«التابوت الأسود».. ظهر على وسائل الإعلام العالمية ومواقع السوشيال ميديا كواحد من أكثر الاكتشافات الأثرية رعبا، وانطلقت مطالبات من هنا وهناك بعدم فتحه خوفا من لعنة تاريخية ستنطلق بفتحه وتجعل الظلام يسود العالم لألف عام مقبلة، لكنه بعد أقل من 48 ساعة من فتحه.. صار مادة الضحك والسخرية الأولى بمواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب فتح «التابوت الأسود» بمحافظة الإسكندرية المصرية (شمال)، استبعد خبراء أثريون أن يكون تابعا للإسكندر الأكبر، لكن مسؤولا بالفريق الأثرى القائم بأعمال رفع التابوت أثار سخرية بتصريحه أن «ملامح الجماجم يظهر عليها علامات الحدة والرجولة والشهامة، مما يدل على أنهم عسكريين»، على حد قوله.
ولم يكد المغردون المصريون يفيقون من صدمة «ملامح الشهامة على الجماجم»، حتى باغتتهم تصريحات ترجح أن الجماجم الثلاثة تعود إلى شخص واحد، وهو ما دفع التابوت إلى تصدر السوشيال ميديا مجددا، ولكن بالسخرية هذه المرة.
المغردون المصريون ألمحوا إلى أن الخبير الأثري حاول تملق السلطة الحاكمة في البلاد بذلك التصريح الغريب، مذكرين بأن الرئيس المصري الحالي «عبدالفتاح السيسي» هو قائد الجيش ووزير الدفاع السابق، قبل أن يطيح بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد «محمد مرسي»، ويترشح ليحل محله على سدة الحكم.
وبينما تساءل البعض عن «ملامح الشهامة» استغرب آخرون أن تكون للجماجم ملامح، فيما سخر فريق ثالث من قصر الشهامة والرجولة على العسكريين واستثناء المدنيين من تلك الصفات.
لكن صحفيين ومغردين أشاروا أيضا إلى مسؤولية النظام الذي دفع المسؤولين إلى تملقه بذلك الشكل وتهيئة الأجواء لذلك، معتبرين أن اللعنة التي كان يتخوف منها العالم قد أصابت عقول الباحثين الأثريين.
وما بين الشهامة العسكرية، والجماجم المتعددة للشخص الواحد، تبقى حقيقة أن التابوت الأكثر إثارة للرعب والشغف العلمي والاهتمام خلال الشهر الأسبوعين الماضيين، قد أصبح بين عشية وضحاها.. التابوت الأكثر إثارة للضحك والسخرية.