نظام الأسد يلاحق الفارين من الخدمة العسكرية بالجامعات

الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 05:09 ص

فوجئ طلاب في جامعات سورية، مؤخرا، بدوريات للشرطة العسكرية تقتحم حرمهم الجامعي بحثا عن الفارين من الخدمة العسكرية.

وفي ظل الملاحقات الأمنية، أصبح التخرج بمثابة كارثة للطلاب، الذين باتت لهم البطاقة الجامعية بمثابة صمام الأمان الوحيد من الإلتحاق بالخدمة العسكرية، باستثناء الأثرياء الذين من الممكن لهم دفع مقابل مادي لاستبعاد أبنائهم من الخدمة، حسب صحيفة "القدس العربي" اللندية.

والشهر الماضي، أصدر وزير التعليم بالنظام السوري قرارا بإلغاء ما كان يعرف بـ"الدورات التكميلية" لطلبة الجامعات، الذي كان يسمح للطلاب بدخول الامتحان في السنة التالية دون حساب ذلك من سنوات الرسوب المحددة بـ4 سنوات فقط.

ويخشى الطلاب من تبعات هذا القرار؛ حيث سيجبرون بسببه على الالتحاق في صفوف قوات النظام بعد استنفاذهم سنوات الرسوب.

 

وعمد قسم من الطلاب، خلال السنوات الماضية، إلى استهلاك أكبر قدر ممكن من السنوات الدراسية قبل التخرج لتأجيل الإلتحاق بالخدمة العسكرية.

وعن ذلك، قال "س.ل"، أحد الشبان الذين وصلوا حديثا إلى إدلب فارا من مدينة حلب، إن "الحال في جامعة حلب أصبح كارثيا؛ فآلاف الطلاب معرضون لتأدية الخدمة في أي لحظة رغم محاولة الكثيرين منهم تلافي دوريات الشرطة العسكرية التي أصبحت منتشرة كما الطلاب في الجامعة، في كل يوم نشهد اعتقالات وحالات سوق تحت مسمى خدمة الوطن، وهذا ما شكل كابوسا بالنسبة إلينا نحن الطلاب".

وأضاف أن أعداد الطلاب الذكور في الجامعة تضاءلت بشكل كبير منذ صدور القرار قبل شهر تقريبا وحتى الآن.

وتابع قائلا: "أقرب المشاهد هي امتحانات الماجستير التي جرت قبل مدة، معظم المدرجات كانت خالية من الشبان تماما. القرار الأخير أجبر الشبان على مغادرة الجامعة والفرار بعيدا خوفا من الإلتحاق بثكنات الجيش والزج بالطلاب على جبهات القتال، في الوقت الذي تم فيه تهميش التعليم والاتجاه نحو العسكر والعسكرة في مختلف مجالات الحياة".

الأمر ذاته ينطبق على "عبدالقادر باشي"، وهو شاب دمشقي وصل إلى تركيا مؤخرا فارا من أداء الخدمة العسكرية.

إذ أكد أن "القرار الأخير بإلغاء الدورة التكميلية لطلاب الجامعات هذا العام تزامن فورا مع موجات اعتقال طالت العشرات من الشبان في الشوارع وعلى الحواجز وكل من لم يستطع إقناع عناصر الأمن بأنه طالب جامعي".

وقال: "في يوم واحد، وبالتحديد بتاريخ 28 أغسطس/آب الماضي، تعرض نحو 70 طالبا من طلاب جامعة دمشق للاعتقال على خلفية مظاهرة كان يحضر لها الطلاب وسط ساحة الجامعة للتنديد بالقرار الأخير الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم بخصوص إلغاء الدورة التكميلية، حيث تم اعتقالهم بداية بتهمة (التظاهر دون رخصة)، لكن غالبية من تم اعتقاله أصبح في ثكنات (الدريج) يجري دورة الأغرار قبل الزج به على الجبهات".

وأشار إلى أن الحملة كانت مشتركة وموزعة بين دوريات للأمن العسكري وأخرى للشرطة العسكرية وجهاز أمن الدولة وتزامنت مع انتشار أمني مكثف في محيط كلية الآداب وساحة الأمويين وكلية الحقوق ومنطقة الفحامة مع منع أي إعلامي أو أي شخص من التصوير وفق تعبيره.

في وقت سابق، أظهرت صور ساحات بعض الجامعات، وعلى رأسها دمشق والبعث، وهي تكاد تبدو شبه خالية من الذكور فيما باتت الإناث هي النسبة الأكبر وتفوق نسبة الذكور بأضعاف، وهذا ما استنكره الكثير من الطلاب، معتبرين أن هذه القرارات ستقضي على آخر طموح لجيل أنهكته الحرب منذ 7 سنوات.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سوريا الجامعات السورية الطلاب الذكور التجنيد