استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تصحيح مؤقت للأولويات لوقف النزيف

الخميس 23 أغسطس 2018 03:08 ص

 

وحده المكابر هو من ينكر حقيقة النزيف الذي تعاني منه محاور منطقتنا، أعني العرب وإيران وتركيا في آن، فيما يجني الطرف الرابع (الكيان الصهيوني) الأرباح من جراء ذلك.

في المربع العربي؛ هناك فئة معتبرة من الأنظمة العربية تعاني من تقديمها أولوية الحرب على ما يسمى «الإسلام السياسي»؛ ليس لهويته الأيديولوجية بالطبع، ولكنه لأنه تصدر الربيع العربي. ولو حدث أن كانت قوة أيديولوجية أخرى هي من تصدرت لكانت الحرب عليها أولوية أيضاً.

ولك أن تتخيل حجم النزيف الذي ترتب على هذه الأمة. وتدفعها للاشتباك مع تركيا أيضاً، وهي العنصر الثالث في القوة في المنطقة، في الوقت ذاته الذي تدفعها بجانب الأولوية الثانية (إيران) لدفع الكثير للولايات المتحدة، فضلاً عما تعيشه من توتر على الصعيد الداخلي، على نحو يصعب احتماله على المدى المتوسط والطويل.

الطرف الثاني الذي يعاني من خلل الأولويات يتمثل في إيران أيضاً، فهي منذ وضعت مشروع التمدد المذهبي نصب عينها، وهو ما دفعها إلى دعم خيارات طائفية استنزفت الجار العراقي، ودفعها إلى تدخل في سوريا وضعها في مربع العداء مع غالبية الأمة.

وأكملتها في اليمن، وجاءت العقوبات الأميركية الجديدة لتعزز هذا النزيف على نحو رهيب لا يُعرف حتى الآن كيف ستتعامل معه في ظل وضع اقتصادي صعب.

في الأثناء؛ تعاني تركيا أيضاً من هذا الوضع المرتبك بين المحورين، فلا هي مع إيران وخياراتها التي تتعامل معها بإيجابية بسبب البعد الاقتصادي على وجه التحديد؛ ولوجود حرب من طرف آخر.

ولا هي مع الطرف الآخر الذي يستهدفها بوصفها جزءاً من مشروع الإسلام السياسي، مع أنها تملك القابلية للتعامل معه بإيجابية. وجاءت العقوبات الأميركية لتزيد الوضع صعوبة.

وإذا جئنا نستعرض الحقائق التي ينبغي أن تدفع نحو إعادة النظر في الأولويات من قبل هذه الأطراف، فهي التالية:

من زاوية أصحاب أولوية الحرب على قوى ما يعرف بـ«الإسلام السياسي»، لا بد من القول إن تلك القوى هي حقيقة موضوعية لن يكون بالإمكان شطبها من معادلة المجتمعات العربية، وإذا حدث ذلك، فإن الطبيعة تكره الفراغ.

وسينشأ من رحم تلك المجتمعات قوى جديدة ستطرح ذات المطالب الإصلاحية، لأنها مطالب المجتمعات وليست مطالب قوى سياسية وحسب، وبالتالي، فإن استمرار الحرب عليها هو ضرب من العبث الذي سيزيد التأزيم في المجتمعات دون طائل.

من زاوية المحاربين لإيران، فإن من العبث التعويل على قصة تغيير نظامها السياسي، ليس فقط لصعوبة ذلك من الناحية العملية، ولكلفته الباهظة، بل وهو الأهم؛ لأن تغيير نظامها لا يعني إخراجها من معادلة المنطقة.

بل إن أي طرف آخر سيأتي إلى السلطة لن يكون أفضل، وهو سيكون أكثر انسجاماً مع الأميركان والصهاينة، وقد يكرر لعبة الشاه قديماً، وسيعاود البحث عن التمدد والنفوذ أيضاً.

الحل العملي هو تغيير الأولويات، فلا العرب الذين يقدمون أولوية الحرب على «الإسلام السياسي» يمكنهم الاستمرار في ذلك ، ولا إيران يمكنها احتمال النزيف الكبير والعداء مع المحيط، ولا تركيا يمكنها المضي في حالة التوتر الراهنة.

وما ينبغي أن يتبع هو تغيير الأولويات المشار إليها، هو الحوار الثلاثي على أسس للتعايش، ووقف هذا النزيف بعيداً عن مشاريع الهيمنة والتمدد، وبعيداً عن الخوف العبثي من وجود قوى أيديولوجية، مثل قوى «الإسلام السياسي».

إذ لطالما كانت موجودة وتم التعايش معها، وسيكون التعايش معها أفضل بكثير، حين يتم تبني خيار الإصلاح الذي يمثل وجهة التاريخ التي لا بد من الانسجام معها.

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

تغيير الأولويات نزيف الإقليم العرب إيران تركيا الكيان الصهيوني أميركا الهيمنة والتمدد قوى «الإسلام السياسي» محمد كوثراني