استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأمير الذي يقف خلف الجهد الحربي للسعودية في اليمن

الثلاثاء 31 مارس 2015 12:03 م

”رجل في الثلاثينيات من عمره يدير الحرب في اليمن“، هتفت عناوين الصحف العربية وهي تُبلغ عن حرب «عاصفة الحزم»، التي شنتها السعودية ضد الحوثيين في اليمن. الرجل الثلاثيني هو وزير الدفاع السعودي «محمد بن سلمان»، الابن السادس لملك السعودية الذي يقود الهجوم بدون أي تجربة عسكرية أو تعليم عسكري. في حين أنه حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة في السعودية فإن هذا الأمير يتولى الثلاث حقائب المهمة في المملكة.

فهو يترأس المجلس الاقتصادي الذي أنشأه والده من أجل معالجة الاقتصاد السعودي، ويترأس المكتب الملكي - الذي يتولى تحديد من سيقابل الملك ومن لا يقابله وكيف يتم تنفيذ سياسته بالفعل، وكذلك يتولى وزارة الدفاع.

عمر الأمير «محمد» أمر مختلف فيه. في «ويكيبيديا» تمت الإشارة الى أنه ولد في 1980 ولكن حسب تقارير في مواقع الانترنت فقد أصدر تعليمات بتغيير ذلك إلى 1985، لكن عمره الحقيقي هو 27 عاما فقط. على كل حال فإن قيادة عربية شابة لا تثير الاستغراب: «خالد بن سلطان» كان فقط عمره 31 عاما عندما تولى قيادة القوات السعودية التي شاركت في حرب الخليج الأولى. «بشار الأسد» تولى رئاسة سوريا في عمر 35. «عبد الله»، ملك الأردن، تولى العرش وعمره 37 عاما. «تميم بن حمد بن خليفة» ورث الحكم في قطر عن والده في عمر 35 و«حسن نصر الله» تولى رئاسة «حزب الله» في عمر 32.

بين جولاته المتعاقبة وهو يزور القوات السعودية المقاتلة استطاع الأمير «محمد» تسوية الأمور مع حكومة السويد التي أدانت وزيرة خارجيتها «مارغوت وولستروم» بشدة القوانين الفظيعة للسعودية وقمع المرأة في المملكة والحكم الذي صدر ضد ناشط في حقوق الانسان، «رائف بدوي» - عشر سنوات سجن وألف جلدة - لأنه انشأ موقع يدعم العلمانية. لقد استشاطوا غضبا في القصر وأرجعوا وزيرهم في ستوكهولم. وبعد اعتذار السويد، كان الأمير «محمد بن سلمان» الذي أعاد العلاقات التي قطعت بين الدولتين.

الحرب في اليمن هي الحرب الأولى التي تشنها السعودية في العقود الأخيرة. في حرب الخليج انضمت إلى التحالف الدولي، لكن في هذه المرة هي التي تتولى القيادة. كما أن السعودية تقود مع مصر أيضا المبادرة لإنشاء قوة تدخل عسكري في الشرق الأوسط التي هدفها المعلن محاربة الإرهاب، لكن هدفها الحقيقي سيكون صد النفوذ الإيراني في المنطقة. المملكة التي بصورة تقليدية عملت من وراء الكواليس وفضلت مبادرات دبلوماسية أو دفع مبالغ طائلة لخصومها من أجل تهدئة النزاعات، تعرض الآن استراتيجية جديدة غير منفصلة عن صفات قيادتها الجديدة التي لا تخفي خيبة أملها مما تراه كأخطاء سياسية للملك الراحل «عبد الله».

«سلمان» وابنه «محمد» لم يضيعا الوقت وسارعا إلى إصلاح ”الأعطاب“. ليس فقط السودان تحول فجأة إلى حليف، بل أيضا تركيا - التي رأى فيها الملك «عبد الله» خطرا يجب إبعاده عن الحلبة الإقليمية بسبب علاقاتها الوطيدة مع إيران وبسبب الانتقاد الشديد الذي وجهه «رجب طيب أردوغان» للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» - تحولت إلى حليف جديد. الرئيس التركي أعلن أنه سيرسل دعما لوجستيا للحرب ضد الحوثيين. ورغم علاقاته القوية مع طهران فإن لسانه لم يوفرها حيث أعلن «إيران تحاول السيطرة على المنطقة وهذا بدأ في إقلاقنا وإقلاق السعودية ودول الخليج. هذا الأمر لا يحتمل وعليها فهم ذلك».

من السابق لأوانه توقع تطورات الحرب في اليمن، لكن في هذه الساحة التي حتى السنة الأخيرة لم تثر اهتماما دوليا، سيتضح إلى أي درجة تستطيع السعودية أن تحدد الأجندة اليومية في الشرق الأوسط. هذه ليست مهمة سهلة للملك المريض ابن الثمانين عاما، الذي يعاني من مرض ألزهايمر. ولا بالنسبة لابنه، ابن الثلاثين عاما، حتى لو كان شقيقه من جهة الأب، رائد الفضاء العربي الأول.

 

* تسيفي برئيل، هو محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس العبرية

 

  كلمات مفتاحية

السعودية عاصفة الحزم محمد بن سلمان الملك سلمان

«محمد بن سلمان» يبحث مع وزير الدفاع الباكستاني المشاركة في «عاصفة الحزم»

«محمد بن سلمان» يبحث مع مسؤولين أمريكيين تعاون واشنطن في «عاصفة الحزم»

الطريق الضيق للخروج من الحرب الأهلية أو الإقليمية في اليمن

«مجتهد» يؤكد: «محمد بن سلمان» وراء إعفاء وزير الإسكان

«واشنطن بوست»: «محمد بن سلمان» العقل المدبر وراء الأوامر الملكية الأخيرة