عام على الأزمة الخليجية دون بوادر انفراجة

الأحد 3 يونيو 2018 10:06 ص

تدخل الأزمة الخليجية عامها الأول دون أن تظهر في الأفق بوادر الانفراج، رغم المبادرات الدبلوماسية العديدة لدولة الكويت وسلطنة عمان وأطراف عربية أخرى لحل النزاع.

ولايزال الحصار المفروض برا وجوا وبحرا على قطر من قبل السعودية وحلفائها، مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين، ساري المفعول لكن دون أن يؤثر بشكل قوي على اقتصاد البلاد، حسب «يوسف بل فلة»، أحد المختصين في الشؤون الاقتصادية لمنطقة الخليج.

وكتب في مقال نشرته مجلة «شالونج» الفرنسية، أن اقتصاد قطر لم ينهار كما كان يتوقع الجميع في البداية، بل استطاع أن يصمد أمام سلسلة من الإجراءات والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها دول الحصار، وبالعكس كانت انعكاسات الأزمة أكثر ضررا على اقتصاد السعودية والإمارات المتحدة والبحرين.

وأضاف: «أكثر من 300 شركة سعودية متواجدة في قطر تأثرت بشكل مباشر من الأزمة الخليجية، بعدما استقدمت قطر شركات أجنبية جديدة، من بينها شركات تركية استثمرت في مجال الصناعة الغذائية وفي مجالات أخرى».

وأوضح أن هذه الخسارة لم تكن السعودية بحاجة إليها في وقت تعاني فيه من عجز مالي كبير بسبب تراجع أسعار النفط من جهة، وإطلاق مشاريع جديدة ومكلفة مثل مشروع «رؤية 2030»، الذي يفترض أن يحدث نقلة نوعية من اقتصاد يعتمد على النفط بـ90% إلى اقتصاد رقمي يعتمد على الطاقات المتجددة من جهة أخرى.

من جانبه، اعتبر صندوق النقد الدولي أن الآثار الاقتصادية التي ترتبت على الحصار المفروض على قطر خلال سنة كانت «جانبية» نوعا ما، مشيرا إلى «أنه في الوقت الذي انخفض فيه التمويل الأجنبي والودائع الخاصة بالقطاع الخاص بمقدار 40 مليار دولار، تم تعويض ذلك عن طريق النقد الذي قدمه البنك المركزي وصندوق الثروة السيادي القطري».

وحسب أستاذ كلية الشؤون الدولية بالدوحة «عبدالله العريان» فإن «الحصار ساعد قطر على الحد من عدم الاعتماد على جيرانها في مجلس التعاون الخليجي».

وأضاف في حوار مع موقع «ميدل إيست آي»، أن «مجلس التعاون الخليجي كان يحاول دائما تكريس مقاربة مشتركة للمنطقة.. غير أن هذه الدول لم تكن بالضرورة تتفق في الرأي

لكن رغم أن اقتصاد قطر لم يتعرض للانهيار كليا، فهذا لا يعني أنها لم تتأثر بالأزمة. فغلق الحدود البرية والجوية عليها من قبل دول الحصار أثر سلبا على قطاع السياحة والذي كان يستقطب أعدادا هائلة من الزوار الخليجيين. واليوم أصبحت الفنادق الفخمة شبه فارغة، شأنها شأن بعض المحلات التجارية العريقة التي كانت مقصدا للسعوديين.

من جهته، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش» أن أزمة قطر لم تنته بما أنه لم يتم معالجة الأسباب التي أدت إلى وقوعها».

وأضاف في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «الدرس الأساس العام من أزمة قطر وعزلتها هو تغليب مصلحة الشعب على طموح سياسي مستحيل».

وكانت أزمة الخليج اندلعت في 23 مايو/أيار 2017 عندما تمكن قراصنة مجهولون من اختراق الوكالة القطرية للأنباء ونشر معلومات نسبت لأمير قطر ينتقد فيها الإمارات العربية المتحدة والسعودية والولايات المتحدة.

ورغم المعاناة الإنسانية والأزمة الاقتصادية التي يعيشها كل بلد، إلا أن بوادر الانفراج ليست جلية لغاية الآن، بل يبدو أن الدول المتأزمة متمسكة بمواقفها ولا تبالي بما تعاني منه الشعوب.. فهل من حل قريب؟

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

قطر الأزمة الخليجية حصار قطر الاقتصاد القطري السعودية الإمارات