انزعاج قادة الخليج من محاولات الهيمنة الإيرانية في اليمن أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الاثنين 23 مارس 2015 08:03 ص

اهتمت المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم بقضية أمن دول «مجلس التعاون» واليمن واعتبارهما كل لا يتجزأ.. مستعرضة جهود التعاون لحل الأزمة اليمنية.. بجانب إدانة الاحتلال الإسرائيلي تجاه الوضع «الخطر» الذي يفرضه على النساء الفلسطينيات.. وذلك في ضوء الموقف الأميركي والأوروبي تجاه قرار اللجنة الخاصة لـ«الأمم المتحدة» حول وضع النساء..

وتحت عنوان «حفاظا على وحدة اليمن وأمنه» قالت نشرة «أخبار الساعة» إن تحذيرات ممثلي قادة دول «مجلس التعاون» وقلقهم من تطورات الأحداث وخطورة تداعياتها في اليمن الشقيق، تخشى من انزلاق اليمن إلى نفق مظلم وعواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب، بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين.

ورأت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – أن التصعيد العسكري والأمني من قبل بعض الأطراف اليمنية، الذي بدأ منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي، من خلال المحاولة الانقلابية ضد الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس الشرعي «عبدربه منصور هادي» والحكومة اليمنية، لن يؤدي إلى حسم الأزمة في البلاد.. موضحة أنه لن يكون، بأي حال من الأحوال، بديلا عن الحوار الوطني الذي تشارك فيه الأطراف السياسية اليمنية كافة، أو عن مخرجاته، أو المبادرة الخليجية التي تعدّ هي السبيل الوحيد الناجع لرسم خريطة طريق آمنة..

وأشارت الافتتاحية التي تنشر في صحيفة «الاتحاد» الظبيانية إلى أن الدعوة التي وجهها ممثلو قادة دول التعاون الخليجي في ختام اجتماعهم في الرياض، تمثل فرصة تاريخية للمحافظة على أمن اليمن واستقراره.. فأمن «مجلس التعاون» وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ.. وأن قادة دول المجلس لم ولن يتخلوا عن التزاماتهم نحو الشعب اليمني الشقيق في دعم البنى الاقتصادية والبنى التحتية والخدمات وتعويض الشعب عما فاته من فرص التنمية والازدهار.

وحملت «أخبار الساعة» المجتمع الدولي، ممثلا بمنظماته الأممية، مسؤولية تنفيذ وتفعيل القرارات التي اتخذها «مجلس الأمن الدولي»، وآخرها القرارات التي اتخذها في ختام اجتماعه، يوم أمس الأحد، الذي جاء تلبية لدعوة رسمية من قبل الرئيس «عبدربه منصور هادي»، وذلك لوضع حد للانتهاكات الجارية هناك ضد الشرعية الدستورية والإجراءات الأحادية التي يغلب عليها طابع الانتقام والثأر والرغبة في تصعيد الاقتتال.

وأيدت «أخبار الساعة» في خاتمة افتتاحياتها مطالبة الرئيس «هادي» إلى رئيس وأعضاء «مجلس الأمن الدولي».. بحماية الشرعية الدستورية والحفاظ على تنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات «مجلس الأمن» الداعمة لها، إضافة إلى فرض عقوبات مشددة ضمن الفصل السابع على جميع من يخرق قرارات «مجلس الأمن» ويقوم بمساعدة الميليشيات «الحوثية».

ومن جانبها أكدت صحيفة «البيان» مجددا.. أن أمن الخليج واليمن كل لا يتجزأ وأن دورا أساسيا لمنظومة «مجلس التعاون» في استتباب الأمن والاستقرار الذي تعيشه المنطقة وجهود المجلس في تحقيق توازن إقليمي من خلال علاقات متكافئة.. حيث أثبتت دول مجلس التعاون أنها لن تتخلى عن اليمن رغم الأزمة التي تعصف بها وأنها ستكون جدارا منيعا أمام أي تدخل خارجي يهدف إلى تقسيم البلد.

