اشتعل صراع مخابراتي من نوع خاص بين مصر و(إسرائيل) حول إثبات ولاء العميل المزدوج "أشرف مروان"، حيث لجأ كل من الطرفين إلى ساحة السينما في محاولة لنشر روايته حول صهر (زوج ابنة) الرئيس المصري الراحل "جمال عبدالناصر"، والمستشار المقرب من الرئيس الراحل "أنور السادات".

وبدأ السجال في ساحة السينما بعرض فيلم "الملاك"، الذي تبنى الرواية الإسرائيلية، ما دفع الجانب المصري للاستعداد لإنتاج "العميل"، الذي يستعد لدحض تلك الرواية.

ولعب "مروان" دورًا مخابراتيًا تقول القاهرة إنه كان لصالحها، بينما تتبنى تل أبيب رواية معاكسة بعمالة "أشرف" لها.

ووافق جهاز الرقابة على المصنفات الفنية (حكومي) مؤخرًا على المعالجة السينمائية لفيلم "العميل" بعد عامين من تلقي السيناريو، وذلك بعد أيام من عرض فيلم باسم "الملاك" عبر شبكة الترفيه العالمية "نتفليكس".

ولا يزال مصرع "مروان" (1944-2007) لغزًا محيرًا إذ عثر على جثته خارج منزله في لندن (يونيو/حزيران 2007)، وتواترت روايات بشأن سقوطه من شرفة المنزل بالطابق الخامس (لم يتحقق من ثبوت صحتها).

غير أن نهايته الدرامية لم تحسم الصراع الدائر بين الروايتين المصرية والإسرائيلية، بل زادتهما غموضًا.

وبينما تجسد النسخة الإسرائيلية من فيلم "مروان" رواية "الملاك" أحد أكثر الروايات مبيعًا في العالم، وجرى ترجمتها للعربية بعنوان "الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، فإن الفيلم المصري لسيرة "أشرف مروان"، الذي أجازه الجهاز الرقابي الحكومي، تأليف الإعلامي والسيناريست "هاني سامي"، ولم يعلن حتى الآن عن مخرج العمل أو فريق التمثيل.

ورغم العلاقة النقيضية في المعالجة الفنية لفيلمي "مروان" بنسختيه المصرية والإسرائيلية، فإن الاتهام لهما يظل واحدًا بـ"تزييف التاريخ" لصالح كل من القاهرة وتل أبيب، في واقعة فنية نادرة.

ورغم الجدل الصاخب حول "مروان"، حضر الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" (1981-2011) جنازته برفقة رئيس المخابرات العامة الأسبق "عمر سليمان".

وقال "مبارك" آنذاك عنه "مروان كان وطنيًا مخلصًا، وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها".

لكن الغموض الذي اكتنف رحيل "مروان" ترك السؤال دون إجابة هل كان انتحارًا أم اغتيالًا؟.