اجتماع خليجي أمريكي أكتوبر المقبل.. وموافقة مبدئية على الحضور

السبت 28 يوليو 2018 11:07 ص

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إلى عقد قمة خلال يومي 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لاحتواء الأزمة الخليجية، في وقت كشفت مصادر عن موافقة مبدئية للجميع على الحضور.

يأتي هذا الاجتماع، في إطار تحركات أمريكية لتشكيل «ناتو عربي»، للحلفاء المسلمين السنة، بهدف التصدي للنفوذ الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط.

ويضم التحالف الجديد، الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، دول الخليج الست، بالإضافة إلى مصر والأردن.

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، تأكيد أن «ترامب» سيستضيف قمة في هذا الموعد.

وأخفقت في الماضي، مبادرات مشابهة من جانب حكومات أمريكية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب.

ولم يتضح كيف سيمكن للتحالف مواجهة طهران على الفور، لكن إدارة «ترامب» وحلفاءها السنة لديهم مصالح مشتركة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا، إضافة إلى الدفاع عن مسارات الشحن الخليجية التي تمر عبرها أغلب إمدادات النفط العالمية.

الأزمة الخليجية

بيد أن هذا التحالف، يواجه عقبة الأزمة الخليجية، التي تقاطع فيها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، جارتهم قطر، وهو ما يثير قلق الإدارة الأمريكية، خاصة أن الدوحة تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة «العديد».

وسبق أن كشف القائم بالأعمال الأمريكي في الدوحة «راين كليها»، الثلاثاء الماضي، أن واشنطن ستكثّف جهودها خلال الأشهر المقبلة، لضمان إنهاء الأزمة في الخليج، خلال قمة خليجية أمريكية تعقد قبل نهاية العام.

وقال «كليها» في مؤتمر صحفي بالدوحة: «نريد أن نصل إلى قمة يحضرها جميع قادة الدول الخليجية»، مضيفا: «ربما يكون ذلك في سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول المقبلين».

ولا يعرف حتى اللحظة هل القمة الخليجية الأمريكية ستكون ذاتها التي تضم مصر والأردن، أم سيسبقها قمة للدول الست مع أمريكا، لحل الأزمة الخليجية أولا.

وكشف الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي «عبدالعزيز العويشق»، خلال زيارته واشنطن، الجمعة، أنه «يُجري حالياً مناقشة توقيت عقد القمة وجدول أعمالها».

وأعرب عن أمله في أن تلتقي مجموعات العمل من الدول الخليجية والولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، للتمهيد للقمة، مبينا أنه «إذا كانت هذه المناقشات مثمرة فإن القمّة ستحدث على الأرجح».

وقال «العويشق» بخصوص الأزمة: «في اجتماع مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/كانون الأول 2017، كان هناك اتفاقا للحفاظ على الوساطة في مسار موازٍ منفصل بقيادة أمير الكويت، وهذه هي الحالة التي ستستمر»، مضيفًا أن «كل شيء آخر هو من الأعمال المعتادة ويتحرك وفق مسار منفصل».

وخلال الفترة الماضية، لم تنجح جهود كويتية رعتها واشنطن في رأب الصدع الخليجي؛ بسبب تعنّت دول الحصار، في حين أكّدت قطر أنها مستعدّة للحلّ دون المساس بسيادتها.

كما سبق أن سعى «ترامب» لعقد قمّة في منتجع كامب ديفيد قرب العاصمة واشنطن، في مايو/أيار الماضي، لحل الأزمة، لكن فشل جهود المصالحة حال دون ذلك، بسبب تعنّت دول الحصار.

إلا أنه مع تطور الأحداث، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عن مسؤولين (لم تسمهم) قولهم إن «الدول المعنية أبدت قبولاً من حيث المبدأ لحضور الاجتماع».

ووفقاً للصحيفة، فإن واشنطن تخشى من أنه «إذا استمر النزاع الخليجي فإن إيران وقطر قد تجدان نفسيهما مدفوعتين تجاه بعضهما البعض في أحضان دبلوماسية تتولد من العزلة المتبادلة، وسيكون ثمن ذلك باهظاً للولايات المتحدة»، في حال تركت الأزمة تتفاقم من دون السعي لإيجاد حل لها.

