لصوص لكن ظرفاء.. سرقات طريفة في حياة المصريين

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 05:09 ص

كانت مهمة "حامد" و"إسماعيل" شاقة، فكان عليهما تنظيف المنزل وإحضار الورود ومجاراة الجارة العجوز "شوشو" لدس المنوم لها حتى يتمكنا من "سرقة" محل المجوهرات الكائن أسفل شقة "عزيزة وعصام".

تلك كانت مهمة "حامد" الممثل المصري (أحمد مظهر) و"إسماعيل" الممثل المصري (عادل إمام) في فيلم "لصوص لكن ظرفاء"، الذي عرض عام 1968 ليظهر المواقف الكوميدية والطرق المبتكرة التي لجأ لها اللصان حتى يتمكنا من سرقة محل للمجوهرات والمشغولات الذهبية.

وعلى نهج "الظرفاء" تنوعت الخطط والمواقف المبتكرة للسرقة في مصر، حتى إن بعضها حمل مواقف طريفة تجعل الضحية يحكي ما تعرض له من سرقة وهو يضحك من الموقف الذي تعرض له.

ويروي "عادل سعيد" سائق لعربة نقل، أنه تعرض لسرقة عربته بعد أن توقف لرجل بالطريق ليركب معه، قائلا "كان يبدو عليه الصلاح وظل يشكرني لتوقفي له، وبعد دقائق أخرج من جيبه 50 جنيها وألقاها من نافذة العربة، فلما سألته عن السبب قال لي: رزق لأي حد (شخص)، وبعد دقائق أخرج 100 جنيه وألقاها مجددا ليقول لي مجددا رزق، ليلقي بعدها بلحظات 200 جنيه".

وتابع "عادل" ضاحكا "شفت الـ200 جنيه قلت له كده كتير يا حاج أنا هنزل أخدها"، مضيفا "أول ما نزلت أخدهم الراجل خد عربيتي وساقها بسرعة وسرقها".

وفي حادث طريف، روى أحد سكان بناية في محافظة القاهرة، سرقة شقة جاره الغائب منذ زمن خارج البلاد، قائلا "في يوم لقينا واحد جاي وجايب معاه شوية طلبات للشقة ودهان وفتحها وقال هنبيض الشقة علشان أخويا راجع من السفر".

وأكمل الجار "ساعدنا الرجل في نقل لوازم البياض إلى الشقة"، مضيفا "بعدها بأسبوع أحضر الرجل حجرة أنتريه وساعدناه في حملها للشقة".

وتابع "حضر الرجل في اليوم التالي ومعه عربة وحمل عفش الشقة كاملا وأخبرنا أن شقيقه المسافر طلب منه تغيير العفش بالكامل فساعده سكان العمارة جيمعا لإنزال العفش".

وأوضح "لم نر الرجل بعد ذلك، وبعد عدة أشهر عاد جارنا المسافر ليجد أن شقته فارغة تماما، لنكتشف أن الرجل لم يكن سوى حرامي".

"أحمد علي"، يكشف تعرضه لسرقة سيارته في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة عن طريق "البيض"، ويحكي أنه أثناء سيره بالسيارة سمع صوت ارتطام بسيارته ليجد أن السيارة وقع عليها "بيض" أفسد زجاج السيارة.

وتابع "توقفت لتنظيف الزجاج وتطوع أحدهم لمساعدتي ليدفعني ويركب السيارة ويفر بها هاربا".

الطالب "عبدالله البديوي"، يكشف عن تعرضه للسرقة قبل امتحان له العام الماضي بجامعة الإسكندرية، قائلا "قبل دخولي الجامعة وقفت أمامي عربية (نيسان) حديثة ليقول لي من بداخلها بطاقتك إحنا مباحث، وطلبوا مني الركوب داخل العربية زاعمين حدوث جريمة قتل بالمنطقة".

