غالبية المتبرعين بالأعضاء من النساء.. لماذا؟

الجمعة 3 أغسطس 2018 03:08 ص

كشفت أبحاث عالمية أن النساء يشكلن حوالي 60% من المتبرعين بالكلى في الولايات المتحدة. 

ولوحظ، أيضا، أن النساء يشكلن أكثر المتبرعين بالأعضاء في دول العالم الأخرى؛ ما يلفت أن هذا الاختلاف بين الجنسين آخذ في الازدياد بالنسبة لتبرع كل منهما بأعضائه.

ومنذ 2008، انخفض عدد المتبرعين بالأعضاء من الذكور حول العالم.

في الوقت ذاته، بات الذكور يشكلون معظم المرضى الذين ينتظرون زراعة الأعضاء، بنسبة تبلغ 59%.

وسلط تقرير لموقع «BBC Future» الضوء على تلك الظاهرة اللافتة للنظر.

ولفت التقرير إلى أن حقيقة أن المزيد من الرجال بحاجة إلى الكلى، والمزيد من النساء هن من يتبرعن بها، لا تعني مجرد عبء إضافي على النساء المتبرعات حول العالم.

لكنها أيضا تمثل بعض العواقب الصحية المحتملة بالنسبة للرجال أيضا.

وهناك بيانات متضاربة حول ما إذا كان عدم التطابق بين الجنسين يؤثر على نجاح عملية زراعة الأعضاء أم لا.

غير أن دراسة واحدة شملت أكثر من 230 ألف عملية زراعة أعضاء بالولايات المتحدة في الفترة بين 1998 و2012 أظهرت أن عمليات زرع الكلى بين الإناث والذكور كانت أقل نجاحا.

ويُنظر بنفس الطريقة إلى عمليات زراعة الأعضاء الأخرى أيضا؛ فالرجال الذين تلقوا قلبا من أنثى بدلا من ذكر متبرع، على سبيل المثال، كانت لديهم فرصة أعلى بنسبة 15% للوفاة خلال السنوات الـ5 التالية للعملية.

كما يكون خطر فشل العملية أكبر عندما يكون وزن المتلقي أكثر من المتبرع له بما يزيد عن 30 كجم.

ويرى خبراء أن اختلاف حجم العضو بين الرجل والمرأة هو أحد أسباب فشل زراعة الأعضاء بين الجنسين.

وعن ذلك، يقول رئيس قسم زراعة الأعضاء في المركز الطبي بجامعة ميريلاند الأمريكية، «رولف بارث»، إنه بالنسبة لبعض الأعضاء فإن «الحجم مهم للغاية».

ويوضح أنه لا ينبغي التبرع بكلى صغيرة الحجم من أناس أقل حجما بفارق كبير للأشخاص الأكبر حجما؛ نظرا لأن الأعضاء الصغيرة أقل عرضة للنجاح في مواكبة متطلبات الجسم الأكبر.

وفي هذا الصدد، توصلت دراسة شملت أكثر من 115 ألفا أجريت لهم عمليات زرع كلى أن خطر فشل الزراعة كان الأعلى عندما بلغ فارق الوزن بين المتلقي والمتبرع يتجاوز 30 كجم.

وحتى ولو كانت المرأة والرجل يزنان نفس الحجم، فإن أعضاء المرأة لا تزال أصغر من الداخل عن الرجل.

لكن غالبا ما يكون الجانب الوحيد المتعلق بالحجم الذي يؤخذ بعين الاعتبار قبل إجراء العلميات، هو وزن الجسم؛ ما قد يساهم في بعض مخاطر عدم التطابق بين الجنسين بعد استئصال العضو وبدء زرعة في جسم المريض.

علاوة على ذلك، أيضا، هناك تفاوتات أخرى مرتبطة بالجنس في التبرع بالأعضاء أيضا.

فقد وجدت دراسة واحدة شملت 101 مريض أن النساء اللواتي يخضعن لعمليات غسيل كلى كن أقل عرضة للترشح لزراعة الكلى من الرجال الذين يخضعون لعمليات غسيل الكلى الدورية. كما كن أقل رغبة في إجراء عملية زرع كلى رغم تلقيهم العديد من العروض أكثر من الرجال.

وفي الوقت نفسه، كشفت دراسة أكبر شملت أكثر من 700 ألف مريض، وجود تباين غريب بين الجنسين من حيث مؤشر كتلة الجسم؛ فبينما كانت النساء البدينات أقل عرضة بشكل كبير لتلقي الزرع من السيدات الأقل حجما، كان الرجال البدينين أكثر ترشحا لتلقي عمليات الزرع.

وليس من الواضح ما الذي يسبب هذه الفوارق. لكن هناك بعض النظريات حول سبب تبرع عدد أكبر من النساء أكثر من الرجال.

وكشفت أنه هناك على الأقل سبب واحد بسيط، وهو أنه غالبا ما يكون الزوجان أول من يتطوع للتبرع بالكلية لشركائهم.

وفي حين أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، إلا أن الرجال أكثر عرضة للعلاج من الفشل الكلوي في نهاية المرحلة.

في دراسة أجريت على 631 من المتبرعين الحيويين بالكلية في سويسرا، كان 22% منهم شركاء في الحياة من الإناث بينما كان 8% من الرجال شركاء حياة.

وكان حوالي 1 إلى 5 من المتبرعين بالكلى في دراسة سويسرية زوجات يمنحن أزواجهن كلياتهن.

وفي الواقع، فإن العديد من المتبرعات الإناث، يكن على استعداد لإجراء التبرعات بأعضائهن الحيوية لأنهم شهدوا بالفعل حدثا طبيا كبيرا مثل الولادة.

  كلمات مفتاحية

المرأة الرجل زراعة الأعضاء

الملك سلمان يمنح أوسمة لـ124 متبرعا بالأعضاء

تركيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في زراعة الأعضاء

عدا التناسلية.. الإفتاء المصرية تجيز التبرع بالأعضاء