شركات الدواء الألمانية.. عنوان جديد للتوتر بين الرياض وبرلين

الأحد 26 أغسطس 2018 10:08 ص

عبرت رابطات صناعة دواء أوروبية وأمريكية عن قلقها العميق بشأن شروط التوريد الصارمة التي باتت الرياض تفرضها على الأدوية الألمانية، ردا على انتقادات سابقة وجهتها برلين بشأن وضعية حقوق الإنسان في السعودية.

جاء ذلك في رسالة وجهتها رابطات صناعات الأدوية الغربية إلى ولي العهد "محمد بن سلمان" بتاريخ 12 يونيو/حزيران، بحسب شبكة "دويتشه فيلله" الألمانية.

وأكدت الرسالة أنه "قد يكون لهذا الإجراء تداعيات سلبية كبيرة على الإمداد المستدام لأدوية مبتكرة وضرورية للغاية لمعالجة المرضى في المملكة العربية السعودية"

وتضيف الرسالة أن "من شأن هذه الخطوة النيل بدرجة كبيرة من نظرة رجال الأعمال للسعودية كموقع للاستثمار في الأدوية المبتكرة في المستقبل".

ونقلت شبكة "دويتشه فيلله" الألمانية عن متحدث باسم شركة "سيمنس" قوله: "قرار الحكومة السعودية يؤثر بالفعل على نشاطنا المحلي"، ولم يذكر المتحدث أرقاما منفصلة لحجم نشاطها السعودي.

وأضاف: "نعمل على التوصل إلى حل بالتعاون مع السلطات الأمريكية لتعبئة سلاسل توريداتنا العالمية من أجل التغلب على قيود وزارة الصحة السعودية".

يذكر أن السعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط وأفريقيا بمبيعات بلغت 7.6 مليارات دولار العام الماضي.

وبدأ تأثير سلاح الزجر الاقتصادي الذي تنتهجه الرياض ضد ألمانيا، يظهر أثره تدريجيا، فحتى قبل رسالة قطاع صناعة الأدوية، سبق لغرفة التجارة والصناعة الألمانية أن أعربت عن قلقها من التراجع المطرد للصادرات نحو السعودية إذ وصلت النسبة إلى 5% وانخفضت بذلك إلى نحو 3 مليارات يورو خلال النصف الأول من العام الجاري 2018.

وأرجعت الغرفة التراجع بالدرجة الأولى إلى انخفاض أسعار النفط، وأيضا للتوتر السياسي بين الرياض وبرلين.

وقال "أوليفر أومز" من غرفة التجارة والصناعة الألمانية في الرياض: "على مدى الأشهر الستة الأخيرة تجد شركات الرعاية الصحية الألمانية صعوبة في العمل في السعودية، إنها ليست مقاطعة عامة لكن قطاع الرعاية الصحية يعاني بوضوح".

ورغم أن المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" هاتفت ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في محاولة لخفض حدة التوتر، لكن الخلاف استمر، إذ واصلت السعودية استبعاد الشركات الألمانية مثل "سيمنس هيلثينيرز" و"باير" و"بوهرنغر إنغلهايم" من مناقصات الرعاية الصحية العامة في السعودية.

من جهته، قال الخبير السعودي "عبدالعزيز الخميس"، في حوار مع الشبكة الألمانية إن الأزمة مرتبطة بما أسماه التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده من قبل دول ككندا وألمانيا، مؤكدا أن "على ألمانيا فهم احترام السيادة السعودية".

وحاول "الخميس" التقليل من شأن الأزمة الحالية بقوله: "الذي أعرفه أن العلاقات السعودية الألمانية لم تصل لنقطة اللاعودة، فوزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل، ذهب إلى غير رجعة، وهو معروف بتشدده وميوله اليسارية، تلك الأزمة انتهت وأعتقد أنها لم تصل إلى مستوى الأزمة مع كندا".

وكما كان عليه الأمر في الحالة الكندية، كان رد فعل السعودية متشددا وإن اتسم في الحالة الألمانية بنوع من الصمت ودون ضجيج إعلامي.

فحينما انتقد وزير خارجية ألمانيا السابق "زيغمار غابرييل"، ما وصفها بـ"روح المغامرة" في إشارة إلى سياسة السعودية في الشرق الأوسط، استدعت الرياض سفيرها في برلين وجمدت عمليا دينامية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ويطرح الوضع الحالي تحديات كبرى على ألمانيا من حيث معادلة الجمع بين الحفاظ على مصالحها الاقتصادية، والدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

  كلمات مفتاحية

شركات ألمانية العلاقات السعودية الألمانية أزمة الدواء غرفة الصناعة الألمانية حقوق الإنسان بالسعودية