الإمارات ومصر تخططان لدعم نجل "القذافي" وإضعاف "السراج" بليبيا

الأحد 16 سبتمبر 2018 06:09 ص

تسعى الإمارات ومصر، إلى إعادة "سيف الإسلام"، نجل الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي"، إلى السلطة من جديد، في محاولة جديدة لإعادة ترتيب البيت الليبي وفقا لرؤية أبوظبي والقاهرة، عقب إضعاف رئيس الحكومة الحالي "فائز السراج".

وكشفت مصادر ليبية رفيعة المستوى، ومصرية من داخل اللجنة المعنية بالملف الليبي، عن لقاء على مستوى رفيع عُقد أخيرا، جمع "سيف الإسلام القذافي"، مع مسؤول إماراتي بارز، يرجح أن يكون مدير الاستخبارات الخارجية ومستشار الأمن القومي في الإمارات "طحنون بن زايد"، ومسؤول أمني مصري رفيع المستوى (لم يذكر اسمه).

وقالت المصادر، إن اللقاء ناقش المستقبل السياسي لنجل حاكم ليبيا المخلوع، وإمكانية الاستعانة به مجددا لتوحيد قطاع من القبائل الليبية حوله، وفقا لصحيفة "العربي الجديد".

وأوضحت المصادر أنه "بدأت أخيرا تحركات مصرية وإماراتية واسعة، بهدف إيجاد بدائل متعددة ومقبولة ليبيا، للدفع بها إلى المشهد السياسي ولعب دور على الساحة، تحت سيطرة كاملة من تحالف القاهرة وأبوظبي".

وأكدت المصادر أن التفكير في إمكانية خوض "سيف الإسلام" أي انتخابات رئاسية مقبلة في ليبيا، كان محل نقاش واسع خلال اللقاء، على الرغم من معارضة أبوظبي والقاهرة لتنظيم أي انتخابات في الوقت الراهن داخل ليبيا، قبل التخلص من حكومة الوفاق الوطني، المدعومة أمميا، وعلى رأسها "فائز السراج".

وسبق أن أعلن "سيف الإسلام"، عزمه المنافسة على الرئاسة في بلاده بالانتخابات المقبلة.

ويرى مراقبون أن "سيف الإسلام"، سيستفيد في حال ترشحه للرئاسة من أصوات أنصار والده العقيد الراحل "معمر القذافي".

وحسب المصادر، فإن أبوظبي والقاهرة، تسعيان للقضاء تماما على نفوذ القوى الإسلامية هناك، لإدراكهما أنه في حال إجراء أي انتخابات، نيابية أو رئاسية، ستكون نتيجتها غير مأمونة العواقب بالنسبة لهما، وستمنح الإسلاميين هناك مزيدا من الشرعية الدولية والنفوذ على الأراضي الليبية.

إضعاف "السراج"

ولفتت المصادر إلى أن التحالف المسيطر على شرق ليبيا، ويتقدمه قائد القوات التابعة لمجلس النواب في طبرق اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، بمعاونة من القاهرة وأبوظبي، لديه خطط واضحة لإضعاف "السراج" إلى أبعد مدى، في محاولة لإسقاط الدعم الدولي عنه.

وحسب مصادر مصرية رفيعة المستوى، فإن القيادي المفصول من حركة "فتح" الفلسطينية، "محمد دحلان"، الذي يعمل مستشارا أمنيا لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، قام في وقت سابق بترتيب لقاءات في القاهرة بين ممثل قانوني لـ"سيف الإسلام"، مع مسؤولين مصريين على درجة عالية من القرب من الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، كاشفة عن أن إحدى وسائل الإعلام المصرية تلقت أموالا مباشرة من "دحلان"، وكان من بين أهدافها الترويج لنجل "معمر القذافي".

وقالت مصادر ليبية إنها لا تستبعد تأدية التحالف المصري الإماراتي، وذراعه في ليبيا "خليفة حفتر"، دورا بارزا في الأحداث التي تشهدها العاصمة طرابلس من تقاتل، من وقت لآخر، بين المجموعات المسلحة، من دون أسباب واضحة.

وأضافت المصادر أن اللقاءات التي تدور أحاديث بشأنها في الأوساط الليبية، بين نجل "القذافي" وأطراف من المسؤولين عن إدارة الصراع في ليبيا، بالتأكيد ليست بعيدة عما تشهده العاصمة.

وتابعت: "بالتأكيد هناك من يحركهم سيف الإسلام، خصوصا أنه ما زال يملك من الأموال والنفوذ القبلي ما يجعله يستقطب مجموعات مسلحة تساعده في العودة مجددا للصورة".

ورجّحت المصادر أن يكون هناك تنسيق بين مجموعات تابعة لنجل "القذافي" و"حفتر" بترتيب مصري إماراتي، على أن يكون لكل منهم دور مقبل في مستقبل ليبيا.

ومنذ الإطاحة بنظام حكم "معمر القذافي" (1969-2011) تتقاتل في ليبيا الغنية بالنفط كيانات مسلحة عديدة.

وضع قانوني

وفي يونيو/حزيران من عام 2017، أعلنت كتيبة "أبو بكر الصديق"، في بيان، إطلاق سراح "سيف الإسلام"، والذي كان محتجزا في مدينة الزنتان غرب ليبيا، منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، وذلك بموجب قانون العفو.

وأشارت إلى أنها أطلقت سراح "سيف الإسلام" بناء على طلب من الحكومة الانتقالية التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها، والتي عرضت العفو عنه في وقت سابق.

وكانت محكمة في طرابلس قضت غيابيا بإعدامه رميا بالرصاص في عام 2015، بعد محاكمة خضع لها مع نحو 30 من رموز نظام "القذافي"، بعدما أدين بجرائم حرب، بينها قتل محتجين خلال ثورة 17 فبراير/شباط ضد والده.

فيما تطالب المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمته بجرائم ضد الإنسانية خلال قمع الثورة ضد حكم والده، غير أن فريق الدفاع عنه يقول إن "المحكمة الدولية غير ملزمة لنا في ليبيا؛ فلم نوقع عليها (نظامها الأساسي)، وليست جزءا من أركان الأمم المتحدة".

  كلمات مفتاحية

ليبيا مصر الإمارات سيف الإسلام حفتر معمر القذافي