ماذا يعني تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز؟

الأحد 8 يوليو 2018 01:07 ص

في إيران، لا تكاد أحد المشكلات تنتهي حتى تظهر مشكلة أخرى لتأخذ مكانها، وتعد الاحتجاجات الأخيرة مثالا على ذلك.

ففي حين تراجعت المظاهرات حول المظالم الاقتصادية في طهران، بدأت مظاهرات جديدة في خوزستان، حيث خرج الناس في جميع أنحاء المنطقة إلى الشوارع للتعبير عن شكواهم من سوء إدارة الحكومة لنقص المياه المستمر (يقول المحتجون إن إيران تواصل بيع المياه الصالحة للشرب إلى العراق والكويت، مع تعرض 230 مواطنا إيرانيا هناك للتسمم بسبب مياه الشرب الملوثة) وبدأت الاضطرابات المتعلقة بقضايا المياه تزداد في خوزستان منذ مارس/آذار، لكن يبدو أن المسؤولين لا يستطيعون التعامل معها وأشارت وسائل الإعلام الاجتماعية الأربعاء إلى أن إيران نشرت المزيد من القوات إلى مدينتي خرمشهر وعبادان لتهدئة الاضطرابات.

تزامنا مع ذلك، يحاول الرئيس «حسن روحاني» جاهدا إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية في أوروبا من خلال تشجيع فرنسا وألمانيا وبريطانيا على الالتزام بالتزاماتهم التجارية والاستثمارية السابقة، قائلاً: «إذا استطاع الموقعون المتبقون ضمان فوائد إيران، فستبقى إيران في الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة».

ولكن بالنظر إلى التهديدات التي وجهتها الولايات المتحدة ضد أي دولة تواصل العمل مع طهران، والرغبة التي أبدتها إدارة «ترامب» في فرض عقوبات اقتصادية حول هذا الأمر حتى على حلفائها، فمن المستبعد جداً أن تكون أوروبا راغبة في التعارض مع الولايات المتحدة، وخاصة عندما تبدأ واشنطن بالفعل حربا تجارية مع أوروبا، فببساطة يمكن للولايات المتحدة أن تلحق الضرر بأوروبا أكثر مما يمكن لإيران أن تساعدها.

ومع محاولة الولايات المتحدة إجبار كل زبون على التوقف عن شراء النفط الإيراني، فإن الحكومة في طهران ستواجه صعوبة في تعويض العائدات المفقودة كما أن خسارة عائدات النفط تأتي في وقت سيء للغاية بالنسبة لإيران فميزانية الحكومة محدودة بالفعل مع استمرارها في دعم العمليات العسكرية في العراق وسوريا واليمن، ويدعي الجمهور الإيراني أن الإنفاق الحكومي على البرامج الاجتماعية غير كاف.

 وعلاوة على ذلك، من شأن إلغاء الطلب على النفط الإيراني أن يعجل بتراجع الريال الإيراني، الذي ظل يتراجع في الأشهر الأخيرة وكان السبب المباشر وراء موجة الاحتجاج الأخيرة في طهران.

رهانات «روحاني»

لا شك أن «روحاني» يدرك مدى عقم مهمته في أوروبا، لذا فقد أثار رهانات خطيرة، ففي الثاني من يوليو/ تموز، أثناء غضبه من سويسرا بسبب إعلانها أن إيران لن تتمكن من تصدير النفط إليها وأن دولا أخرى ستقوم بذلك، هدد «روحاني» بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله ما يصل إلى 30% من جميع المحروقات التي تنقل عن طريق البحر يوميا.

وبعد ذلك بفترة وجيزة، وقف رئيس فيلق القدس «قاسم سليماني»، خلف بيان «روحاني»، مشيرا إلى أن الجيش مستعد لإغلاق المضيق في الدفاع عن المصلحة الوطنية الإيرانية، وأدى فشل الصفقة النووية الإيرانية إلى تفاقم الانقسامات بين المعسكر الإصلاحي في إيران، الذي ينتمي إليه «روحاني» ، والمعسكر المتشدد، الذي ينتمي له «سليماني» ومن الممكن أن توحدهم قضية إلغاء الواردات النفطية (من المحتمل أيضا أن الإصلاحيين، قد خسروا بعد أن راكموا الكثير من مصداقيتهم على الصفقة النووية، وأصبحوا الآن خاضعين للمؤسسة الأمنية).

وليس غريبا أن الولايات المتحدة قدرت تهديد «روحاني» إن إغلاق المضيق من شأنه أن يرفع أسعار النفط بشكل كبير ويضر اقتصاد السعودية، حليف واشنطن القوي في المنطقة وردت واشنطن بالتعهد بإبقاء الخليج مفتوحا وهو رد يتطلب بالضرورة الاستخدام المباشر للقوة، الأمر الذي من الواضح أنه سيشكل تغييرا في الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع إيران.

ولا يمكن للبحرية الإيرانية أن تتغلب على البحرية الأمريكية في قتال مفتوح، ولكن من الصعب تخيل أن يكون لدى الرأي العام الأمريكي الكثير من الشهية لصراع عسكري آخر في الشرق الأوسط.  

على الجانب الآخر، فإن إيران ليست مهتمة بشكل خاص بالصراع أيضا، لكن الحكومة تشعر باليأس ومع خسارة أخرى، ستكون إيران مستعدة لخوض مخاطر أكبر.

  كلمات مفتاحية

إيران ترامب حسن روحاني الاتفاق النووي الحرس الثوري مضيق هرمز

قلق عراقي من تعطل صادرات النفط عبر هرمز