وأكمل "طلعوا (أظهروا) لي كارنيه لونه أخضر مكتوب عليه وزارة الداخلية وطلبوا مني إفراغ جيوبي قائلين إن المشتبه به يحمل عملات أجنبية، وأخذ أحدهم بطاقتي وأخبر شخصا ما على الهاتف ببياناتي قائلين لي هنكشف عليك بس".

وتابع "بعد فترة قصيرة تلقوا اتصالا هاتفيا يخبرهم أن كله تمام، ليقول لي: طيب هات الفلوس هحرزها وامضي عليها عشان في دوريات كتير بتعدي ليعطيني لفافة صفراء لاكتشف بعد نزولي من العربة أن اللفافة بها ورق وأن مبلغ 500 جنيه سرق مني".

اللص الشهم

مواقف طريفة تجمع تناقضا في السرقات تعرض لها عدد من الشباب المصريين، ليحكي أحدهم أنه تعرض في ليلة من الليالي بشارع من شوارع منطقة الدرب الأحمر لـ"التثبيت" (السرقة بالإكراه)، قائلا "طلع عليا اتنين واحد فيهم معاه سكينة وطلبوا مني الفلوس اللي معايا"، مضيفا "الغريب بعد ما طلعت لهم كل اللي معايا سألوني أنت ساكن فين، ووقفوا يحسبوا سعر المواصلات من الدرب الأحمر لغاية بيتي وطلعوا لي من فلوسي اللي يخليني أروح وقالوا لي مع السلامة".

ويتشابه معه موقف يحكيه "رأفت عزب" من مساكن قرية تابعة لمدينة قليوب (شمال القاهرة)، قائلا "في منطقتنا يوجد سارق عربيات شهير باسم سفروت".

ويوضح "عزب" أن "سفروت" تخصص في سرقة العربات وتفكيكها في مخازن خاصة به ثم بيعها كقطع غيار.

وروى "عزب" موقفا طريفا حدث حينما استولت عصابة "سفروت" على عربة نقل محملة بشحنة كبيرة من فاكهة "المانجو"، قائلا "سفروت كل اللي محتاجه إنه يفك العربية، فوزع شحنة المانجو على جميع أهل القرية عن طريق رجاله".

وتابع "رجالاته خبطوا على البيوت كلها بيت بيت ويقولوا لينا المعلم سفروت بيقول لكم كل سنة وأنتوا طيبين"، وأضاف ساخرا "أكل البلد كلها حرام في اليوم ده".

وأظهرت تقارير أمنية مصرية ومؤشرات دولية، أن معدلات الجريمة في مصر تضاعفت منذ عام 2011 حتى الآن، حيث احتلت مصر المركز الثالث عربيًا في تقرير مؤشر الجريمة العالمي لعام 2016.

وأكدت تقارير أعدتها وزارة الداخلية المصرية العام الماضي، أن جرائم القتل العمد ارتفعت بنسبة 130%، والسرقة بالإكراه زادت بنسبة 350% بينما ارتفعت سرقة السيارات إلى 500%.

وأشارت إلى أن عدد المجرمين "البلطجية" في مصر ارتفع إلى 92 ألفا وعدد المسجلين خطر ارتفع بنسبة 55%، وجرائم الخطف من أجل الفدية ارتفع من 107 حالات إلى 400 حالة العام الماضي، كما ارتفعت معدلات السرقة 4 أضعاف من 5 آلاف سرقة إلى أكثر من 21 ألف حالة.

وأوضح مراقبون أن ارتفاع معدلات الجريمة يعود إلى تأثيرات الأزمة الاقتصادية على المواطنين في السنوات الأخيرة الماضية.

  كلمات مفتاحية

مصر سرقة السيارات لصوص لكن ظرفاء مواقف سرقة

واقعة طريفة.. ضبط لص في مصر غلبه النعاس وهو يسرق

بعد أسبوعين من اعتقالهم.. مصر تخلي سبيل ظرفاء الغلابة