رغبة أوروبية للتعاون مع مصر وشمال أفريقيا بشأن الهجرة

الخميس 20 سبتمبر 2018 02:09 ص

اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الخميس على بدء مفاوضات مع مصر ودول أخرى في شمال أفريقيا باعتبارها "خطوة إضافية مهمة" لوقف الهجرة إلى أوروبا كما أعلن المستشار النمساوي "سيباستيان كورتز".

وقال "كورتز" إن القادة المجتمعين في مدينة سالزبورغ النمساوية ساندوا الخطة بعدما لفتوا إلى أن مصر "مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي" بعدما تحركت لوقف انطلاق المهاجرين في السنتين الماضيتين.

وسبق أن توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقات تعاون مع تركيا وليبيا أدت إلى وقف كبير للهجرة إلى أوروبا منذ أن وصلت الأعداد إلى ذروتها في 2015، لكنه يريد توسيع العمل مع كل دول شمال أفريقيا.

وأضاف "كورتز" للصحفيين بعد العشاء الافتتاحي للقمة الأربعاء أن القادة اقترحوا "فتح محادثات مع مصر لكن أيضا مع دول اخرى في شمال أفريقيا".

وأوضح عند وصوله لبدء اليوم الثاني من المحادثات الخميس حول الهجرة والأمن ومفاوضات بريكست أن "هذا الاقتراح سانده الجميع".

وقال "كورتز" الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إنه سيعمل مع رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" الذي يترأس قمم الاتحاد الأوروبي، على إجراء محادثات مع هذه الدول.

وأضاف "أعتقد أن ذلك سيشكل خطوة إضافية مهمة في مكافحة الهجرة غير القانونية لكن الأهم من كل ذلك مكافحة أعمال المهربين".

وأكد أن المؤشرات من مصر مشجعة.

وقال "مصر هي أول دولة في شمال أفريقيا مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفا "لقد أثبتت مصر أن في إمكانها أن تكون فعالة"، مشيرا إلى أنها منعت سفنا من مغادرة شواطئها أو أرغمت البعض على العودة بعد مغادرتها.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية الخميس اقتراح عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية في مصر لكنها أضافت أن الهجرة لن تكون الموضوع الوحيد المدرج على جدول الأعمال.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير "أحمد أبو زيد" أن "انعقاد قمة عربية أوروبية في مصر هو أمر مقرر سلفاً" وفقاً لقرارات صادرة عن الجامعة العربية، مشيرا إلى "أن القمة المقترحة تتناول كافة قضايا التعاون العربي الأوروبي وليست قاصرة على موضوعات الهجرة مثلما تردد".

 تعميق التعاون

 

وقال "كورتز" الذي زار مصر في الآونة الأخيرة مع "توسك" أن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يستفيد" من واقع أن مصر تبدو مهتمة بتعميق التعاون.

ودعا "توسك"، رئيس الوزراء البولندي السابق، في وقت سابق هذا الأسبوع إلى قمة للاتحاد الأوروبي مع الجامعة العربية التي مقرها في مصر، كجزء من جهود وقف الهجرة.

ورغم تراجع أعداد الوافدين إلى أوروبا مقارنة مع أرقام 2015، لا تزال مسألة الهجرة إحدى أولويات الدول الـ28 وجعلت منها أحد أبرز المواضيع المطروحة على جدول أعمال القمة غير الرسمية في سالزبورغ مع مسألة بريكست.

وأقر رئيس وزراء لوكسمبورغ "كسافييه بيتيل" قبل أشهر من استحقاق الانتخابات الأوروبية (مايو/أيار 2019) بأن "لدينا أزمة سياسية وليس أزمة هجرة (…) لكن يجب تبديد قلق المواطنين الأوروبيين، لا يمكننا تجاهلهم وانتظار الأزمة المقبلة".

وأضاف "لكن حين نتحدث عن مواضيع الهجرة، إنما نتحدث عن أشخاص "داعيا الدول الأوروبية إلى إبداء "مزيد من التضامن" داخل الاتحاد الأوروبي.

وأكد "كورتز" الذي يعتمد نهجا متشددا في هذا الملف، أن "مسألة الهجرة لن تحل عبر تقاسم (أعباء المهاجرين داخل الاتحاد الأوروبي) وإنما الدفاع عن الحدود الخارجية" كما ترغب المفوضية الأوروبية مع تعزيز إمكانات عمل الوكالة الأوروبية لحماية الحدود وخفر السواحل (فرونتكس).

وردا على انتقادات فيينا التي اتهمت الخميس عواصم في جنوب أوروبا بأنها تتناول بتردد مسألة تعزيز مهمة فرونتكس، أكد مصدر دبلوماسي إسباني أن بلاده "لا ترى أي شيء غير مناسب" في هذا الإجراء متداركا "لكننا نعتبره آلية مرنة ومكملة".

من جهته، أعلن رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" الذي يخشى مساسا بسيادة بلاده، الخميس أنه اقترح على الرئاسة الأوروبية ضمان "حق البلاد في الدفاع عن حدودها بنفسها".

وقال مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية إن مسألة السيادة "نقاش خاطئ" لأنه "لم يقل أحد أن عنصرا من حرس الحدود الأجانب يمكنه فرض قراره في البلد الذي يتمركز فيه".

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يواجه رفض المجر ودول أخرى في أوروبا الشرقية استقبال طالبي لجوء وخصوصا من دول إسلامية.

وردت إيطاليا الصيف الماضي سفن إنقاذ تنقل مئات المهاجرين الأفارقة لإرغام دول أخرى من الاتحاد الأوروبي على تحمل المسؤولية معها.

  كلمات مفتاحية

كورتز مصر الاتحاد الأوروبي ملف الهجرة دول شمال أفريقيا محمد كوثراني