«لودريان» يزور القاهرة لإنقاذ اتفاق باريس بين الليبيين

السبت 23 يونيو 2018 12:06 م

يتوجه وزير الخارجية الفرنسي «جون إيف لودريان»، إلى العاصمة المصرية القاهرة، الخميس المقبل، في إطار زيارة تدوم ثلاثة أيام، بهدف إنقاذ «اتفاق باريس» حول الأزمة الليبية، بحسب ما أعلنت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية.

ويلتقي الوزير الفرنسي خلال زيارته نظيره المصري «سامح شكري»؛ لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي على رأسها الملف الليبي وجهود تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في هذا البلد، قبل نهاية العام الحالي.

ويقول مراقبون ومتابعون، إن «لودريان» ،الذي سيتوجه بعد ذلك لقبرص واليونان، سيبحث خلال هذه الزيارة عدّة ملفات، على غرار الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط، لكن الملف الليبي سيكون محورها الرئيسي.

الخبير المختص في الشأن الليبي، «أحمد حجاجي»، اعتبر من جانبه أن الوزير الفرنسي سيسعى خلال جولته تلك إلى الحصول على دعم مصري واسع لإنقاذ اتفاق باريس الأخير حول الأزمة الليبية.

وأضاف أن الوزير يحاول الحصول على موافقة مصر بالعمل على توفير الظروف الملائمة؛ لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية، في ديسمبر/كانون الأوّل المقبل، وفقا لما كان متفق عليه.

ورأى «حجاجي» أن فرنسا تخشى من احتمال انهيار اتفاق باريس، خاصة في ظل الجدل الواسع من القيادات الليبية حوله، وأن بعض تلك القيادات لا تخفي تحفظها على بنوده، لاسيما فيما يتعلق بموعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بحسب تصريحاته لـ«إرم نيوز».

وحول المعوقات التي تواجه اتفاق باريس، قال الباحث «سفيان السعيدي» إن معوقات عدّة تواجه عملية تنفيذ اتفاق باريس، من أبرزها أن أطرافا وتيارات فاعلة على الأرض تم تجاهلها وتغييبها عن الاتفاق، وبالتالي هي لا تريد له أن ينجح.

وفي ذلك الإطار، أعلنت في الآونة الأخيرة ميليشيات مسلحة في الغرب الليبي تحفظها تجاه اتفاق باريس ورفضها لمضمونه، حيث اعتبر رئيس المجلس العسكري في مصراتة، العميد «إبراهيم بن رجب»، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في باريس بشأن ليبيا «لا قيمة له؛ لأنه لم يتم توقيعه».

وأشار «بن رجب» إلى أن الأطراف الليبية لم توقّع على الإعلان السياسي، واكتفت بالالتزام ببنوده شفويا؛ وذلك رغبة منها في التشاور مع قواعدها في ليبيا، قبل التوقيع على نص مكتوب، يدخل ضمن صلاحيات مجلس النواب ومجلس الدولة في ليبيا.

وفي السياق ذاته، علق الخبير، «خالد بن عمر» على جولة الوزير الفرنسي بقوله إن فرنسا شعرت أن هناك فرقا شاسعا بين ما تم في باريس، في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، بخصوص جمع القيادات الليبية الأربعة في المؤتمر الذي احتضنته باريس، وبين الواقع على الأرض في ليبيا.

ورجح «بن عمر» أن يكون هدف زيارة الوزير الفرنسي إلى القاهرة مطالبتها بالضغط على بعض الأطراف الليبية؛ للالتزام بنتائج الاتفاق والحيلولة دون انهياره وتفريغه من مضمونه.

لكن الخبير التونسي لفت إلى أن اتفاق باريس لا يزال يصطدم بتعنّت الميليشيات المسلّحة، خاصة في العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، وبعضها موال لحكومة الوفاق الوطني الليبية، لافتًا إلى أنه كان متفائلًا أكثر من اللازم في ظل الانقسامات العميقة التي تضرب ليبيا، والانتشار الكبير للميليشيات المسلحة.

وكان القادة الليبيون قد اتفقوا، في 29 مايو/أيار الماضي، في باريس، على وضع إطار قانوني لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في ديسمبر/كانون الأوّل المقبل، وذلك في إطار اتفاق رعاه الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»؛ لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ووقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا من شواطئها.

  كلمات مفتاحية

انتخابات اتفاق باريس ليبيا أطراف وزير الخارجية جان إيف لودريان