استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بين القدس وغزة

الخميس 24 مايو 2018 08:05 ص

منذ أن نشأت القضية الفلسطينية، بعد احتلال العصابات الصهيونية لأرض فلسطين، وإقامة كيانها عليها، بدعم من القوى الاستعمارية العالمية، وظروف نضال الفلسطينيين من أجل حقوقهم الوطنية معقدة؛ لا بل شديدة التعقيد، حتى بالقياس للقضايا الوطنية العادلة في كل بقاع الأرض.

فالاحتلال الصهيوني لفلسطين، وما ترافق معه وتلاه من تشريد وتهجير للفلسطينيين، هي حال فريدة من نوعها في العالم، فأن يطرد شعب من أرضه، وتقام عليها دولة أخرى أمر لا مثيل له، على الأقل في عصرنا الحديث.

لكن على كل التعقيدات والصعوبات وفداحة التضحيات التي أحاطت بالنضال الوطني الفلسطيني، لم يسبق أن تكالبت ضده الظروف كما هي الحال اليوم، مع الانهيار الذي يكاد يكون شاملاً لمنظومة الأمن العربي، وانشغال البلدان العربية بما فيها من انقسامات ونزاعات.

ويكفي أن نذكر أن عدة بلدان عربية في حالة حروب طاحنة في نفس الوقت: سوريا واليمن وليبيا والعراق، فيما تتهدد الأخطار بلداناً أخرى، فتراجعت مكانة القضية الفلسطينية في سلم الأولويات العربي، حتى غاب، فعلياً، التعبير الذي نشأنا عليه من أن «فلسطين هي قضية العرب المركزية».

لكن كل هذا لم يجعل الفلسطينيين يستسلمون، ولن يفعلوا هذا أبداً، وسيواصلون كفاحهم بكل ما عرف عنهم من عزيمة وإصرار واستعداد للتضحية، ولعل التجربة الملموسة أكّدت لهم ما كانوا يعرفونه من عدم جدوى التعويل على موقف عربي، يشكل سنداً فعلياً لنضالهم، وضاغطاً على العدو ومن يدعمه في الغرب.

لذلك تتعزز القناعة لديهم بمواصلة الاعتماد على النفس، من منطلق الإيمان بعدالة قضيتهم، التي لا يمكن إلا أن تنتهي إلى النصر مهما طال الزمن.

وفي اللحظة التي كانت الفضائيات تبث عربدة الصهاينة وحلفائهم الأمريكان في شخص ابنة ترامب وزوجها الصهيوني في ما وصفوه بـ«افتتاح» السفارة الأمريكية في القدس، كانت عشرات أرواح الشبان الفلسطينيين تصعد إلى السماء، فيما دماء أجسادهم تسقي الأرض الفلسطينية وتطهرها من دنس المحتل.

ولم تفت من عزيمة أولئك الأبطال، رجالاً ونساء، الحقيقة المُرة من أن الشوارع العربية كانت خالية من أي مظهر للتضامن معهم، ومن غياب أي موقف عربي رسمي، ولو حتى في حدوده الدنيا، لنصرتهم، ومن صمت المجتمع الدولي، وربما تواطؤ الكثير من أطرافه مع المحتل، الغاصب للأرض، والقاتل لأهلها.

ولم يفت من عضد الفلسطينيين، أيضاً، أن الموقف الرسمي الفلسطيني من الغطرسة الصهيونية، ومن الغضب الفلسطيني الكاسح ما زال باهتاً وهشاً، يتسم بالتردد والضعف.

في حين يتطلع الشعب الفلسطيني إلى قيادة مقدامة، حازمة، تكون بإقدام وحزم أبناء وبنات شعبها، الذين لا يهابون رصاص العدو ولا آلياته، ولا يترددون في تقديم حيواتهم قرابين لقضيتهم العادلة، لمعرفتهم أن البديل هو القبول بالمزيد من الذل والهوان، وهو ما تأباه نفوسهم الحرة.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

فلسطين قضية العرب المركزية انهيار الأمن العربي نقل السفارة الأميركية الموقف الرسمي الفلسطيني محمد كوثراني