافي» حملة «ساركوزي» الانتخابية بطريقة غير مشروعة عام 2007.

وقال نجل الزعيم الليبي الراحل إنه يمتلك أدلة عديدة يوجد شهود عليها، أبرزهم المدير السابق للاستخبارات الليبية «عبدالله السنوسي»، والمدير السابق لشركة ليبيا للاستثمار «بشير صالح».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ساركوزي القذافي ليبيا تمويل حملة انتخابات