"السيسي" و"نتنياهو".. علاقة سرية تسودها "الحميمية" وأشياء أخرى

الثلاثاء 14 أغسطس 2018 07:08 ص

ليس معروفا على وجه الدقة، عدد اللقاءات التي جمعت الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في ظل السرية المفروضة على لقاءات الجانبين، وطبيعة العلاقة الحميمية السائدة بين القاهرة وتل أبيب.

اللافت أن السرية طالت الكثير من الوزراء وأعضاء الكابنيت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر)، ناهيك عن عدم إطلاع الداخل المصري بأي تفاصيل عن تلك الزيارات، وفحواها، والهدف منها، في وقت يتم فيه تهيئة المنطقة لصفقات من العيار الثقيل.

المثير للدهشة، أن الإعلان عن اللقاءات السرية بين "السيسي" و"نتنياهو"، يأتي دوما من وسائل إعلام عبرية، ما يشكل إحراجا كبيرا للنظام المصري، ويحمل إشارات بأن شيئا ما يجري ترتيبه وراء الكواليس. 

صفقة القرن

في الجعبة إلى الآن، 3 لقاءات سرية، ولقاءان علنيان، ربما أخطرها ما كشفته القناة العاشرة الإسرائيلية عن اللقاء السري بالقاهرة، في 22 مايو/أيار الماضي، والذي خصص لترتيبات تتعلق بعودة السلطة الفلسطينية  لتسلم زمام الأمور في غزة، ووقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتخفيف الحصار، وإمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وحسب القناة غير الحكومية، فإن الجانبين الذين اجتمعا على مأدبة إفطار في شهر رمضان الماضي، بحثا خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

و"صفقة القرن"، تعتمد بشكل رئيسي على إغراءات مالية من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للفلسطينيين، تقدمها دول خليجية، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وإعلان قرية «أبوديس» شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين.

ووفق التفاصيل المعلنة، توجه "نتنياهو" بطائرة خاصة إلى القاهرة مع عدد قليل من مستشاريه وحراسه الخاصين، وبقي لعدة ساعات قبل العودة إلى تل أبيب في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم.

وأبلغ "السيسي"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن "الدول العربية تضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل تحمل مسؤولية غزة رغم عدم رغبته في القيام بذلك"، بحسب القناة.

والإفطار الرمضاني الحميم الذي جمع "السيسي" و"نتنياهو" جاء بعد أيام من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعلان الأخيرة عاصمة لـ(إسرائيل)، تزامنا مع سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى الفلسطينيين في "مسيرات العودة". 

لقاء الجزر

في أبريل/نيسان من العام 2016، شهد القصر الجمهوري بالعاصمة المصرية، لقاء سريا آخر بين "السيسي"، و" نتنياهو"، ورئيس المعارضة الإسرائيلية "يتسحاق هرتسوغ".

هذه المرة كان اللقاء بشأن التفاهم حول مسألة نقل جزيرتي "تيران" و"صنافير" في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية، بموافقة إسرائيلية، وهو ما تم بالفعل. 

وسافر "نتنياهو"، ومستشاروه، و"هرتسوغ" وفريق أمني، مباشرة إلى القاهرة ليلاً من قاعدة في وسط (إسرائيل)، في طائرة خاصة، وتم نقلهم إلى القصر الجمهوري في مصر، وقد عادوا إلى تل أبيب قبل الفجر.

وجاء لقاء "السيسي- نتنياهو- هرتسوغ" في الشهر ذاته الذي زار فيه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» العاصمة المصرية.

وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها تتخلى مصر للسعودية عن جزيرتي "تيران وصنافير" الواقعتين جنوب شبه جزيرة سيناء.

وهي الاتفاقية التي أثارت جدلاً واسعاً داخل مصر، وقام البرلمان المصري بالموافقة عليها، رغم صدور حكم نهائي وباتّ من المحكمة الإدارية العليا في مصر، يقضي ببطلانها.

قمة "العقبة"

في 21 فبراير/شباط 2016، كانت مدينة العقبة الأردنية، مسرحا لقمة سرية جمعت "السيسي" و"نتنياهو"، إلى جانب العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني"، ووزير الخارجية الأمريكي السابق "جون كيري".

وقدم "كيري" خلال القمة خطة لمبادرة السلام الإقليمية بما في ذلك الاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة يهودية، وحدود آمنة ومعترف بها دوليا بين (إسرائيل) ودولة فلسطينية مستدامة متصلة جغرافيا على أساس حدود 1967، ومبدأ تبادل الأراضي.

العلنية بين الجانبين بدت في لقاء "السيسي" و"نتنياهو"، في سبتمبر/أيلول 2017، في نيويورك، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في لقاء معلن هو الأول بينهما منذ أن تسلم "السيسي" منصبه عام 2014.

وقبل ذلك في ديسمبر/كانون الأول 2015، حيث التقي "السيسي" و"نتنياهو" وجها لوجه للمرة الأولي خلال "قمة المناخ" التي انعقدت في باريس وشهد اللقاء مصافحة بحرارة من الطرفين وتبادل لأحاديث وصفت بـ"الودية".

إلى جانب ذلك سرا أو علنيا، فإن "السيسي" يعد الأكثر تواصلا بشكل سري، مع "نتنياهو"، حيث يجريان مكالمة هاتفية بصورة أسبوعية، وفق تقارير عبرية تصف العلاقة بينهما بـ"الحميمية".

ومنذ تولي "السيسي"، حكم مصر في 2014، بعد انقلاب عسكري على "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف إسرائيلية تصف "السيسي" بأنه "كنز استراتيجي بالنسبة لــ(إسرائيل)".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي بنيامين نتنياهو صفقة القرن غزة حماس تيران وصنافير