ترقب وتحذيرات من إنهاء التحالف بين «نداء تونس» و«النهضة»

الجمعة 6 يوليو 2018 06:07 ص

يسود جدل في الشارع السياسي التونسي، حول مآلات إعلان قياديين بارزين في حزب «نداء تونس» الحاكم، نهاية التحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية.

ويخشى مراقبون تونسيون من أن هذه التصريحات قد تكون مقدمة لاضطراب المشهد السياسي والأمني، فيما قلل آخرون من أهميتها، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وكان الناطق باسم حزب «نداء تونس»، «منجي الحرباوي»، أكد أن التحالف مع حركة «النهضة» انتهى، مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات البلدية تؤكد أن «التوافق» المستمر بين الطرفين بات من الماضي.

والشهر قبل الماضي، قال حزب «نداء تونس» الذي ينتمي له رئيس البلاد «الباجي قائد السبسي»، إنه لن يتحالف مع حركة «النهضة» الإسلامية، في إدارة الشأن المحلي، فيما أشارت الحركة إلى أن الوضع الحالي يفرض المشاركة في العمل البلدي.

وعلق المؤرخ «عبداللطيف الحنّاشي» على تصريحات «الحرباوي» بالقول: «إذا صحّ تصريح الناطق الرسمي باسم نداء تونس بفكّ التحالف بين حزبه مع حزب النهضة فإن المشهد السياسي سيعرف ارتجاجات وربما تحولات عميقة على مستوى الأحزاب في داخلها وفي ما بينها».

وحذر المكلف بالشؤون السياسية في «النداء»، «برهان بسيِس»، من صراع فوضى سياسية قادمة.

وتحت عنوان «مناورة بذخيرة حية أم نذور قطيعة حقيقية»، قال «بسيس» عبر مواقع التواصل، إن «الأيام القادمة ستكون فعلاً حاسمة في مستقبل البلاد سياسيًا وسنعاين دروسًا فارقة في كل المستويات، بدءًا بالأشد بساطة في عبرها المتطابقة مع عبر قصص الأطفال في مساوئ الغرور ومساوئ استضعاف كبار السن، وصولاً إلى العبر الاستراتيجية المتعلقة بمستقبل الفرع التونسي للإسلام السياسي، وقدرته على حسن إدارة مركبه في غمرة عواصف البلاد القادمة».

وأثارت تدوينة «بسيس» على «تويتر» جدلاً كبيرًا، حيث كتب «رضوان المصمودي» رئيس مركز «دراسة الإسلام والديمقراطية»، قائلا: «برهان بسيس: الطبول تدق ولن يكون الأمر مجرد مناورة بالذخيرة الحية”. كلام غريب وخطير من طرف الخبير المحنّك برهان بسيّس «وربّي يقدّر الخير».

وعلق ناشط يُدعى «مرعي الماطوسي» قائلا: «عندي ملاحظتان للسيد بسيس، الأولى أن هذا الخطاب المبني على التهديد والوعيد هو من باب النعجة تتفاخر بلية الكبش. فعوض الاهتمام بسفينتكم المتهاوية التي تزكم الأنوف بروائح الفساد، ذهبت للتخويف بالموازين الدولية والإقليم المعادي والمناخ غير الملائم للنهضة».

وأضاف: «هذا المنطق لا يشرف أي وطني. وأي انتصار تحققه إذا أعيد نصب المحرقة للإسلاميين. أما الثانية فإن الدنيا كلها بكل تفاصيلها (سياسة واقتصادًا، واجتماعًا، انتصارات، أو محنًا) لا تعد أن تكون عند الإسلاميين سوى شوط من أشواط المسيرة، النجاح والفشل فيها محكوم بمدى صدق القصد والنية. هما مجزي عنهما في كل الأحوال. وأما ما تراه فهو إفراغ الوسع البشري وإعذار إلى الله وإقامة للحجة، لأن السياسة في النهاية ليست إلا رعاية لشؤون الناس وفق قاعدة القرب أو البعد من القيمة».

وفي مايو/أيار الماضي، تصدرت حركة «النهضة» في تونس، نتائج أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع «زين العابدين بن علي» في 2011.

وقبل أيام، فازت  مرشحة حركة «النهضة» الإسلامية في تونس «سعاد عبدالرحيم» بمنصب «شيخ» مدينة تونس، على حساب منافسها مرشح حركة نداء تونس «كمال إيدير».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعتلي فيها امرأة هذا المنصب في أعرق بلدية في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

حركة النهضة نداء تونس منجي الحرباوي سعاد عبد الرحيم زين العابدين بن علي