استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اتركونا «نتأنسن» !

الثلاثاء 10 مارس 2015 04:03 ص

ما يدور حولنا من مصائب وأحداث جسيمة، وممارسات بشعة وغير أخلاقية، وقمع متواصل للحريات وإهانة للكرامة الإنسانية، تجعل الفرد يخرج من نطاقه الإنساني حتى يتمكن من التعايش مع هذه الأجواء المشحونة حقدا وكراهية وبؤسا.

إنسانيتنا كأفراد بدأت في التدهور والضمور في مقابل تضخم العقد والتوحش، والاندفاع نحو شرائع الغاب، وقوانين الغالب والمغلوب، والصراعات المفتوحة على كل الجبهات وضد كل من حولنا.

العلاقات البينية القائمة على الثقة وحسن النية، وحمل الآخر على أوجه حسنة انتهت وحلت محلها الشكوك وسوء النيات وتتبع العثرات، فلم يعد الواحد يعيش حياته كما يريد هو بل كما يريدها الآخرون، خوفا من إلصاق مختلف التهم به. وحتى التواصل الإنساني الطبيعي بين الناس وبعضهم أصبح خاضعا لمعادلات اجتماعية معقدة، وتتطلب مراعاة أعراف اجتماعية طارئة في زيارة أو لقاء شخص مختلف معك.

أي كلمة تريد قولها أو كتابتها أو التعبير عما يجول في فكرك وخاطرك، ينبغي عليك أن تزنها بدقة شديدة، لأن هناك من يبحث عن تفسيرات لها لعلك لم تقصدها مطلقا، فلذا ستشعر بأن سكوتك هو الأسلم لتفقد جزءا مهما من إنسانيتك. هناك من يحدد لك ماذا تقرأ، وفيم تفكر، وماذا ينبغي أن تقوله، وكيف تعبر عنه لتتحول إلى مجرد آلة متحركة ومبرمجة مسبقا بلا تفكير أو إبداع أو تأمل.

الجو العارم يريدك أن تتحول إلى أداة للتطرف والتعصب، وتمتلئ حقدا وكراهية على كل شيء، كي تتأهل لتدمير ذاتك وكل شيء حولك، من بشر وفكر وتراث وتاريخ، وتحطم أي بادرة تعيد لك إنسانيتك الجميلة الصافية المحبة للخير وللناس وللطبيعة والفن والجمال.

مطلوب منك أن تكون يائسا محطما، تعيش لحظتك بلا أمل ولا مستقبل، وترى البؤس والإحباط منتشرا حولك في كل ركن، وتكيل على الآخرين ممن يحققون الإنجازات والتقدم كل أشكال السب واللعن والشتائم لأنهم تقدموا وتركوك عاجزا.

لقد اختلت موازين الإنسانية لدينا، وضاعت القيم والمبادئ السامية والأعراف الجميلة، وفقدنا أهم ما يميزنا عن سائر المخلوقات في هذا الكون. نعن أضعنا إنسانيتنا.

ما أحوجنا إلى أن «نتأنسن» من جديد، ونعيد بناء ذواتنا على أساس القيم الإنسانية الرائعة التي تقوم على تقدير الذات والثقة بها، وإعطائها الاحترام والكرامة، وضمان كامل حقوقها. وتقوم أيضا على احترام الآخر – مهما يكن هذا الآخر – وخياراته وآرائه وأفكاره، بل والدفاع عنها متى ما لزم.

لنتأنسن، نحتاج إلى الوقوف صفا واحدا مع كل مضطهد ومحروم وبائس، وأمام أي ظلم أو اضطهاد أو إهانة أو تمييز يمارس ضد أي أحد. ونحتاج أيضا إلى أن نكون شهداء على أنفسنا بقول ما يعتقده أي منا أنه صحيح، والتعبير عن الآراء بكل شفافية ووضوح وصدق وإخلاص.

ما نحتاجه لنتأنسن هو أن يكون كل واحد إنسانا، حرا، كريما، محبا للخير ولجميع الناس، ومكافحا عن حق كل إنسان يراه مضطهدا. كما نحتاج إلى جرعات من النظرة المتوازنة لكل ما هو جميل في هذا الكون، وإبرازه في حياتنا وسلوكنا اليومي. فقط دعونا نعيش حياتنا دون ضغوط أو منغصات أو تدخل، وسيعود كل واحد لإنسانيته الجميلة. 

* جعفر الشايب كاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف

 

  كلمات مفتاحية

الإنسان الأنسنة

حقوق الإنسان في الخليج والتعاون المشترك

نحو ميثاق وطني لحقوق الإنسان

المال الخليجي في سوريا: حاضر في الحرب والقتال ..غائب في المساعدات الإنسانية

الخارجية الكويتية: الأزمة السورية أسوء كارثة إنسانية فى التاريخ المعاصر

الإمارات: لن نسمح للتطرف بتهديد القيم الإنسانية العالمية