جددت قطر، اتهامها للسعودية، بتسييس الحج، رافضة الحملات الإعلامية المؤسفة التي تدعي بأن الدوحة حظرت على مواطنيها أداء فريضة الحج، واعتبرتها «تجافي الواقع».

جاء ذلك، في بيان لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، الأربعاء، قالت فيه إن «الفترة الماضية شهدت تواصلا مع وزارة الحج والعمرة السعودية، وأوضحنا فيها جميع العراقيل والصعوبات التي تواجه ليس فقط المواطنين القطريين، ولكن أيضا المقيمين على أرض قطر».

وأضاف البيان: «طالبنا أن تقوم الجهات المعنية في السعودية بإزالة هذه العراقيل، الأمر الذي لم يحدث»، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية «قنا».

وأضافت أن «نفس المعوقات لا زالت قائمة بالفعل، فالمنفذ البري لا زال مغلقا أمام الحجاج القطريين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذر عليهم السفر جوا، كما أن منع الطائرات من نقل الحجاج من الدوحة إلى جدة أسوة بجميع دول الجوار لا زال قائما، هذا إضافة إلى عدم وجود آلية واضحة لاستخراج تأشيرات الحج للمقيمين بقطر».

واستنكرت وزارة الأوقاف القطرية «استمرار نفس العراقيل والمعوقات دون تطور ملموس، واستمرار منع حملات الحج القطرية من الدخول إلى الأراضي السعودية، بالإضافة إلى عدم تمكين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من رعاية شؤون الحجاج كما هو معمول به مع جميع دول مجلس التعاون».

والشهر الماضي، أعلنت وزارة الحج السعودية، تخصيص رابط إلكتروني جديد لاستقبال طلبات الحجاج القطريين، بينما تقول الدوحة إن السلطات السعودية منعت القطريين الراغبين في الحج من التسجيل عبر الموقع الأصلي، في حين تتهم الرياض السلطات القطرية بحجب الموقع.

ولفتت الوزارة إلى «رصد عشرات الانتهاكات المتعلقة بحقوق القطريين والمقيمين على أرض قطر أثناء أداء فريضة العمرة خلال الفترة الماضية، ومنع الكثير منهم من دخول الأراضي السعودية»، مضيفة: «وصل الأمر حد إعادة بعضهم بعد وصولهم إلى مطار جدة، مما يؤكد الانتقائية وضبابية الإجراءات التي تخضع أحيانا لمزاج الأفراد».

وقبل أشهر، قامت السلطات السعودية بترحيل مجموعة من المواطنين القطريين من مطار جدة وإعادتهم إلى دولة الكويت بينما كانوا في طريقهم لأداء العمرة.

وفي ذات السياق، رفضت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية «تواصل الخطاب الإعلامي المؤجج للمشاعر ضد المواطنين القطريين، وبشكل ممنهج مما قد يشكل خطرا على سلامتهم».

وأشارت إلى أن هذه الأسباب حالت دون استكمال حملات الحج القطرية تنظيم رحلات الحج والعمرة للقطريين والمقيمين أسوة بدول «مجلس التعاون الخليجي»، بناء على محاضر الاتفاق على ترتيبات وأسس شؤون الحج قبل موسم عام 1438للهجرة.

وشددت الوزارة على أن من شأن العوامل السابقة وآثارها، أن تنعكس سلبا على ضمان سلامة وأمن الحجاج القطريين والمقيمين وسلاسة تأديتهم للمشاعر المقدسة، «ناهيكم عن حرمان المسلمين من المقيمين على أرض قطر من أداء الفريضة».

وجددت الوزارة، دعوتها للسلطات في السعودية بأن ينأوا بالفرائض الدينية عن القرارات السياسية تعظيما منهم لشعائر الله سبحانه وتعالى وحفظا لموقعهم الديني، الذي من الله به عليهم أن جعلهم قائمين على بيت الله الحرام.

وسبق أن طالبت «اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان»، السلطات السعودية، مرارا، بعدم الزج بالشعائر الدينية في الخلافات السياسية القائمة أو استعمالها كأداة للضغط السياسي.

وقبل نحو عام اندلعت أزمة خليجية قطعت خلالها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في 5 يونيو/حزيران 2017.

ثم فرضت تلك الدول على قطر «إجراءات عقابية» بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.