وثائقي «حروب التيه» يكشف مفاجآت جديدة في سيناء

الاثنين 6 أغسطس 2018 06:08 ص

كشف الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "سيناء.. حروب التيه"، مفاجآت جديدة حول الوضع الميداني على الأرض، والدور الإسرائيلي في العمليات التي ينفذها الجيش المصري، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد. 

وأظهرت الصور الواردة ضمن برنامج "المسافة صفر" على قناة "الجزيرة"، مناطق تدور فيها أحداث العملية الشاملة "سيناء 2018"، وقد بدا عليها تعرضها لسياسة الأض المحروقة.

وأكدت الصور والشهادات الحصرية ضمن الفيلم الوثائقي، أن تأخر الجيش المصري في الحسم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" واستمرار تهجير سكان شمال سيناء جعل الأخيرة منطقة مفتوحة على كل الاحتمالات.

ووفق بيانات الجيش المصري، فإن العملية "سيناء 2018"، توجه ضربات فعالة ضد التنظيم في مناطق مختلفة من شمال ووسط سيناء، لكن ومن خلال تتبع مناطق العمليات وصور الأقمار الصناعية الملتقطة يومي الخامس والسادس من يونيو/حزيران الماضي، أي بعد انطلاق العملية الشاملة بأربعة أشهر لوحظ أن عمليات الجيش تركزت في مناطق شمال وشرق مدينتي رفح والشيخ زويد وهي مناطق تكاد تكون خالية من البشر،  بينما قلت العمليات العسكرية في مناطق الجنوب المعروفة بمناطق تمركز وانطلاق عناصر التنظيم.

المفاجأة الثانية التي تضمنها وثائقي "الجزيرة"، ما نقله عن ضابط في الجيش المصري، أكد أن الجنود الذين ينضمون إلى الوحدة لم يسبق لهم أن أمسكوا بسلاح، أو أطلقوا نارا وهو ما يؤدي لنتائج كارثية.

وتوصل التحقيق إلى أن عدم تدريب الجنود بشكل كاف لخوض مواجهات شرسة مع المسلحين يفسر الأرقام الكبيرة من القتلى والمصابين في صفوف الجيش، وهو ما يتعارض مع بيانات المتحدث العسكري.

والعام الماضي، كشف "الخليج الجديد"، أن الخبرات القتالية لأفراد الكمائن في شمال سيناء محدودة جدا، وهو عامل خطير بالنظر إلى قدرات الخصم، حيث يدفع الجيش المصري بخريجين جدد يؤدون فترة التجنيد إلى مناطق ساخنة، دون دراية بطبيعة الموقع، أو خبرة قتالية، أو تدريب نوعي.

ووفق الباحث في شؤون الجماعات الجهادية "حسن أبو هنية"، فإن "الدولة الإسلامية" نفذ هجمات مركبة على مراكز عديدة ومارس تكتيكات حرب المدن واستخدم حروبا كلاسيكية في بعض الأحيان، ثم الانسحاب نتيجة القصف الجوي.

وأضاف "أبو هنية" أن ما يفعله الجيش المصري يناقض كل تكتيكات التمرد، مؤكدا أن ما يفعله هو تكتيكات الحروب الكلاسيكية وتطبيق سياسة الأرض المحروقة.

ورصد الفيلم الاستقصائي مروحيات تابعة لقوات حفظ السلام الدولية، كما رصد طائرات صغيرة لا تبدو من فئة الطائرات المسيرة، ووثق فريق "المسافة صفر" وجود نوعين مختلفين من طائرات دون طيار تحلق في مناطق العمليات وفوق الأحياء السكنية.

وأشار الوثائقي "سيناء.. حروب التيه"، إلى مشاركة (إسرائيل) بالطائرات المسيرة في العمليات العسكرية في سيناء بالتنسيق مع مصر.

وتقوم طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة من أنواع Hermes 450 و900 إضافة لـIAI Heron بجمع المعلومات وتنفيذ الغارات في شمال سيناء، وأحد تلك الهجمات أدت لمقتل 9 مدنيين بينهم طفل بمنطقة العجراء الحدودية يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017.

وتوصل التحقيق استنادا إلى شهادة "مصطفى عزب" من المنظمة العربية في بريطانيا، إلى أن هذه الحادثة مرت دون أي تعليق من الإعلام المصري ومن المتحدث العسكري، ولم يفتح تحقيق في ذلك، وهو ما يؤكد أن هناك تواطؤا مصريا إسرائيليا في تلك الجريمة.

ورصد فريق البرنامج طائرات أمريكية الصنع تابعة للإمارات تحلّق فوق سيناء، بالإضافة لرصد سير مجندين لاستكشاف الطريق أمام المدرعات.

وكشف الفيلم الوثائقي لأول مرة عن حجم التغييرات الديموغرافية التي لحقت بالمنطقة منذ بدء العمليات العسكرية منذ عام 2013 وحتى يونيو/حزيران 2018.

أبرز تلك التغييرات كانت في إزالة أحياء سكنية بالكامل، منها حي الصفا وحي السلام وحي الماسورة، حيث لم يبقى أي منشأة سكنية أو أرض زراعية في تلك المناطق.

وكان الجزء الأول من الفيلم، كشف وثائق وشهادات تفيد بانشقاق أربعة من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وانضمامهم إلى تنظيم الدولة في سيناء، مؤكدا أنهم انضموا للتنظيم أثناء تنفيذهم مهمة في سيناء تحت إشراف الجيش، رغم أنه يُفترض أن هؤلاء الضباط خضعوا لتأهيل فكري ضد التطرف، وهو ما يشير إلى وجود خلل كبير في المنظومة الأمنية المصرية في سيناء.

كما أورد التحقيق كشف ضابط جيش يخدم في سيناء تجاهل غرفة عمليات الجيش لنداءات الاستغاثة عند وقوع بعض الهجمات على ثكنة عسكرية جنوبي رفح.

ويعد الفيلم أول تحقيق من نوعه يعرض صورا وشهادات حصرية لعسكريين مصريين من قلب العمليات في سيناء رغم الطوق الأمني المشدد، والتعتيم الإعلامي الذي يفرضه الجيش المصري على المنطقة منذ الانقلاب العسكري في عام 2013.

  كلمات مفتاحية

مضر سيناء إسرائيل الجيش الدولة الإسلامية

حظر دخول أقباط مصر لسيناء خشية على أمنهم