كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" طلب من مصور فوتوغرافي تابع لإدارته تعديل صور من حفل تنصيبه الرسمي، بعدما غضب من الصور القديمة بسبب إظهارها حشودا أقل من حفل تنصيب سلفه "باراك أوباما".

وأضافت الصحيفة، في تحقيق استقصائي نشرته، أن "ترامب" طلب مجموعة صور حفل تنصيبه، في اليوم الأول من رئاسته، لكنه غضب عندما رآها، وطلب من المصور تعديلها لإظهار الحضور الجماهيري أكبر مما عليه.

وقالت "الغارديان" إنها حصلت على وثائق تفيد بهذا الأمر من قبل المفتش العام لوزارة الداخلية الأمريكية بموجب قانون حرية المعلومات؛ حيث سلط التحقيق الضوء على أول أزمة في رئاسة "ترامب"، والتى صنعها بنفسه، عندما زعم البيت الأبيض أن الحفل شهد أكبر حضور لحفل تنصيب.

وتوضح سجلات إدارة المتنزهات الوطنية تفاصيل ما جرى في 21 يناير/كانون الثاني 2017 غداة يوم التنصيب، وتحديدا بعد مكالمة هاتفية في الصباح الباكر بين "ترامب" ومدير الإدارة بالوكالة، "مايكل رينولدز".

كما تشير أيضا إلى أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض آنذاك، "شون سبايسر"، دعا مسؤولي إدارة المتنزهات الوطنية مرارا وتكرارا في ذلك اليوم لجعل الصور أكثر إرضاءً وإيجابية.

وحسب الصحيفة، لم تدرج تلك التفاصيل في التقرير النهائي لمكتب المفتش العام بشأن تحقيقه في تلك الواقعة، والذي تم نشره في يونيو/حزيران 2017، وقدم رواية مختلفة عن تصرفات مصور إدارة المتنزهات الوطنية.

وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي تحدث فيه "ترامب" هاتفيا مع "رينولدز"، كانت الصور الخاصة بإدارة المتنزهات منتشرة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، وتشير إلى أن الحضور الجماهيري لم يصل إلى مستوى حفل تنصيب "أوباما".

وقالت مسؤولة في قسم الاتصالات بإدارة المتنزهات الوطنية (تم حجب اسمها في الوثائق)، للمحققين إن "رينولدز" اتصل بها بعد مكالمة الرئيس، وقال إن الأخير يريد صورا من حفل التنصيب.

وأضافت المسؤولة: "تولد لدى انطباع بأن الرئيس ترامب أراد رؤية صور تبدو وكأنها تصور المزيد من الحشود، وأن الصور التي تم نشرها حتى الآن أظهرت الكثير من المناطق الفارغة".

وتابعت: "افترضت أن الصور التي طلبها ترامب بحاجة إلى أن يتم قصها، لكن رينولدز لم يطلب ذلك تحديدا. ثم اتصلت بالمصور الذي غطى الحفل".

من جهته، قال المصور، الذي تم حجب اسمه أيضا، للمحققين إنه تم الاتصال به من قبل مسؤول (مجهول الهوية)، طلب "أي صور تظهر حجم الحشد فى الحفل"، موضحا أنه بعد أن قدم 25 صورة طلب منه العودة إلى مكتبه وتعديل عدد من الصور لتقديمها مرة ثانية.

وذكر المحققون أن المصور أعرب عن اعتقاده بأن قص الصور (المساحات الفارغة) هو ما "أراده المسؤول"، لكنه أوضح أن الأخير "لم يطلب منه ذلك على وجه التحديد".

وحسب تلك الوثائق، فإن "سبايسر" كان متورطا في الجهود المبذولة للحصول على صور أكثر إيجابية، وقال المحققون أنه اتصل بـ"رينولدز" مباشرة بعد مكالمة الأخير مع "ترامب"، ثم مرة أخرى بعد وقت قصير من إرسال المجموعة الجديدة من الصور إلى البيت الأبيض.