أشاد الكاتب المصري «جمال سلطان» بالإدارة التركية لملفي منطقتي عفرين ومنبج، شمالي سوريا؛ حيث نجحت في طرد مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية (ي ب ك)، التي تصنفها أنقرة كـ«تنظيم إرهابي» من الأولى «عسكريا» ومن الثانية «دبلوماسيا».

وكتب «سلطان»، وهو رئيس تحرير صحيفة «المصريون» (خاصة)، عبر حسابه بـ«تويتر»، قائلا: «قوات الحماية الكردية في سوريا تنسحب أخيرا من منبج بعد جهد ديبلوماسي معقد وطويل النفس بين أنقره وواشنطن».

وأضاف: «تركيا حررت عفرين بالسلاح، وحررت منبج بصبر ديبلوماسي، وفي الحالتين برزت الإدارة المدنية الذكية الناجحة لأكثر ملفات الأمن القومي التركي خطورة».

والثلاثاء، أعلنت «ي ب ك» سحب مستشاريها العسكريين من منبج، في أعقاب الإعلان عن خارطة طريق تركية أمريكية لهذا الغرض.

وقالت في بيان: «الآن بعد مضي أكثر من سنتين من عملهم المستمر، ووصول مجلس منبج العسكري للاكتفاء الذاتي، في مجالات التدريب، قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج».

كان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» أعلن، الإثنين، التوافق على تنفيذ خارطة طريق منبج مع الإدارة الأمريكية، التي تقضي بانسحاب المقاتلين الأكراد منها، خاصة تنظيم «ي ب ك»، مضيفا أن التنفيذ الميداني لمراحل الخارطة سيتم خلال ستة أشهر أو أقل.

وأكد «جاويش أوغلو»، في تصريحات لاحقة، أن مقاتلي «ي ب ك» سينزع سلاحهم لدى مغادرتهم مدينة منبج في شمال سوريا في إطار خارطة الطريق تلك.

وخاضت تركيا مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة منذ أسابيع، تكللت بزيارة وزير الخارجية التركي إلى واشنطن، الإثنين.

وتركزت المفاوضات على قضية الدعم الأمريكي للميليشيات الكردية في شمال سوريا، واستضافة واشنطن زعيم تنظيم «الكيان الموازي»، «فتح الله كولن»، الذي تتهمه أنقرة بقيادة محاولة الانقلاب الفاشلة، في يوليو/تموز 2016، علاوة على الصفقات العسكرية المتعثرة بين الجانبين، وأبرزها صفقة مقاتلات «إف 35»، التي طالب نواب بالكونغرس الأمريكي بوقف تسليمها إلى تركيا.

كانت أنقرة سحبت سفيرها من واشنطن للتشاور، في خطوة احتجاجية، عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق متظاهري «مسيرات العودة» في قطاع غزة، منتصف مايو/أيار الماضي، قبل أن تعيد أنقرة سفيرها إلى الولايات المتحدة، قبل أيام قليلة من وصول وزير الخارجية التركي.