الوزير الإسرائيلي المتهم بالتجسس لإيران تسبب بأضرار أمنية خطيرة

الأربعاء 20 يونيو 2018 05:06 ص

قال مصدر أمني كبير في تل أبيب إن تجنيد وزير الطاقة الأسبق في حكومتي «إسحق رابين» و«شيمعون بيرس»، «جونين سيغيف»، ألحق أضرارا أمنية من الصعب إحصاؤها في هذه المرحلة، ليس لـ(إسرائيل) وحدها، بل لدول أخرى تعاطى معها ومع دبلوماسييها.

وفي الوقت ذاته توقع مسؤولون سابقون في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) أن «يكون هناك المزيد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح أعدائها».

وتأتي تصريحات المصدر الأمني رغم محاولات المخابرات الإيرانية والإسرائيلية التقليل من خطورة تجنيد الوزير «سيغيف»، حيث أشار إلى أن ما قام به المتهم خلال 6 سنوات متواصلة، من دون أن يكتشف أمره، أحدث اختراقا كبيرا.

وكان «سيغيف» صاحب عيادة طبية ناجحة، تحولت إلى مركز طبي كبير، في مدينة أبوجا في نيجيريا.

وبالإضافة إلى الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام الرسمية، التي بقيت بمعظمها سرية يحظر نشرها، تخشى المخابرات الإسرائيلية أن يكون زوار العيادة من الدبلوماسيين الإسرائيليين والأجانب قد تعرضوا لعمليات اختراق لحواسيبهم.

ويقول جنرال كبير سابق في «الشاباك» إن «سيغيف كان وزيرا للطاقة، وقريبا من المعلومات الأمنية الدقيقة قبل 22 عاما (1995 - 1996)، ولذلك فإن المعلومات التي يملكها تعتبر قديمة، ولا يشكل نقلها للإيرانيين خطرا فادحا».

لكنه استدرك في الوقت ذاته، مشيرا إلى أنه «تمكن من الإفادة من موقعه الرفيع السابق والعلاقات الواسعة التي أقامها، وسعى إلى توسيعها عبر السنين».

ومن بين معارف «سيغيف» عدد غير قليل من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي الذين تسرحوا من الخدمة، وخرجوا إلى أفريقيا يبحثون عن مستقبل اقتصادي، فهؤلاء وجدوا في سيغيف عنوانا للتعرف على رجال أعمال كثيرين من مختلف بلدان العالم، وبينهم إيرانيون يعتقد أنهم رجال أمن تخفوا كرجال أعمال».

ويضيف الجنرال المذكور: «هناك مشكلة أخرى خطيرة تكمن في المركز الطبي، فقد جند سيغيف إلى جانبه عددا من الأطباء من مختلف دول العالم، وحرص على أن يكون مركزه الطبي بمستوى عالٍ، جذب دبلوماسيين من سفارات عدة، بينهم دبلوماسيون إسرائيليون».

و«سيغيف» من مواليد (إسرائيل) في عام 1956، بدأ طريقه في الجيش الإسرائيلي جنديا في سلاح الجو، لكنه استصعب الموضوع وانتقل إلى وحدة برية قتالية، ثم تدرج ليصل إلى رتبة ضابط. وخلال خدمته العسكرية، أصيب في أثناء لعبة لكرة السلة وأصبح معوقا جزئيا، وحرص على الادعاء أنه أصيب خلال عملية قتالية.

ودرس «سيغيف» الطب وقد أخذه «إسحق رابين» وزيرا للطاقة في حكومته وبقي في الحكومة بعد اغتيال «رابين»، وتسلم «شيمعون بيريز» الحكم سنة 1996، وفي سنة 2003، علا نجم «سيغيف» من جديد في وسائل الإعلام، مع فضيحة الاتجار بالمخدرات، وقضت عليه المحكمة بـ5 سنوات ونصف السنة، وسحبت رخصة عمله كطبيب إلى الأبد.

وبدأت علاقات «سيغيف» مع الإيرانيين في سنة 1999، حيث أوضحت تحقيقات «الشاباك» أن الوزير الإسرائيلي الأسبق للطاقة سلم معلومات للمخابرات الإيرانية حول قطاع الطاقة الإسرائيلي، ومعلومات عن المنشآت الأمنية، وكذلك معلومات عن شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية بارزة.

لكن محامي الدفاع عنه يقولون إن لائحة الاتهام مضخمة، وإن بيان «الشاباك» مضخم أكثر، وهناك هوة سحيقة بين الحقيقة وما يقال.

  كلمات مفتاحية

سيغيف تجسس إيران إسرائيل الطاقة اتهام عيادة