فرض الإسكواش المصري سيطرته على جميع البطولات العالمية للعبة، فبختام شهر يوليو/تموز الماضي، توجت مصر ببطولة الفرق للشباب بعد ساعات من الفوز ببطولة الفرق للسيدات، وكان التتويج ببطولتي الفردي للرجال والسيدات في نهائيين مصريين خالصين.

كما فازت مصر ببطولة العالم للفرق للكبار سيدات ورجال، وكذلك بطولة العالم فردي الرجال والسيدات بعد نهائيين مصريين خالصين أيضا.

وفي أحدث تصنيف شهري يصدره اتحاد اللاعبين المحترفين للإسكواش "PSA"، شهد سيطرة مصرية على المراكز الثلاثة الأولى في السيدات والأربعة الأولي في الرجال، مع وجود 10 مصريين من بين الـ20 الأوائل علي العالم في الفئتين، كما تصدر "مصطفي عسل" صدارة التصنيف العالمي لسن 19 عاما، و"هانيا الحمامي" للسيدات تحت 19 عاما أيضا.

ويعود تاريخ مصر مع الإسكواش إلى ثلاثينات القرن الماضي، ويقول "أمير وجيه" بطل مصر السابق للإسكواش ومدرب منتخب مصر بين عامي 1994 و2012، في تصريح سابق إن الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" أضاف للعبة زخما كبيرا في التسعينيات، حيث كان يمارسها بصورة منتظمة وكانت الرياضة المفضلة لديه.

وأضاف "وجيه": "قام مبارك بزيادة التمويل الحكومي لهذه الرياضة ودعم بطولة الأهرام الشهيرة".

ويعد لاعب الإسكواش المصري المعتزل "أحمد برادة"، الملهم الأول للجيل الحالي من اللاعبين، وكان له دورا بارزا في تحول الأطفال من كرة القدم إلى الإسكواش.

ويقول "برادة": "عندما بدأت لم يكن الأمر كبيرا مثل الآن، وجميع الأطفال كانوا يحبونني، وكان 8 ملايين تقريبا يشاهدونني على التلفزيون لأن كان هناك قناتين فقط، والآن أصبح الناس يهتمون بالإسكواش، ومعظم الأطفال يريدون أن يكونوا مثل أحمد برادة".

ويعلق المصنف الأول على العالم "محمد الشوربجي" قائلا: "كان لدينا شخص ألهم جيلا".

ويضيف المصنف الثاني "على فرج": "أحد الأسباب الرئيسية هي أن يكون لديك شخص ملهم بالنسبة لك أثناء نموك، وأننا جميعا نعيش في نفس المدينة وأن نلعب معهم في سن صغير".

وإذا كان "برادة" له دور بارز في إقبال الشباب على اللعبة فهناك أسطورة حية أخري اسمها "رامي عاشور"، نالت منه الإصابة الكثير، ويلعب كما لم يلعب أحد للحد الذي جعلهم يقارنوه في إنجلترا بأعظم لاعبي المضرب في العالم.

الإنجليزي "جيمس ويلستروب" المصنف الأول السابق على العالم قال عن "عاشور": "إنه بلا شك واحد من أعظم الرياضيين على هذا الكوكب وأكثر الموهوبين الذين حملوا مضربا في الجيل الحديث".

ويقول "أمير وجيه" الذي فاز بأكثر من 30 لقبا عالميا كمدرب عن هذه الفترة: "لقد كان لدينا دائما لاعبين يتمتعون بمهارة فطرية، ولكننا في عام 1994 بدأنا في دراسة ما يفعله اللاعبون في إنجلترا وأستراليا، النظام والتطور والأساليب الجديدة وتحول الأمر إلى الاحتراف رويدا رويدا".

وأضاف: "إن المدربين صارمين، التدريبات شاقة للغاية واحترافية، التنافس شديد بين المدربين والكل يريد أن يثبت أنه الأفضل فالإسكواش تحول إلى عمل في مصر ".

ويفسر "هيثم عفت" مدرب الإسكواش هذه النقطة: "الأمر أشبه بكرة القدم، عندما تشاهد البرازيل والأرجنتين، تلك الفرق تهاجم من أي مكان وكذلك الأمر بالنسبة لنا في الاسكواش، واللاعبين لدينا موهوبين للغاية للتمركز الصحيح، فهم لا ينتظرون في الخلف لتلقي الكرة".

ويقول الأسطورة الفرنسية "جريجوري جوتيه" المصنف الأول السابق للعالم والأكبر عمرا وصولا لهذا التصنيف في تاريخ اللعبة: "المصريون لديهم أسلوب فريد في اللعب، ومعظم لاعبيهم يلعبون بطريقة هجومية".

وتتفق "أماندا صبحي" الأمريكية من أصل مصري، حيث تشرح أيضا وهى واجهت هذا على أرض الواقع: "إذا كان اللاعبون المصريون في حالتهم وأنت تلعب أمامهم فالأمر يصبح كالكابوس".