مصريون يهاجمون صحفيا دعا لتنصيب «السيسي» ملكا

الاثنين 30 يوليو 2018 01:07 ص

أثار اقتراح الكاتب المصري «دندراوي الهواري»، بإعادة الملكية، وتنصيب الرئيس «عبدالفتاح السيسي» ملكا لمصر، سخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغضبا بين الناشطين الذين اتهموا الكاتب بالنفاق الذي تجاوز الحد.

وكان «الهواري» المعروف بمقالاته الداعمة لـ«السيسي» بشكل يثير الجدل، قد اتهم في مقال له بصحيفة «اليوم السابع»، معارضي «السيسي»، بعدم رؤية انجازات ثورة يوليو/تموز 1952 وما حققه الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر»، وسماهم مرضى «النوستالجيا» (الحنين إلى الماضى) بكل متاعبه ومصاعبه.

وقال إن هؤلاء الناشطين، «يبكون على عصر الملكية، ويَحنون للفقر والعوز، والسير حفاة القدمين، والحياة وسط ظلام دامس، ودون تعليم أو صحة، ويلعنون تحول مصر إلى جمهورية، أعادت الكرامة والكبرياء للمصريين».

وفي مقاله الذي استطرد فيه للحديث عن مساوئ العصر الملكي، وإنجازات «عبدالناصر» عقب الإطاحة بالملك «فاروق» (1952)، اقترح «الهواري» إعادة الملكية وتنصيب «السيسي» ملكا.

وقال: «طالما تتباكون وتلطمون الخدود وتشقون الملابس وتعضون الأيادي ندما على عصر الملكية، فهل نجرى استفتاءً شعبيا بإلغاء الجمهورية وإعادة عصر الملكية، وننصب عبدالفتاح السيسي ملكا لمصر؟».

وأثار المقال حفيظة ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شنوا هجوما حادا عليه، واتهموه بالمبالغة في النفاق لصالح «السيسي»، للدرجة التي فاقت إعلاميين معروفين بموالتهم للنظام.

ولفت الناشطون، إلى أن عهد ما بعد ثورة 1952، التي سماها البعض انقلابا، شهد انتكاسات كبيرة اقتصاديا وسياسيا لمصر، فضلا عن هزائم متتالية وضياع أراضي كثيرة.

واستنكر ناشطون علقوا على المقال، الحالة التي ربط بها «الهواري» بين ما قبل 1952 والآن، مشيرين إلى أن الأوضاع الآن في مصر تنهار يوما بعد آخر، ما يوجب رحيل «السيسي» ومحاكمته وليس تنصيبه ملكا.

وجاء مقال «الهواري»، بعد أيام من إبداء «السيسي» غضبه من وسم «ارحل يا سيسي».

وقال «السيسي» خلال حضوره مؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة، أول أمس السبت، إن جهات لم يسمها أدخلت مصر في «أمة العوز»، موضحا أنه بينما يحاول أن يخرج المصريين من هذه الأمة، يظهر وسم يطالب برحيله وهو «ارحل يا سيسي».

وأضاف: «عندما حاولت أن أخرج المصريين من العوز وأجعلهم أمة ذات شأن، يطلقون وسم ارحل يا سيسي..أزعل ولا مزعلش؟».

وتسببت تصريحات «السيسي»، إلى تصدر الوسم، من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عاد لاحتلال المركز الأول في «ترند تويتر» بمصر، والثاني على مستوى العالم، بعد أن كان قد شهد تراجعا نسبيا.

يذكر أن وسم «ارحل يا سيسي» قد أثار غضبا بين أوساط مؤيدي الرئيس المصري، دفع بعضهم لمحاولة إطلاق وسم مضاد، لكنه لم يحقق نفس ما حققه الوسم الأول، رغم الاحتفاء الإعلامي بوسم المؤيدين.

وتشهد مصر في عهد «السيسي» حالة من التدهور غير المسبوق على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إذ يعاني غالبية المصريين بشدة من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات.

كما تعاني البلاد من ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، في ظل ارتفاع غير مسبوق للديون الداخلية والخارجية.

وحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية في مصر أواخر 2016، فإن 21 مليونا و710 آلاف مصري باتوا غير قادرين على الحصول على احتياجاتهم الأساسية، من بينهم 3.6 ملايين مصري لا يجدون قوت يومهم، ويواجهون عجزا في الحصول على الطعام والشراب.

وتشهد مصر أيضا في عهد «السيسي» حملة قمعية غير مسبوقة تستهدف المنتقدين والمعارضين، وتعصف بالحقوق والحريات الأساسية، وترسخ دولة الاستبداد التي ثار عليها بشجاعة كثير من المصريين في 2011، فضلا عن استنزاف ثروات البلاد وبيع أراضيها.

  كلمات مفتاحية

السيسي الملكية مصر دندراوي الهواري الانقلاب ثورة 1952 جمال عبدالناصر