قال ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إن السعودية "يمكنها أن تستمر في مواجهة المخاطر لألفي عام"، وذلك في رده على تحذير وجهه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لوالده الملك "سلمان بن عبدالعزيز" من أنه لن يبقى في السلطة "أسبوعين" دون الدعم العسكري للولايات المتحدة.

وفي مقابلة مطولة مع شبكة "بلومبرغ" الأمريكية، أضاف "بن سلمان"، ردا على تحذير "ترامب" الذي عده البعض "إهانة" للملك "سلمان"، أن السعودية نشأت عام 1744؛ أي قبل الولايات المتحدة نفسها بأكثر من 30 عاما تقريبا.

كان "بن سلمان" يشير هنا إلى الدولة السعودية الأولى أو ما يعرف بـ"إمارة الدرعية"، وهي دولة تأسست في وسط الجزيرة العربية عام 1744، واستمرت حتى 1818.

ومضى بالقول: "آسف إذا كان هناك من يسيء فهم ذلك، لكنني أعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال السنوات الثماني التي قضاها، عمل ضد العديد من أجندتنا، ليس في  السعودية فقط، ولكن أيضا في الشرق الأوسط".

وتابع: "رغم أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، والنتيجة النهائية هي أننا نجحنا، والولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس أوباما فشلت على سبيل المثال في مصر".

ووصف "بن سلمان" الرئيس "ترامب" بـ"الصديق الجيد"، مستدركا أن الأخير "ليس بالضرورة أن يقول كلاما جيدا عن السعودية؛ فهذا طبيعي بين الأصدقاء، لا يمكن أن يكون لديك أصدقاء بنسبة 100% يتحدثون جيدا عنك".

ورفض ولي العهد السعودي مقارنة تصريحات "ترامب" بأزمة المملكة مع كندا، قائلا إن الأخيرة "حاولت أن تملي أوامرها على بلد له سيادة، لكن ترامب كان يتحدث إلى شعبه في الولايات المتحدة حول قضية ما، وجاء الحديث عن السعودية بشكل عرضي؛ لذا فالأمر مختلف"، على حد قوله.

وفي رده على مطالبة "ترامب" للسعودية بأن تدفع مزيد من الأموال مقابل أمنها، قال "بن سلمان" إن المملكة لن تدفع لأجل أمنها؛ فهي تشتري السلاح الأمريكي بالمال ولا تأخذه بالمجان.

وألمح إلى أن الرياض كانت وضعت استراتيجية للاستغناء بشكل كبير عن السلاح الأمريكي واستيراد أسلحتها من دول أخرى، لكنها أوقفت تلك الاستراتيجية بعد فوز "ترامب" برئاسة الولايات المتحدة، وجعلت أكثر من 60% من وارداتها من الأسلحة أمريكية الصنع، وذلك خلال السنوات العشر المقبلة.

واعتبر "بن سلمان" أن ما حدث على صعيد صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية إنجاز للمملكة، وللإدارة الأمريكية على حد سواء، وأن الفوائد لم تكن للسعودية فقط، ولكن لكلا البلدين.

وعلق ولي العهد السعودي على شكوى "ترامب" من ارتفاع سعر النفط ليتجاوز 80 دولارا للبرميل، قائلا إن السعودية لم تقرر أبدا سعر النفط في العالم، لكن الأمر تحدده حركة العرض والطلب، وأن المملكة تلتزم فقط بعدم التأكد من وجود نقص في الإنتاج عالميا، بالتعاون مع حلفائها في منظمة "أوبك".

كانت تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، التي قالها أمام تجمع انتخابي في ولاية مسيسبي، أثارت جدلا، لا سيما بعد عدم رد السعودية عليها رسميا.

وقال "ترامب" في تلك التصريحات: "نحن نحمي السعودية. يمكننا القول إنهم أثرياء. وأنا أحب الملك، الملك سلمان. ولكنني قلت: نحن نحميكم. قد لا تبقى هناك أسبوعين بدوننا. يجب أن تدفع تكاليف جيشك".

ولم يذكر "ترامب" متى قال هذه التعليقات للملك السعودي.