وتحت عنوان «الخليج لا يتخلى عن اليمن» أشارت إلى أن دول الخليج تنفرد دوما بموقف أخوي وشجاع في دعم أشقائها في اليمن في أحلك الظروف.. منوهة بأن دول التعاون لم تدخر أي جهد للتواصل والتنسيق المشترك على كل الأصعدة لحل الأزمة اليمنية بدءا بالمبادرة الخليجية يليها الاجتماعات المتكررة لمطالبة «مجلس الأمن» باتخاذ قرار تحت الفصل السابع بشأن اليمن.. إضافة إلى مؤتمر الحوار المرتقب في الرياض.

وخلصت الصحيفة إلى أنه على جميع اليمنيين عدم الاستسلام للمتمردين «الحوثيين» والوقوف كجبهة واحدة لإنقاذ بلادهم من براثن الفوضى والإرهاب والتأكيد للجميع أن اليمن موحد..

وفي سياق متصل، قالت صحيفة «الوطن»..أتى تأكيد دول «مجلس التعاون» مجددا.. يدل على الرفض القاطع لإغراق اليمن أكثر في الفوضى أو جعله رهينة لأجندات غريبة يحاول البعض تسخيره من خلالها لتحقيق مطامع ومآرب لم تعد خافية على أحد.. ومحاولات إيران «كالعادة» التدخل وفرض الهيمنة عبر أطراف معينة بقوة السلاح لن يكون أمرا قابلا للسكوت عنه أو تجاهله فاستقرار اليمن أمر يهم البلد كما يهم منطقة الخليج العربي برمتها وهي المنطقة الأهم في العالم.

وأكدت «الوطن» أن من يتابع أحداث اليمن يعرف تماما أن الأحداث الأخيرة التي يشهدها اليمن هي في حقيقتها عملية انقلابية تامة مغلفة بمطالب فئوية يمارسها «الحوثيون» بإصرار ونية كاملة تفضحها أعمالهم التي يقومون بها.. فتعطيل الحياة واجتياح العاصمة واقتحام المقار السيادية وإغراقها بالميليشيات وتعطيل المطار وقصف مقر الإذاعة والتلفزيون كلها أعمال انقلابية تهدف إلى جر اليمن إلى حرب شعواء.

واستعرضت الصحيفة جوانب دعوة السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس «عبدربه منصور هادي» ودعوته لعقد جلسات الحوار في مقر الأمانة العامة لـ«مجلس التعاون الخليجي» وتأكيد سيادة اليمن ودعم أسس الدولة ورفض سطوة السلاح أو السكوت عن أي مخاطر أو سيطرة فئوية على مضيق باب المندب «الاستراتيجي» ورفض التوغل الإيراني وتأكيد ثوابت العملية السياسية..

وختمت «الوطن» افتتاحيتها بتأكيد أن من يعطل أو يعرقل لا يريد صالح اليمن ولا نهضته ولا خروجه من الدوامة والفوضى التي يعيشها طالما وضع نفسه في خدمة أجندات لم ولن تكون يوما في صالح المنطقة..

رغم توحد عناصر الافتتاحيات الثلاث من أن أمن الخليج وأمن اليمن كل لا يتجزأ وأن الشرعية مع «هادي» وأن لا سبيل إلا بالعودة إلى المبادرة الخليجية.. إلا أن افتتاحية «الاتحاد» انفردت بتأييد دعوة مجلس الأمن للتدخل تحت عنوان فرض عقوبات مشددة ضمن الفصل السابع على «الحوثيين، وكانت افتتاحية «الوطن» أكثر صراحة في تحديد «إيران» كمسؤول عن ملف الفوضى في اليمن والجنوح عن الشرعية خدمة لأهداف منها السيطرة على مضيق باب المندب، بما يفرض هيمنتها على دول «الخليج»، الغريب أن ذلك يأتي في وقت تعلن فيه دول المجلس دعم وتمكين قوى انقلابية عربية أيضا من رقاب أكبر المكونات السنية القادرة على تكوين حائط صد ضد «الزحف الصفوي» في المنطقة.. ويرى مراقبون أن الاجتماع تحرك سعودي محمود فأن تأت متأخرا خير من ألا تأت.. كما تثور تساؤلات عن أسباب غياب السلطنة عن اجتماع الرياض ودورها المساند لإيران؟!... وفي خضم تعثر المشهد اليمني لا ينبغي أن ننسى أن دول «مجلس التعاون» وراء إفشال اليمن برفض اندماجه ضمن منظومة «التعاون» خلال العقدين الماضيين بحجة الوجود القوي للإصلاحيين «الإخوان» في اليمن واليوم باتوا في حيص بيص لتغييب ظهير سني شعبي قوي في اليمن ولا يملكون أي ورقة ضغط على «الحوثيين» وظهيرها الإيراني في المنطقة الآن.

