عبر الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن استعداده لـ"تقييم" طلب لقاء نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، في حال تلقت أنقرة طلبا من واشنطن بهذا الشأن.

وصرح "أردوغان" للصحفيين في مطار "أتاتورك" بمدينة إسطنبول أثناء توجهه للمشاركة باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية، الأحد، قائلا: "إذا تلقينا طلبا من الجانب الأمريكي فإننا سنقيمه، حاليا ليس هناك شيء من هذا القبيل".

جاء ذلك ردا على ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي"، التي صرحت في وقت سابق بأن الإدارة الأمريكية ستقوم بتقييم لقاء "ترامب" لـ"أردوغان" في حال طلب الأخير لذلك.

و في مؤتمر صحفي بأنقرة، الجمعة، اعتبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا "عمر جليك " أن "مثل هذا التصريح والأسلوب، غير صائب"، قائلا: "لا يمكن أن ننظر بشكل إيجابي لمثل هكذا توجه".

وشهدت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة توترا شديدا، بعدما قامت واشنطن بفرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين على خلفية قضية القس "أندرو برونسون"، الموقوف في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

كما زادت واشنطن الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين إلى 50% و20% تباعا، وهو ما ردت عليه أنقرة بفرض رسوم إضافية على مجموعة بضائع تستوردها من الولايات المتحدة، ومنها السيارات ومستحضرات التجميل.

وفور وصوله نيويورك، حضر "أردوغان" حفل عشاء نظمه وقف "توركن" (TÜRKEN)، وألقى كلمة أكد فيها أن بلاده "لن تترك القدس مدينة السلام، المدينة المقدسة للديانات السماوية الثلاثة، ضحية للمطامع الإسرائيلية".

وأضاف الرئيس التركي في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية: "حسب معتقدنا، فإن قبول الظلم، ظلم بحد ذاته؛ وعليه، فإننا نضع أرواحنا على أكفنا إن استلزم الأمر لتضميد جراح نازفة".

ولفت إلى أن "العديد من البلدان التي تتشدق بالديمقراطية لا تنبس ببنت شفة إزاء القتل الوحشي للمدنيين الفلسطينيين".

وعلى الصعيد السوري، كشف "أردوغان" أن تركيا تعتزم اتخاذ خطوة مهمة تجاه مناطق شرقي الفرات، موضحا أن هكذا خطوة "ستكون شبيهة بالخطوات المتخذة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سوريا"

وأضاف: "لم نترك المدنيين في إدلب تحت رحمة النظام السوري ومنعنا وقوع مجازر في تلك المدينة"، في إشارة إلى اتفاق تركيا وروسيا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب بعرض 15 إلى 20 كلم على الخط الفاصل بين المعارضة المسلحة والنظام السوري، على أن يتم نزع السلاح منها بحلول 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويرى "أردوغان" أن "منظمات مثل مجلس الأمن الدولي التزمت الصمت (إزاء ما يحدث) في سوريا، وذلك كما فعلت سابقا في البوسنة وكوسوفو ورواندا واليمن وفلسطين"، وفقا لما كتبه عبر حسابه الموثق على "تويتر".

وأشار الرئيس التركي إلى العملية التي بدأتها تركيا مع روسيا وإيران في أستانة، ساعدت في التخفيف من مشاكل السوريين، معلقا: "لم نترك المدنيين السوريين تحت رحمة نظام الأسد".