وذكرت «الغارديان»، أن دول الخليج تقر على نحو خاص، بأنهم أصبحوا جميعا في خضم «نزاع قبيح وغير عاقل»، مشيرة إلى أن ذلك يدمر صورة جميع الدول العربية في أعين الدول الغربية.

بيد أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، غرد الجمعة، قائلا: «الآمال المعلقة بقمة قادمة في واشنطن تكملة لاستراتيجة التمني لإقناع المواطن بإنفراج لن يأتي»، في إشارة إلى استمرار الرفض الإماراتي لحل الأزمة.

 

من خلال حديثي مع بعض المراقبين جاءت زيارة أمير قطر لبريطانيا باهتة ولَم يُحسن إختيار توقيتها،الشيخ تميم بدا ضعيفا في موقفه تجاه الملف الإيراني ومتشائم بخصوص أزمة بلاده.الآمال المعلقة بقمة قادمة في واشنطن تكملة لإستراتيجة التمني لإقناع المواطن بإنفراج لن يأتي.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) 27 July 2018

(إسرائيل) في الصورة

وفيما يواصل «ترامب» تطبيق سياسة «أمريكا أولا»، يتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية، وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.

من جانبه، حذر المفكر العربي «عزمي بشارة»، من أن يكون أحد أهداف هذا التحالف، هو تمرير «صفقة القرن»، وهي الخطة الأمريكية التي تجهزها الولايات المتحدة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال «بشارة» في تغريدة له عبر حسابه بـ«تويتر»: «نشر أن أمريكا تريد إقامة تحالف ضد إيران بمشاركة الأردن ومصر ودول مجلس التعاون، وفي ظل وصايتها (بحيث يحتوي الخلاف الخليجي من دون مصالحة فعلية؟ كيف؟!)».

وأضاف: «أغفل النشر أنها قد ترغب أيضا بتمرير بنود مما يسمى صفقة القرن، أي التطبيع، في ملاحقه!».

 

نشر أن أميركا تريد إقامة تحالف ضد إيران بمشاركة الأردن ومصر ودول مجلس التعاون وفي ظل وصايتها (بحيث يحتوي الخلاف الخليجي من دون مصالحة فعلية؟ كيف؟!). وأغفل النشر أنها قد ترغب أيضا بتمرير بنود مما يسمى صفقة القرن، أي التطبيع، في ملاحقه!!

— عزمي بشارة (@AzmiBishara) July 28, 2018

 

و«صفقة القرن»، تعتمد بشكل رئيسي على إغراءات من «ترامب» للفلسطينيين، وهي في الأصل حزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية، حسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

وتنص خطة «ترامب»، على إبقاء الأغوار الفلسطينية تحت سيطرة (إسرائيل)، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة.

ولا تتضمن خطة «ترامب» أي مقترحات حول انسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة.

وتابع «بشارة»، منتقدا الانسياق العربي وراء أمريكا: «قدرة أمريكا على الابتزاز في ظل الخلافات العربية، بما في ذلك الخليجية، غير محدودة، وتدخل أيضا من خلالها (إسرائيل)».

واستطرد: «إذا تفاهمت أمريكا يوما مع إيران، كما في حالة كوريا الشمالية، لن تسأل من يسمون الحلفاء العرب، فقبولهم الابتزاز الذي تعرضهم له خلافاتهم يعني أنهم ليسوا حلفاء بل أتباع!».

 

قدرة أميركا على الابتزاز في ظل الخلافات العربية، بما في ذلك الخليجية، غير محدودة، وتدخل أيضا من خلالها إسرائيل. إذا تفاهمت أميركا يوما مع إيران كما في حالة كوريا الشمالية، لن تسأل من يسمون الحلفاء العرب، فقبولهم الابتزاز الذي تعرضهم له خلافاتهم يعني أنهم ليسوا حلفاء بل أتباع!

— عزمي بشارة (@AzmiBishara) July 28, 2018

 

وزاد التوتر الأمريكي مع إيران، منذ أن أعلن «ترامب» في مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015، للحد من الطموحات النووية لطهران.

ورفضت إيران الأسبوع الماضي، تحذيرا من «ترامب»، قال فيه إنها «ستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ»، إذا لم تتوقف عن تهديد الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمة خليجية أمريكية مواجهة إيران الأزمة الخليجية السعودية الإمارات إسرائيل صفقة القرن