استقبل العشرات من أهالي قرية «درين» بمحافظة الدقهلية شرقي مصر المعتمرة «سعدية عبدالسلام» بالزغاريد، وذلك بعد عودتها من السعودية إثر الإفراج عنها أخيرا والتأكد من براءتها من تجارة المخدرات.

وعاشت القرية أجواء احتفالية في استقبال السيدة المسنة (72 عاما) بعد ثبوت براءتها، وعبر أهلها وذووها عن سعادتهم الغامرة بعودة أمهم مرفوعة الرأس، بعد القبض على عصابة التهريب التي حاولت استغلالها في إدخال مخدرات إلى المملكة دون علمها، فظلت رهن التحفظ السعودي منذ مارس/آذار الماضي، بينها 43 يوما في السجون على ذمة القضية.

وتبخرت أحلام «سعدية» في عمرة هادئة وفترة قصيرة (14 يوما) إثر وصولها إلى مطار ينبع في السعودية، حيث إنه بتفتيش حقائبها عثرت السلطات على كميات من الحبوب المخدرة، تعود إلى عصابة أوهمتها بأنها ربحت عمرة مجانية من متبرع سعودي، وعند إيصالها للمطار طلبوا منها توصيل حقيبة صغيرة للمتبرع الذي سيكون في استقبالها.

وبعد تظلم أهلها وذويها والكشف عن الخديعة التي تعرضت لها، تدخلت السلطات المصرية ونجحت في القبض على المهرب الذي أوهمها بذلك ومعاونيه، كما تدخلت القنصلية المصرية بالسعودية لتوضيح الصورة وإخلاء ساحتها.

ورغم أن «سعدية» عادت إلى البلاد تجر قدما مكسورة نتيجة انزلاقها على السلم، فإن أمارات السعادة والبهجة ارتسمت على وجهها من الاستقبال الحار من طرف أهالي قريتها، بحسب صحيفة «الأهرام»، الجمعة.

وبصوت شاحب نال منه التعب ومشقة السفر، قالت الحاجة «سعدية»: «الحمد لله أنا مظلومة وربنا وقف جنبى عشان نفسى كنت أطلع عمرة وأزور المصطفى، ربنا ما يوريها لحد الحبس والظلم وحش والصدمة كانت كبيرة قوى ومش مصدقة إني رجعت على رجلي».

وأضافت: «قضيت أياما صعبة فى الحجز كان سور السجن فيها عاليا ومقفولا علي وحدي، لكن للأمانة الضباط السعوديين تعاملوا معى بكل إنسانية وحنان وأكرموني وكانوا عارفين إنها مسألة وقت».

كما وجهت نصيحة لكل مسافر بألا يحمل شيئا لإنسان لا يعرفه.

وقالت ابنتها «فاطمة»: «لا نصدق أنفسنا حتى الآن أمى كانت على وشك الهلاك والموت بعد أن نقص وزنها فى السجن، أنا زرتها فى السعودية 12 يوما ورجعت وشفت الموت فى عينها، عاشت أياما صعبة ولم تعرف الراحة ولكن الحمد لله خلصت الأزمة على خير».