أزمة الليرة.. إعلام الإمارات يحتفي بسقوط مزعوم لتجربة "أردوغان"

الأحد 19 أغسطس 2018 05:08 ص

"الأزمة الاقتصادية التركية أعمق مما يظهر لنا بكثير، ولن تجدي المليارات القطرية معها نفعا"..

هيمنت الخلاصة السابقة على تغطية الصحف والمواقع الإلكترونية الإماراتية لأزمة هبوط سعر صرف الليرة التركية بشكل حاد خلال الأيام الماضية، وتبنت تعبير "انهيار الليرة" بكثافة في عناوينها. كما روجت لمزاعم بأن الأزمة الاقتصادية في أنقرة ستمتد إلى الدوحة إذا ما أوفت بالتزاماتها التي قطعتها بضخ 15 مليار دولار كاستثمارات بالداخل التركي.

وفي هذا الإطار، نشر موقع "سكاي نيوز عربية" في 18 أغسطس/آب الجاري، تقريرا بعنوان: "كيف انهارت الليرة؟ وماذا ينتظر الاقتصاد التركي؟" حمل فيه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مسؤولية الأزمة، بسبب تدخله المزعوم في شؤون السياسة النقدية بطريقة تصل إلى حد "الانقلاب على العلوم الاقتصادية العالمية" بحد تعبير التقرير.

تدمير اقتصادي

وفي السياق ذاته، نشر الموقع تقريرا ادعى فيه بأن أزمة الليرة ليست سوى "خطوة أردوغان الأولى لتدمير اقتصاد بلاده".
واحتفى التقرير بمقتطفات مجتزأة من تحليل نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، زعم فيه أن سياسات الرئيس التركي بمثابة "إصرار باتجاه قيادة بلاده نحو الهاوية".

وإزاء ذلك، أورد التقرير توقعات مناهضي "أردوغان" بأن تصل أزمة الليرة إلى طريق مسدود، خاصة في ظل وصول حجم الدين الخارجي لتركيا إلى 217 مليار دولار من جانب، وإصرار الولايات المتحدة على الاستمرار باتجاه فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على أنقرة من جانب آخر.

ووصلت مبالغة صحيفة "الاتحاد الإماراتية" في وصف أزمة الليرة، إلى القول بأن تركيا باتت بحاجة إلى خطة اقتصادية مثل تلك التي أنقذت اليونان من خطر الإفلاس.

جدير بالذكر أن بوابة العلاقات التجارية لدولة الإمارات، التي أطلقتها وزارة الاقتصاد، كشفت أن حجم الاستثمارات الإماراتية المسجلة رسميا في تركيا يبلغ 15 مليارا و206 ملايين درهم (ذات المبلغ الذي تعهدت قطر باستثماره تقريبا) عبر 22 شركة إماراتية كبرى تنتشر في 36 قطاعا اقتصاديا تركيا.

شماتة إعلامية

وإزاء ذلك، اعتبر العديد من المراقبين تناول الإعلام الإماراتي لأزمة الليرة منطويا على قدر كبير من الشماتة والانحياز ضد تركيا، خاصة في ظل تسليطه الضوء على الاحتفاء الإسرائيلي بتراجع قيمة الليرة.

وجاء نقل موقع "24" الإماراتي لتحليل مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حول "سبب الأزمة الاقتصادية التركية" في هذا السياق، إذ زعم أنه يعود ما وصفه بـ"جنون العظمة" الذي أصاب "أردوغان"، على حد زعمه.

ونشر الموقع الإماراتي التحليل الإسرائيلي نصا، تزامنا مع نشر تقرير آخر بعنوان "الوهم الاقتصادي التركي يفيق على انهيار الليرة"، زاعما أن تجربة حزب "العدالة والتنمية" في حكم تركيا لم تكن سوى "وهم بدأ في التلاشي سريعا".

وذهب الأمر لما هو أبعد من ذلك، فبحسب خبراء اقتصاد مطلعين على مصادر رسمية تركية، تم الكشف في مايو/أيار الماضي، عن ضلوع دولتين عربيتين في المضاربات على الليرة التركية، إحداها الإمارات.

وسبق أن انتشرت دعوات إلكترونية لمقاطعة السياحة بتركيا من جانب سعوديين وإماراتيين في ديسمبر/كانون الأول 2017، وذلك على خلفية التوترات السياسية بين تركيا من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر، لعدة أسباب أبرزها دعم أنقرة الواضح لقطر في الأزمة الخليجية التي اندلعت منتصف العام الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا قطر أردوغان الإمارات الليرة أزمة الليرة سندات أكتوبر