من ناحية أخرى، وتحت عنوان «الوضع الخطر» أشارت صحيفة «الخليج» في مقالها الافتتاحي.. إلى أن اللجنة الخاصة للأمم المتحدة حول وضع النساء أدانت في قرار لها قبل ثلاثة أيام الاحتلال الإسرائيلي لأنه يفرض وضعا خطرا  على النساء الفلسطينيات.. موضحة أن مسببات هذا القرار كانت أن الاحتلال الإسرائيلي عقبة جوهرية أمام المرأة الفلسطينية من حيث تطورها ومن حيث اندماجها في مجتمعها.

وقالت الصحيفة «نحن ندرك أن التركيز على المرأة نابع من اختصاص اللجنة إلا أن الاحتلال الإسرائيلي" يدمر المجتمع الفلسطيني بكامله.. فهو إذا كان يمنع اندماج المرأة في مجتمعها ويحول دون تطورها وتقدمها فهو يدمر المجتمع الفلسطيني بكامله من خلال إجراءاته الفاشية».

وأضافت أن رصاص الاحتلال يقنص الأطفال والرجال ويزج بهم في غياهب سجونه.. ومن يبقى خارجها فهو معرض للملاحقة في ذهابه وإيابه وفي عيشه.. والبربرية الصهيونية لا ترحم الشجر والحجر فهي تسرق المياه وتغتصب الأرض وتدمر المنازل.. فكيف للمرأة الفلسطينية التي تراقب أطفالها يقتلون ورجالها داخل الأقفاص وأرضها تسلب من بين يديها والمياه بالكاد تروي عطش أسرتها وأرضها لأن المستوطن الإسرائيلي يغتصب سبعة أضعاف ما يمكنها الحصول عليه..

ولفتت إلى أن القرار الأممي صائب لكنه خال من الحياة لأنه مهما كانت قوته لا يمكن أن يعكس حالة البؤس التي يفرضها الاحتلال على المجتمع الفلسطيني..

وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا كان القرار يبعث برسالة إيجابية إلى الشعب الفلسطيني فإن خريطة التصويت على القرار تبرز من ناحية أخرى كذب الغرب فيما يزعمه ويدعيه.. فالقرار الذي وافق عليه 46 عضوا في اللجنة صوتت ضده الولايات المتحدة وامتنع 13 بلدا أوروبيا عن التصويت عليه.. وهذه البلدان التي تزعم أنها مع قيام الدولة الفلسطينية لا تستطيع أن تدين من يعمل على وأد المجتمع الفلسطيني.. موضحة أن المعارضة الأميركية للقرار والامتناع الأوروبي يفضحان الموقف الأميركي وكذلك الموقف الأوروبي ويبرزانهما للعلن موقفا مساندا كما كانا دائما للبربرية الإسرائيلية.

تصر الصحيفة على استعراض «حالة البؤس» الفلسطيني وهذا حقيقة.. ولكن المدهش أنها تكرر صب جام غضبها على قرار أمريكي أو أوروبي أو حتى أممي «منحاز» بالفطرة، والمتأمل يلحظ عشرات بل مئات القرارات التي ضرب بها عرض الحائط وتدين الكيان الصهيوني منذ نكبة 48 وإلى اليوم فيما يتعلق بالقدس والمقدسات والمرأة والرجل والطفل والهدم والقصف والقتل والتشريد والاعتقال.. بالفعل هي إرادة ولكنها ليست إرادة «العويل» بل إرادة التحرير والمقاومة تماما كما تفعل الفصائل المقاومة التي ودعت الكرسي والأقلام ورفعت شعار «إن أردت محبتي فاحمل سلاحي».

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

كاتب سعودي يحذر: سلطنة عمان على حافة السقوط في فخ الهيمنة الإيرانية