كشفت 3 مصادر دبلوماسية لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن سعي البيت الأبيض إلى حجب 200 مليون دولار، قيمة مساعدات إغاثة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأضافت  المجلة الأمريكية أن حجب هذ المبلغ بمثابة قطع لشريان حياة حيوي للفلسطينيين في وقت ترتفع فيه التوترات الأمنية في المنطقة، مشيرة إلى أن المبلغ يمثل تقريبا كل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الولايات المتحدة بشكل مباشر للفلسطينيين.

ولفتت إلى أن واشنطن تساهم في ميزانية وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" "الأونروا"، لكن الإدارة الأمريكية، خفضت أيضا هذه المساعدات، ويبدو أنها ليس لديها خطط حالية لتقديم المزيد من المساعدات.

وقالت المجلة إن قرار حجب المساعدات يتزامن مع موجة من خفض الأجور، وتسريح المئات من العاملين التابعين للأمم المتحدة وغيرهم في منظمات الإغاثة الأخرى، في الضفة وغزة، التي  تواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ سنوات.

ووفق مصادر "فورين بوليسي"، فقد قرر وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وصهره "غاريد كوشنر"، التخفيضات السابقة خلال اجتماع رفيع المستوي في وقت سابق هذا الأسبوع.

وذكرت المجلة الأمريكية أن الكونغرس الأمريكي كان قد خصص بالفعل مبلغ 230 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي لمجموعات الإغاثة الخاصة في غزة والضفة والقدس الشرقية، لكن مصادر دبلوماسية  للمجلة كشفت أن المسؤولين قرروا أنهم سيطلبون من المشرعين حجب معظم تلك الأموال.

وأوضحت المجلة أن هذا التخفيض سيؤثر على عشرات البرامج التي تديرها الجمعيات الخيرية غير الحكومية في الضفة وغزة، بما في ذلك منظمة "كير"،  و"خدمات الإغاثة الكاثوليكية"، و"الهيئة الطبية الدولية"، وغيرها.

وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية تعتزم الاستمرار في تمويل شبكة تضم 6 مستشفيات في القدس الشرقية، وتتلقي أكثر من 25 مليون دولار من التبرعات السنوية الأمريكية.

وأكدت المصادر للمجلة أن وزير الخارجية الأمريكي عارض في البداية تلك التخفيضات الكاسحة، بحجة أنه سيكون من الأفضل إعادة توجيه التمويل الأمريكي لجهود الإغاثة الدولية الأخرى، لكن "كوشنر" رفض ذلك، معتبرا أن إنهاء المساعدات تماما، يمكن أن يعزز موقفه التفاوضي عندما يقدم خطة سلام الشرق الأوسط، التي تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".